قال رئيس الوزراء العراقي السابق زعيم القائمة العراقية إياد علاوي عقب اجتماعه في النجف اليوم مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني انه ابلغ المرجع تخوفه من عمليات تزوير ستشهدها الانتخابات التشريعية العامة مطلع العام المقبل واشار الى ان المرجع قد اكد انه على مسافة واحدة من الجميع ويدعو الى القائمة المفتوحة ونزاهة الانتخابات.. فيما يستعد نواب لطرح مقترح الاسبوع المقبل بسحب الثقة عن مجلس المفوضية العليا للانتخابات.

لندن: أضاف علاوي في مؤتمر صحافي عقب اجتماعه في مدينة النجف (110 كم جنوب بغداد) انه طرح مخاوف تزوير الانتخابات على الكونغرس الاميركي وتحدثت حولها مع رئيس الجامعة العربية عمرو موسى وسكرتير الأمم المتحدة بان كي مون واليوم مع المرجع السيستاني.

وقال ان الانتخابات الماضية شهدت خروقات خطرة وزورت صناديق وخسرت القائمة العراقية الانتخابية التي يتزعمها 13 قتيلا ومئات المعتقلين. وشدد بالقول quot;علينا كقوى سياسية اذا كنا نحترم شعبنا ان نعطيه الحرية كاملة لاختيار من يروم اختياره لتمثيله في مجلس النواب حيث إن ممارسة الضغط والاكراه والترويع بهدف تغيير ما يريده الشعب العراقي إجحاف كامل بحق الشعب وليس فئة منه.

وعن اجتماعه مع السيستاني اشار علاوي الى ان المرجع الشيعي قد اكد انه على مسافة واحدة من الجميع ويدعو الى القائمة المفتوحة ونزاهة الانتخابات وان تكون خالية من الغش والتزوير وان تكون الانتخابات عاكسة لرؤية الشعب العراقي. وقال quot;ان هذه الأفكار النيرة تتطابق مع رؤيتنا في القائمة العراقية ونرى ان كلامنا صدى لكلام السيستاني ونحن متفائلون بهذا اللقاء وسوف تحصل ان شاء الله لقاءات أخرى معه قريباquot;.

وفي ما يتعلق بمباحثاته للانضمام او التحالف مع قوى اخرى اوضح علاوي ان توافق الكتل التي بنيت على أسس فئوية بدأ يتغير ويتراجع quot;ونحن حديثنا دائما ينصب على العراقيين وان لا تكون الكتل ممثلة لطائفة او مذهب معين وإنما تكون ممثلة لكل العراقيينquot;. واضاف quot;نحن في حوار مستمر مع كل الاطراف وهذه الحوارات تحكمها ثوابت في ما يتعلق ببرنامجنا السياسي ومتى ما نشعر بان هناك اقترابا من بعض الجهات مع ثوابت مشروعنا بالتأكيد سوف نتحالف معها وفي الأسبوعين او الثلاثة المقبلة سوف نفعل ذلكquot;.

ونفى علاوي ان تكون ايران ضمن جدول زياراته الخارجية لانها لم توجه له دعوة بذلك لكنه اوضح ان لديه حاليا دعوات من قبل دول عربية لم يسمها. واشار الى انه أذا تلقى دعوة من ايران لبحث قضايا وملفات تتعلق بالعلاقات العراقية الايرانية فإنه سيستجيب لها اما اذا كانت مجرد دعوة فقال انه لايرى ضرورة للزيارة.

وكانت دعوة اطلقها المرجع السيستاني مطلع الاسبوع الحالي لتبني القائمة المفتوحة خلال الانتخابات العامة المقررة في 16 كانون الثاني (يناير) المقبل قد أربكت القوى السياسية في البلاد بين متحفظ ومرحب ومؤيد بتخوف على الرغم من الرغبة الشعبية لاتباع المفتوحة. فقد سارع النواب الشيعة الى التنصل من القائمة المغلقة في الانتخابات مؤكدين تأييدهم القائمة المفتوحة. وقال النائب عن التيار الصدري فلاح شنشل quot;لقد تنصلت معظم الكتل السياسية من اعتماد القائمة المغلقة وليس هناك اي جهة تتبنى ذلك.. فالقائمة المفتوحة تعبر عن ارادة الشعبquot;.

واعلن حامد الخفاف المتحدث الرسمي باسم السيستاني ان quot;المرجعية الدينية تحذر من ان اعتماد نظام القائمة المغلقة سيحد بشدة من رغبة المواطنين في المشاركة في الانتخابات وسيكون له تأثير سلبي بالغ على سير العملية الديمقراطيةquot;. وليس لدى الناخب في القائمة المغلقة حرية الاختيار فإما ان يختار القائمة بجميع اسمائها او ينصرف عنها. اما في القائمة المفتوحة فبإمكانه اختيار النواب الذين يؤيدهم بشكل فردي وليس القائمة كلها.

من جانبها طالبت بعثة الأمم المتحدة في العراق البرلمان بـquot;الاسراعquot; بإقرار مشروع قانون الانتخابات. وشدد رئيس البعثة اد ملكيرت على quot;الحاجة الملحة لتبني قانون الانتخابات بغية السماح بإصدار قرارات حاسمة وعلى وجه السرعة بشأن تنفيذ الجوانب الانتخابية الفنية الرئيسة في الوقت المناسبquot;. ونقل بيان عن ملكيرت قوله ان quot;الايام العشرة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى مجلس النواب في ما يتعلق بالارتقاء الى مستوى المسؤولية لسن قانون الانتخاباتquot;.

بدوره قال النائب عباس البياتي من الاتحاد الاسلامي للتركمان المنضوي في quot;ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكيquot; quot;ندعم بقوة القائمة المفتوحة ونحن سائرون باتجاههاquot;. واكد قائلا quot;نطالب ان يتم التصويت على قانون الانتخابات بشكل علني وبرفع الايدي ليعلم الشعب من هم مع القائمة المفتوحة ومن يرفضهاquot;. وتقول مصادر برلمانية عدة ان غالبية الاحزاب تعارض القائمة المفتوحة بسبب خشيتها خسارة بعض رموزها في الانتخابات رغم ان بعضها يدعي علنا تأييده القائمة المفتوحة.

من جانبه، قال محمود عثمان النائب البارز عن التحالف الكردستاني الحليف الابرز للائتلاف الشيعي الحاكم ان quot;القائمة الكردستانية مع القائمة المفتوحة ولن تكون عقبة امام العمل بموجبها نحن مع كل من يريدها ولسنا ضدها. لكن عثمان اعترض على اشراك المرجعية الدينية في القضايا السياسية مشددا على انه لا يجب زج المرجعية في هذه الامور. وعلى صعيد الانتخابات فقد اكد عضو مجلس النواب العراقي كريم محسن عن كتلة الفضيلة البرلمانية ان اغلب الاعضاء لم يقتنعوا بأجوبة رئيس المفوضية العليا للانتخابات فرج الحيدري خلال استجواب البرلمان له قبل ايام.

وقال في تصريح متلفز اليوم ان العديد من النواب قد اكتشف خلال الاستجواب مدى الفوضى التي تعمل بها تلك المفوضية وانها كانت سببا في ضياع اصوات الاف من الناخبين. واشار الى انه نتيجة لذلك تم جمع تواقيع برلمانية تكفي لسحب الثقة عن مجلس المفوضية وسيقدم مطلع الاسبوع المقبل لوجود اجماع في مجلس النواب بتقصير المفوضية في أداء مهامها. ومن جهتها اعتبرت بعض الكتل السياسية والنواب في المجلس استجواب مفوضية الانتخابات في هذا الوقت لايصب في صالح المواطن والحكومة خاصة والبلد متجه نحو اجراء الانتخابات النيابية.

ولكن رئيس المفوضية فرج الحيدري اعتبر ان الاستجواب جزء من الصراعات السياسية بين الكتل وقال ان اي مساس بالمفوضية يعني مساسا بالعملية السياسية. واضاف مؤكدا quot;لكن ذلك لن يثني من عزيمتنا في اجراء الانتخابات في موعدها المقرر في السادس عشر من كانون الثانيquot;. واشار الى ان quot;الانتخابات المقبلة مهمة في تأريخ العراق فنجاحها يعني خطوة نحو التقدم وفشلها يعني العودة للمربع الاول من الديكتاتوريةquot; على حد قوله.