بعضهم يراه حلا شرعيا خارج وصاية الأهل
زواج المتعة: جنس إيجابي أم تجاوز فقهي؟


خسرو علي أكبر: أثارت تصريحات وزير الداخلية الايراني مصطفى بور محمدي بخصوص quot;الزواج المؤقتquot; ردود فعل مختلفةوأعادت الى الأذهان تصريحات الرئيس الايراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني قبل أكثر من عشرة أعوام وموقفه المؤيد لترويج الزواج المؤقت بين الشباب الايراني. واذا كان الزواج المؤقت ظاهرة اجتماعية انتشرت بين طبقة رجال الدين والملالي قبل الثورة الايرانية، فإن مساع عديدة حاولت تحويله الى ظاهرة اجتماعية طبيعية ومقبولة بين الشباب الايراني خصوصا وانها لاتتعارض مع الاحكام الاسلامية وانها تتماشى مع الحياة المعاصرة كونها تحضع لارادة الشباب في اقامة علاقة مؤقتة خلافا للزواج التقليدي الذي غالبا ما يتم وفق ارادة واشتراطات الاباء والأمهات في أختيار الزوج.

وحسب صحيفة همشهري فان حياة الفرد الايراني قد تغيرت تغيرا كبيرا في السنوات الخمسين الاخيرة ويكفي القاء نظرة شاملة على المحيط الذي يعيش فيه الايراني ليرى حجم التغيرات ، لكن المشكلة تكمن في رسوخ الكثير من العادات والتقاليد في شخصية الفرد الايراني ، وهي بحاجة شديدة الى عملية مراجعة جريئة لتتلاءم شخصية الايراني مع حياته المعاصرة، وموضوع الزواج المؤقت واحد من أهم المواضيع في مجتمع مازال يمر في مرحلة الانتقال من الحياة التقليدية الى الحياة المعاصرة quot;.

ايجابيات المتعة
من النقاط الايجابية لزواج المتعة انه لم يعد مقتصرا على شريحة محدودة من رجال الدين الذين كانوا يستغلون الفتيات المنحدرات من العوائل الفقيرة لممارسة الجنس معهن تحت غطاء شرعي ، انما تحول الزواج المؤقت وسيلة لمعرفة أوسع وأعمق للطرف الآخر ، كما ان الزواج المؤقت يقترن دائما بارادة الشاب او الشابة في اختيار الطرف المقابل خارج أية وصاية من قبل الاباء.

وان الحرية الشخصية في الزواج المؤقت تتماشى مع الحياة الحديثة التي ترفض نظام الوصاية والتبعية؛ درون ش موظفة في مؤسسة حكومية (33 عاما) رأت أن تقاليد بالية مازالت تقف بوجه انتشار زواج المتعة :quot;حينما تتطرق الى الزواج المؤقت سوف يسألونك ان كنت تقبل بذلك لأختك أو لابنتك او لأمك؟ هذا تفكير متخلف يسلب المرأة حقها في علاقاتها الاجتماعية ويتيح للرجل التدخل في مسائلها الشخصية ، وهو تفكير رائج في المجتمعات البطرياركية والأوساط التراثية ، ان كنا نعيش في عصر الحداثة فكل فرد حر في علاقاته ،شخصيا أقمت علاقة مع زميل في مرحلة الدراسة واستمرت العلاقة بيننا لفترة طويلة ، أكثر زملائنا كانوا يعرفون أن ثمة علاقة خاصة تجمعنا ، لكننا كنا لانجرؤ أن نتحدثعنها بشكل علني ،والزواج المؤقت ان تحول الى ظاهرة طبيعية ومقبولة في المجتمع الايراني فسوف يساهم في وضع حد للنفاق المرتبط بالمسائل الجنسية quot;.

رضا (33 عاما) من طهران quot;الزواج المؤقت هو أكثر القوانين الاسلامية رقيا وهو الأكثر تعرضا للاهمال والتهميش،انه يعئ الطريق لمزيد من التحرر الاجتماعي quot;.


ويؤيد أرم من طهران هو الأخر فكرة الوزاج المؤقت ولكنه يربطها بشرط أساسيquot;ان نظرة الشاب الايراني للفتاة التي يتفق معها على زواج مؤقت هي العنصر الرئيس في الموضوع ، فان كان ينطلق من الاحترام والاحتياج العاطفي والجنسي المشترك ، فلا اعتراض ، ولكن ان كانت النظرة مبنية على اعتبار المراة ظرفا لارضاء الشهوة فان الزواج المؤقت سيكون في غاية السلبية، الموضوع بحاجة لعملية تثقيف ترتبط بنظرتنا للمرأةquot;.

الدكتور فريد فدائي ، محلل نفساني ، يعتقدquot; أن في الزواج المؤقت ثمة عنصر التعارف الذي يسبق عقد الزواج وهويتيح للطرفين الفرصة في اكتشاف مدى الانسجام والتفاهم في العلاقةquot;، وفي الرد على الاشخاص الذين يعتقدون بان الزواج المؤقت ينشر الفساد بين الشباب الايراني ، يرى مهدي وهو من طلبة العلوم الدينية في قم :من الناحية الشرعية يشترط ان تأخذ البنت الباكر موافقة ولي أمرها في المرة الأولى ، ولا أعتقد ان الزواج المؤقت ينشر الفساد ، لأن هناك شروطا تجعله مختلفا تماما عن الدعارة quot;.

ويعتقد متابعون للشأن الايراني ان تبني وزير الداخلية الايراني بور محمدي للزواج المؤقت يأتي على خلفية تفاقم المشاكل الاقتصادية التي تعيق الشباب الايراني عن تحقيق أمانيهم في اقامة حياة زوجية فمشاكل كالبطالة وارتفاع اسعار البيوت في ايران جعلت معدل سن الزواج للمرأة الايرانية 23 عاما في مقابل 26 عاما للرجل الايراني.

وفيما رأى عضو البرلمان الايراني شهريار مشيري ان الزواج المؤقت يعتبر حلا مناسبا لبلد كايران تعيش فيه ملايين النساء في سن الزواج ، واعتبره الخيار الأفضل بالمقارنة مع العلاقات الجنسية غير المشروعة ، راى المخالفون ان الزواج المؤقت هو حل مؤقت وغير جذري لمشكلة اجتماعية كبيرة ، أما الناشطات في مجال حقوق المرأة فقد رأن أنه يحرم المراة الايرانية من الإرث ، كما أن الرجل الايراني لايلتزم بالمدة المحددة في الزواج المؤقت وهو غالبا ما ينسحب قبل التاريخ المتفق عليه ليتهرب من واجباته تجاه المرأة ، أي ان مزاج الرجل هو الذي يحدد فترة العلاقة.


واخيرا فان فاطمة آجر لو عضو البارلمان الايراني رأت أن المشكلة تكمن في ان الرجل الايراني لايلتزم في الزواج المؤقت بمسؤولياته وواجباته تجاه المرأة.

وهكذا تبقى مشكلة زواج المتعة قائمة ولن تنتهي مادام ينطلق من اسس فقهية تقبل التأييد والرفض.

التحقيق منشور في ايلاف دجتل يوم الاحد 10 حزيران 2007

لقراءة تحقيقات اخرى في ايلاف