إيهاب الشاوش من تونس: لاستمالة العشاق في عيد الحب، انخرط أصحاب النزل و المطاعم و المتاجر في تونس، في سباق ابتكار شتى أنواع الطرق الترويجية. برامج نهاية أسبوع ممتعة، سهرات مع مطربين تونسيين و عرب، راقصات من كل الأشكال و الألوان و رحلات quot;ترفيهيةquot; و وجبات متنوعة...
و في واقع الأمر، فإنه حتى دون الالتجاء الى الترويج ، فإن الظفر بطاولة شاغرة بأحد مطاعم تونس، خلال عيد الحب، يكاد يكون مستحيلا.

ما أثار الانتباه و الاستغراب، ضمن هذا السباق المحموم، هو إعلان سلسلة مطاعم quot;baguette et baguettequot; عن تقديم وجبة مجانية، مقابل أن يقبل شخص حبيبته على الملأ. دون تحديد نوع القبلة أو طبيعتها. و إن كانت مع الحبيبة، الزوجة ، الخطيبة أو العشيقة...
العديد ممن رواد المطعم، قبلوا، تقبيل حبيباتهم، على الملأ، لكن الذين استطلعت إيلاف آرائهم حول ما اذا كانوا سيقبلون زوجاتهن امام العموم بجائزة او دون جائزة، رفضوا، الأمر.

ارتفاع لعدد القبل و الجوائز هذه السنة:

بداية توجهنا إلى احد مطاعم هذه السلسلة. وهو مطعم يقدم الوجبات السريعة و يرتاده الشباب أكثر.
لقائنا الأول كان مع محمد، وكيل فرع شارع باريس بالعاصمة التونسية، الذي اكد لنا ان المطعم يقوم بما وصفها بالحملةquot;الترويجيةquot;، كل عام. و هي ليست المرة الأولى.
سألته، هل، العملية موجهة للمتزوجين فقط، و ان كان المطعم حدد طبيعة القبلة؟ فرد بأن الزبون حر في طبيعة القبلة. كما ان العملية موجهة الى كل العشاق و ليس حكرا على المتزوجين.
و لاحظ محدثنا، ان هذه العملية لاقت هذه السنة رواجا أكثر من السنوات الماضية. كما ان المطعم قدم عديد الوجبات كهدية مقابل القبلات.
ولم تقتصر حسب محدثنا القبلات، على قبلة على الخد او الجبين، بل اكد انه هناك من قبل حبيبته من شفتيها... أمام الملأ.
و يقول محمدquot; لا يجب ان تتجاوز القبلات، ما هو محظور، و مخالف للأخلاق الحميدة. بل يجب ان تكون القبلة في حدود المعقولquot;.
و حول سؤال، بخصوص ردة فعل الذين كانوا في المطعم، أكد محمد أنهم تقبلوها بشكل عادي. و خاصة من طرف الشباب...

رفض واسع:

في مقابل،إقدام الكثيرين على تقبيل حبيباتهن، و زوجاتهن على الملأ في هذا المطعم حسب ما أكده، محمد، فإن الخبر نزل كالصاعقة، على رأس من استطلعنا آرائهم، و سألناهم ان كانوا سيقبلون زوجاتهن او حبيباتهن، بجائزة او بدون جائزة.
سليم بالشيخ، مختص في الدراسات الإسلامية، يقولquot; صحيح إننا في تونس، نتحدث عن التسامح و الحوار و الانفتاح، لكن ذلك لا يجب ان يمس من أخلاقنا، و ديننا و ثوابتنا. و مثل هذه السلوكات لا يمكن ان تكون ضمن تقاليد مجتمعناquot;.
و يضيف محدثناquot; دون ذكر الجانب الديني، هناك عنصر الهوية الوطنية. و العادات و التقاليدquot;.
ووصف سليم بالشيخ هذا السلوك، بquot;الشاذquot; و نوع من أنواع التطرف في الجانب السلوكي.
و اعتبر، ان رد الفعل يجب ان يتم عبر المؤسسات، و المجتمع المدني و الأسرة، مشيرا إلى أن موقف تونس واضح من هذه السلوكيات، سواء من الجانب الرسمي، او الخطاب الديني.
و أكد، هشام الحاجي، عضو مجلس النواب التونسي، من جهته، ان ذلك يعتبر تمشى خطير يتمثل في quot;تسليعquot; العواطف.
يعزى، الحاجي أسباب هذه التصرفات إلى الفضائيات و سائل الإتصال الحديثة. و قالquot; هذه ليست قضية رأي العام. لكن يجب ان نقوم بتوعية الشبابquot;.


اما عادل(45 سنة، متزوج). فقد استشاط غضبا، و رفض الفكرة جملة و تفصيلا، معتبرا تقبيل زوجته على الملأquot;قلة حياءquot;. و شذوذ جنسي.
و يتساءل عادلquot;هل يعقل ان اقبل زوجتي، امام الناس؟. كنت اموت. كيف سأقابل الناس. وزملائي بعد ذلك. كما ان حبي لزوجتي ليس بحاجة الى مشاهدينquot;.
واعتبر خالد(اب لطفلة)، ان التقبيل في أمكان عمومية، هو قلة احترام للغير. و حط من قيمة الزوجة. و يقولquot; لو قبلت زوجتي على الملأ، سيعتبرها الناس، بائعة هوى، و ساقطة. هذا لا شك واختلاف فيه. و نحن لسنا في مجتمع يتقل بذلك. كما لا تقبل تربيتنا، بهquot;.
و أكد منير، 30 سنة، انه لن يقبل زوجته، أمام الجميع حتى لو قدموا له مال الدنيا.
كريم، (اطار بنكي، أعزب)، يقول مازحاquot; و الله فكرة جيدة. لماذا لم يطلبوا شيئا آخر... كان أحسن. ثم يستدرك، انا ضد، الفكرة، لأن الحب يجب ان يبقى بين الرجل و المرأة. و لا حاجة لإعلانه. ثم ان مثل هذه التصرفات في مجتمعنا سوف تحط من قيمة المرأة أكثر من، ان تساعدها. و حتى الذين أقدموا على هذا التصرف، لا أتصور أنهم مقتنعين، او انهم سيقومون بذات الشيء في أماكن أخرى. ربما ساهم الجو و الإطار، في سرقة قبلة من الحبيبة لكن عموما، هذا خارج عن تقاليدناquot;.

حذف مشاهد من أفلام تونسية:

و في السياق ذاته، كان التلفزيون التونسي، حذف مشاهد من فيلم quot;الأميرquot; لمحمد الزرن، و فيلم quot;الأوديسةquot; لإبراهيم باباي، لإحتوائمها على مشاهد، اعتبرت انهاquot; تسيء الى الأخلاق الحميدة، او تصدم مشاعر و شعور المشاهدquot;.
و قالت التلفزة التونسية، في ردها على محمد الزرنquot; ان مشاهد حضور المرأة التونسية في المطاعم بالطريقة التي توخاها المخرج و التونسيون في الحانات، و التي يعترض صاحب الشريط على حذفها لا تخدم المرأة بصفة عامة...quot;
الى ذلك نشير، ان منوعة quot; عزيز قلبيquot; على قناة حنبعل التونسية، الخاصة، تبث في بعض الأحيان، عناقا بين الأزواج، لكن ليس الى حد القبل.
و فكرة quot;عزيز قلبيquot;مستلهمة من منوعةles amoursquot;quot; على القناة الفرنسيةquot;fr2quot;.


[email protected]

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الثلاثاء 20 شباط 2007