رغم ضراوة المنافسة.. الرئيس الحالي يبقي المرشح الأوفر حظاً
الانتخابات الأفغانية: هل لمنافسي قرضاي أن يسدوا الفجوة؟

اعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: تحت عنوان quot; الانتخابات الأفغانية: هل لمنافسي قرضاي أن يسدوا الفجوة ؟ quot;، تعد صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية تقريرا ً مطولا ً تتابع فيه آخر التطورات الحاصلة على المشهد السياسي في البلاد، وذلك في الوقت الذي يتأهب فيه الرئيس الحالي حامد قرضاي لخوض معركة الانتخابات الرئاسية في العشرين من الشهر المقبل أمام اثنين من المنافسين، اللذين يتوقع لهما كثيرون الظهور بشكل طيب في هذا العراك الانتخابي الكبير. في البداية، تشير الصحيفة إلى أن هذين المنافسين، وهما الوزيران الحكوميان السابقان أشرف غاني وعبد الله عبد الله، يكثفان خلال هذه الأثناء حملاتهما الانتخابية قبيل تلك الانتخابات المزمع إقامتها في العشرين من شهر أغسطس / آب المقبل، والتي بدأت تكتسي لتوها برداء المنافسة الحقيقية.

ثم تنقل الصحيفة عن مجموعة من المحللين السياسيين الأفغان تأكيداتهم على أنه ورغم تقدم قرضاي عن باقي المرشحين بنسبة بلغت الـ 24 %، بحسب استطلاع للرأي أجرى في شهر مايو الماضي، يبدو أن متنافسين حقيقيين أمثال أشرف غاني وعبد الله عبد الله بدءا في اكتساب قدر كبير من الشعبية والأرضية الجماهيرية، وقد يتمكنان من إجبار الرئيس الحالي على خوض جولة ثانية من الانتخابات لأنها لن تُحسم من الجولة الأولى، وفقاً لرؤيتهم الخاصة. وفي غضون ذلك، يقوم كلا المرشحين بحملاتهما الانتخابية الآن مع جماعات عرقية في مناطق خارج قواعدهما التقليدية. كما يركزان على توجيه موجة من الانتقادات العنيفة لقرضاي، في محاولة للاستفادة بشكل كبير من حالة الاستياء العارمة نتيجة لاستمرار انعدام الأمن، وضعف الحكم وفساده.

وتقول الصحيفة إن غاني ndash; محلل سابق في البنك الدولي والذي تم ترشيحه في عام 2006 لمنصب السكرتير العام للأمم المتحدة ndash; قد سافر شمالا ً إلى المناطق التي لا تسكن بها قبائل البشتون. ونقلت الصحيفة عن ناطق باسمه قوله :quot; يمكن للرئيس أن يختبئ في القصر، أما دكتور غاني فلا يأبى من شعبهquot;. وبعدها، تنتقل الصحيفة لتسترسل في حديثها بالإشارة إلى مشوار دكتور غاني في المشهد السياسي في البلاد، منذ أن تخرج من كلية الطب في جامعة كابولفي عام 1983، وإلى أن أصبح وزيرا ً للخارجية خلال الفترة ما بين عامي 2001 إلى 2006، قبل أن يقيله قرضاي كجزء من حملة تطهير لمسؤولي التحالف الشمالي.

من جانبه، يرى هارون مير، مدير مركز أفغانستان للبحوث والدراسات السياسية، أن السيرة الذاتية لعبد الله عبد الله سوف تساعده دون أدنى شك في تلك الانتخابات، وتابع بالقول :quot; سوف تصُب علاقة الصداقة الوطيدة التي جمعته بأحمد شاه مسعود في صالحه. ومن دون تلك الخلفية، لما كان قد استطاع أن يستقطب ويجذب الحشود كما هو الحال الآنquot;. وقالت الصحيفة إن عبد الله نجح في جذب الحشود بشكل كبير خلال الحملة التي قام بها في مقاطعة باكتيكا الأسبوع الماضي بسبب سيرته الذاتية الحافلة.

كما يرى عبد الله أن الفكر الذي كان يسعى مسعود إلى تحقيقه في البلاد من خلال إصلاح نظام البلاد السياسي باعتماد البرلمانية بدلا ً من النظام الرئاسي، أمر سيكون من شأنه ضمان حدوث ضوابط وتوازنات أفضل على السلطة التنفيذية. هذا وقد تمكن عبد الله قبيل زيارته لباكتيكا الأسبوع الماضي، من تأمين دعم عطا محمد نور، حاكم إقليم بلخ شمال البلاد، وكذلك محمد حسين أنواري، رئيس الحركة الإسلامية ذات النفوذ والحاكم السابق لمقاطعة هيرات الغربية. أما هارون مير، فيرى أن عبد الله هو المنافس الحقيقي الوحيد لقرضاي، لأن بإمكانه استقطاب هؤلاء الذين تم تهميشهم أو إقالتهم من الحكومة تحت قيادة قرضاي. وفي المقابل، تشير الصحيفة إلى أن غاني يمتلك خلفية قوية في الأوساط الأكاديمية، كما سبق له أن شغل العديد من المناصب البارزة، كما كان له الفضل في تنفيذ إصلاحات واسعة النطاق وإحباط الفساد، ما جعله يحصل على لقب أفضل وزير للمالية في آسيا لعام 2003 من قبل صحيفة الأسواق الناشئة.

وترى الصحيفة أيضاً أن القاعدة الأساسية للحملة التي يبني عليها غاني حملته الانتخابية الحالية هي تلك الخطة الاقتصادية المفصلة للنمو المستدام في محافظات أفغانستان الرئيسة، والتي يقول إن تأثيرها سيمتد ليصل إلى جميع أنحاء البلاد. وتنقل الصحيفة هنا عن وادير صافي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كابول :quot; أشرف غاني واحد من المفكرين المعروفين على الساحة الدولية. وقد بذل جهداً كبيراً من الناحية العملية، كما حظي بأكثر من عشر سنوات خبرة في البنك الدولي، فضلا ً عن أنه مخطط جيدquot;. أما المحلل السياسي هارون مير، فيرى أن غاني هو المرشح الوحيد الذي يعتمد على الأفكار أكثر من اعتماده على الشخصية. ورغم الانتقادات التي وجهها له البعض بعد أن وصفوه بأنه بات أشبه بالاختيار الرسمي لواشنطن، إلا أن الفريق المسؤول عن حملته الانتخابية ما زال يأمل في بيع أفكاره إلى العامة.

ورغم كل هذه المكاسب التي يبدو أن كلا المرشحين غاني وعبد الله قد حققها خلال الآونة الأخيرة، إلا أن المحللينما زالوا يؤمنون بأن فرص قرضاي هي الأقوى حتى الآن، وأنهما زال يمسك بالعديد من الأوراق الرابحة التي تضمن له حسم الانتخابات لصالحه. فيقول المحلل هارون مير :quot; ما زال قرضاي هو اللاعب الماهر للغاية. والدليل على ذلك هي الطريقة التي نجح من خلالها في تحييد واستمالة معارضيه السياسيين. ( في إشارة إلى الدعم الذي تحصل عليه قرضاي من الزعيم الاوزبكي عبد الرشيد دوستم، وزعيم الهزارة الحاج محمد محقق، ومحافظ نانغارهار غول أغا شيرازي ) quot;. بينما يزعم منتقدون أن هؤلاء المعارضين قد quot;تم شراؤهمquot; من خلال تقديم وعود لهم بالحصول على مناصب بالعشرات من الوزارات والمحافظات. وفي الوقت ذاته، يشير الأستاذ الجامعي وادير صافي إلى أن تمكن قرضاي من فرض سيطرته على أجهزة الدولة أمر قد يعينه أيضاً على حسم هذا العراك الانتخابي لصالحه.