سجن باغرام الأميركي في أفغانستان يفتح لمعتقليه نافذة على العالم


وحيد الله مسعود منكابول: يعبر حمد الله عن سروره لدعوته للقاء المعتقل في قاعدة باغرام الجوية شمال كابول، وان عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، مؤكدا انه quot;حين يكون احد ما معتقلا لدى الاميركيين يحيط به غموض كاملquot;.وغالبا ما يشبه هذا السجن الواقع في مدينة باغرام على بعد ستين كلم شمال العاصمة الافغانية، في معتقل غوانتانامو الاميركي في كوبا السجن الاميركي المخصص للمعتقلين الذين يشتبه في ضلوعهم في الارهاب وتفرض فيه اجراءات امنية مشددة.
وعلى الرغم من قيام اللجنة الدولية للصليب الاحمر بزيارة المعتقلين فيه منذ 2002، لم تحصل اللجنة حتى الان من الاميركيين على اذن زيارة لعائلاتهم.
غير انه بات يسمح منذ مطلع السنة للمعتقلين الذين يتراوح عددهم بين 600 و650 بلقاء اقربائهم عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة بموجب اتفاق تم بين الصليب الاحمر والولايات المتحدة.
وقدمت السلطات العسكرية الاميركية التجهيزات الضرورية لهذا الاجراء الجديد فيما فتحت اللجنة الدولية للصليب الاحمر قسما من مكاتبها لاستقبال العائلات.
وقال رئيس بعثة الصليب الاحمر في افغانستان ريتو ستوكر ان quot;هذا النظام سابقةquot;. واضاف انه quot;اعتمد لطمأنة المعتقلين وعائلاتهم والسماح لهم بالتكلم مع بعضهم البعضquot;.
وقدم حمد الله مع احد اقربائه واولاد شقيقه المعتقل الثلاثة من ولاية ننغرهار وهو يجلس بين العائلات العشر التي تنتظر دورها للدخول الى القاعدة للاتصال باقربائها.
ويروي حمد الله ظروف اعتقال شقيقه الشرطي فيقول quot;وصل الاميركيون وقالوا (له) انهم يريدون التكلم اليه. اقتادوه في طائرة الى باغرامquot;، مؤكدا انه يجهل حتى الان سبب اعتقاله.
وتابع quot;حين تعتقل الحكومة الافغانية شخصا ما نذهب الى بولي شرقي (اكبر السجون الافغانية في كابول) ونقابله. لكن اذا ما اعتقله الاميركيون، فانه يحاط بغموض كبيرquot;.
وتمكن عمر (عشر سنوات) ووكيل (تسع سنوات) من رؤية وجه والدهم بعد سبعة اشهر على اعتقاله. ويروي وكيل quot;رأيت والدي على التلفزيون، قلت له مرحبا. كان الامر جيداquot;.
وباشرت العائلات تدوين اسمائها الاحد في السادس من كانون الثاني/يناير لدى الصليب الاحمر لمقابلة اقربائها عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة في اليومين المخصصين لذلك الاثنين والاربعاء.
وقال مسؤول في الصليب الاحمر لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه quot;انها خطوة اولى ولا يسعنا سوى ان نبدي ارتياحنا لهاquot;.
ويروي حاج امين الله (70 عاما) الذي يتكئ على عصاه ان رؤية احد ولديه المسجونين كان بمثابة معجزة. ويقول quot;تمكنت اخيرا من رؤية وجهه وسماع صوته بعد سنتين على اعتقاله. كان الامر رائعاquot;.
واعتقل ابناؤه الخمسة في منزلهم خلال عملية اميركية في كابول وافرج على ثلاثة منهم بعد تسعة اشهر.
وقال محمد صابر احد الاشقاء الذين اطلق سراحهم quot;اقتادونا جميعا الى باغرام وكل ما استجوبونا بشأنه خلال تسعة اشهر من الاعتقال هو كيف حصلنا على مبلغ ثمانين الف دولار شاهدوها عند دهم منزلناquot;.
واتاح هذا النوع غير المسبوق من الزيارات لثلاثة ايام ولاكثر من ستين عائلة قدمت من جميع انحاء البلاد بالتكلم الى اقربائها لمدة عشرين دقيقة.
كما سمح الصليب الاحمر الناشط في افغانستان منذ 1987 لعائلات المعتقلين بالبقاء على اتصال باقربائها من خلال تبادل رسائل خطية تنقلها خلال زياراتها للسجن المتواصلة منذ العام 2002.