عبدالرزاق الربيعي من مسقط: لم يكن هطول الأمطار الغزيرة المتواصلة منذ مساء الأربعاء الماضي بالحدث العادي كونه يقع في منطقة شحيحة الأمطار وقد تراوحت كمية هذه الأمطار مابين الغزيرة والمتوسطة والخفيفة نزلت على اثرها بعض الأودية كوادي بوشر مما تسببت بعرقلة سير المركبات في شوارع مسقط وخصوصا على منطقة بوشر وهو الأمر الذي دعا شرطة عمان السلطانية تهيب في بيان لها بالمواطنين والمقيمين إلى عدم عبور الأودية والمنخفضات إلا بعد التأكد من منسوب المياه وقوة جريانها وكذلك الابتعاد عن الأماكن والمنحدرات التي تكون عرضة لجريان الأودية.
كما دعت الشرطة الصيادين وهواة الرحلات البحرية عدم نزول البحر قبل التأكد من حالة الجو ودعت سائقي المركبات توخي الحيطة والحذر وترك المسافة الكافية بين المركبات وتخفيف السرعة وعدم التجاوز إلا بعد التأكد من إمكانية ذلك.


كما دعت المواطنين والمقيمين للاستماع إلى الإرشادات التي تذاع وتنشر عبر أجهزة الإعلام المختلفة ومتابعة نشرة الأحوال الجوية حفاظا على سلامتهم.
هذا الحدث عزف على أوتار منطقة حساسة في ذاكرة العمانيين حيث أعاد لهم ذكريات أيام إعصار جونو الذي ضرب السلطنة في الخامس من يوليو/حزيران من العام الماضي وتسبب بموت 49 شخصا وتهديم الجسور والمنازل والمحلات التجارية ومارافقها من خوف وفزع وخسائر بالارواح والممتلكات ومرافق الحياة وهذا ماجعلهم يخشون أن يتطور الأمر ويحصل لهم مثلما حصل أيام الإعصار!!


ورغم أن الأرصاد الجوية العمانية طمأنت العمانيين والمقيمين الى أن الأخدود الجوي الذي تتأثر به سلطنة عمان سيعبر الأجواء العمانية مساء الجمعة، وهذا ماظهرت بوادره حيث توقف المطر صباح أمس الخميس، رغم وجود الغيوم الكثيفة، لكن ظلت المخاوف تسيطر على الكثيرين، وفي جولة قامت بها (ايلاف ) في مسقط لاحظت تجمع المياه على الطرق العامة والفرعية وهو الأمر الذي جعل الحركة المرورية تعاني من إختناقات في أوقات الذروة حيث أدت الأمطار إلى عرقلة انسيابية الحركة المرورية لكن بلدية مسقط تحاول بكل ما تستطيع لتلافي ذلك وهو مانجحت به في الكثير من الأماكن
يقول أحمد بن سالم من وادي حطاط quot; يبدو إن الدروس التي أخذناها من إعصار جونو في أخذ الحيطة والحذر قد أتت أكلها وجعلت المسؤولين يسارعون الى ايجاد حلول عاجلة لمشكلة تجمع المياه التي تعرقل حركة السير خصوصا إن التغييرات المناخية التي تشهدها منطقتنا تجعلنا نتوقع كل شيء، فإعصار جونو جعلنا لا نستبعد أي حدث طاريء، وعليه فمن الواجب أخذ الحيطة والحذرquot;


وتتفق معه عائشة بنت جمعة وتقول quot; قبل إعصار جونو لم تكن لنا تجربة مع الظروف المناخية الصعبة، فقد كنا في حالة تصالح مع الطبيعة، وكانت المطار في كل مرة تنزل فإن أكثر شيء يمكن أن تسببه هو الوديان التي تعرقل سير المركبات، لكننا الآن نتوقع الأسوأ حتى لو كانت السماء غائمة فقط quot;
وقال أحمد بن سيف quot; تظل الأمطار بالنسبة لنا مصدر سعادة و لأننا ننحدر من مناطق كانت تمتهن الزراعة، والمطر في كل الأحوال بهجة وفرح حتى لو تسبب في العديد من الحوادث خصوصا في الطرقات، لكن من الضروري الإنتباه الى الأخطار التي ترافق نزول الأمطار حيث تكثر حوادث السير وإنقلاب السيارات وإنحرافها عن الطريق، وهذا ما يربك السير وتكثر الإختناقات المرورية، لذا فمن الطبيعي أن يصل معظم الموظفين الى أماكن عملهم متأخرين كلما سقط المطر quot;


اما عزة الحارثي فقد قالت quot; الأمطار التي تسقط على مسقط قليلة جدا ونادرة ومرت سنوات لم تسقط الامطار تماما وحدث في منتصف الثمانينيات ان انقطع نزول المطر لحوالي أربع سنوات وحين نزل ذات يوم هرع الأطفال فزعين يبكون، وحين سألتهم :لماذا تبكون؟ أجابوا : لقد نزل علينا ماء من فوق!! quot;وأضافت quot; في السنوات الأخيرة تغير الحال، وبدأت الأمطار تسقط في أكثر من موسم وهي في كل الأحوال خير وبركة ويكفي إنها تلطف الجو الذي لا يزال حارا ولو بشكل أقل مما هو عليه في شهور الصيف حتى إننا لازلنا نشغل المكيفات !! quot;


وهذا ما حصل في مسقط بعد توقف سقوط المطار حيث خرج الناس الى الشوارع مستمتعين بمنظر الشوارع المغسولة المطمئنة، بعد ثلاثة أيام حبلى بالمخاوف!!