تمردت على 3 وزراء والصحف منقسمة
إمرأة تشعل quot;داحس والغبراءquot; في البحرين

مهند سليمان من المنامة:quot; داحس والغبراءquot; حرب جديدة ولكن بنسخة بحرينية تعصف بقطاع الثقافة والتراث البحريني، أبطالها من الرجال وزراء ومسؤولون ومثقفون وأدباء ومن النساء امرأة واحدة انقسم الشارع الثقافي بسببها، ورغم أن داحس استمرت لأربعين عاما إلا أن quot;النسخة البحرينيةquot; مستمرة منذ أكثر من 6 سنوات ونيراها مشتعلة لأكثر من 64 شهراً وعاصرها 3 وزراء إعلام. الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والتراث في وزارة الإعلام الشيخة مي آل خليفة بطلة هذه الأزمة امرأة تسعى إلى ايجاد هيئة مستقلة لقطاع الثقافة رغم رفض وزيرها لذلك ما جعلها تتحرك لوحدها متجاهلة أي مسؤول يقف أمامها الأمر الذي اعتبره كثيرون بمثابة الصراع المتجدد داخل الوزارة والذي يحتاج إلى حل من quot;علية القومquot;. وخرج وزير الإعلام جهاد بوكمال عن صمته علنيا أمس في أول موقف رسمي له وأبدى استغرابه من اجتماع الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والتراث في وزارة الإعلام الشيخة مي آل خليفة مع النواب دون علمه وقال إن الاجتماع غير قانوني.

وأكد الوزير الذي تحدث لصحيفة الايام الليبرالية عبر الهاتف أن الاجتماع مخالفة صريحة لنص المادة 28 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب التي تنص على انه لمجلس النواب ان يدعو عن طريق الرئيس اي جهة حكومية عن طريق الوزير او من ينيبه. بوكمال الذي يتواجد خارج البلاد في مهمة رسمية مع ولي العهد البحريني قال في رسالة وجهها للنواب quot; كان يفترض على زملائي النواب ان يكونوا أكثر من يتقيد وينفذ القانون وبخاصة أن هذه المادة من لائحتهم الداخلية التي تنظم عمل المجلسquot;.

أما النواب فانتقدوا اجتماع الشيخة مي معهم دون علم الوزير وقالوا إن الاجتماع سابقة خطرة وتجاوز لصلاحيات الوزير في عمل الوزارات ويحمل شبهة دستورية، فيما لم تنجح الوكيلة في إقناع النواب بفصل قطاع الثقافة والتراث عن وزارة الإعلام، واعترض عدد من النواب على تحويل القطاع إلى هيئة مستقلة تابعة لمجلس الوزراء وعدم خضوعها لوزير يمكن أن تتم محاسبته، واعتبروا أن هذا الفصل يتضمن شبهة دستورية.

ندوة تجدد الصراع بين المثقفين

آخر صراعات المثقفين أشعلتها ندوة تعتزم جمعيّة المنتدى تنظيمها لمناقشة موضوع استقلالية الثقافة لكن الرفض جاء سريعا وخصوصا بعد ان اكتشف المشاركون أن الأمور جاهزة قبل مشاركتهم ، حيث رفضت المسارح الأهليّة بالغالبية دعوة الجمعيّة للمشاركة في الندوة التي تعتزم عقدها نهاية يناير الجاري. واعلنت كبرى المسارح البحرينية quot; الصواري، أوال، الجزيرة، الريفquot; عدم المشاركة بعد اجتماع مطول عقدته لعدم توافق وجهات النظر حول المشاركة بين الجمعية وبين المؤسسات الثقافية الأهلية، وسبق المسارح رفض أسرة الأدباء والملتقى الأهلي وعدد من المثقفين للمشاركة ايضا ، وكان السبب من وجهة نظرهم quot; لأسباب تتعلق بتسييسها أو تجييرها لصالح المقترح الذي تقدّم به النائب الاول لرئيس مجلس الشورى لإنشاء هيئة الثقافة والتراثquot;.

وقال رئيس مسرح الصواري خالد الرويعي quot; كنا نطمح إلى ندوة تضم جميع التوجهات، وكان من المفترض أن تقوم الجمعية باستشارة المؤسسات الثقافية الأهلية في الكثير من الأمور التي تتحدد على أساسها محاور الندوةquot;. وأشار الرويعي إلى أنّ همّ الثقافة والمثقفين اليوم أكبر من مسألة فصل القطاع و هيئة الثقافة، معتبراً أن quot; الوضع الثقافي يمر بلحظات حرجة وعلى الجميع التكاتف من أجل بلورة فكرة معينة مشتركة لإصلاحهquot;. وقال رئيس جمعية المنتدى إبراهيم علي في أول تعليق له نشرته الوقت البحرينية إن الجمعية لم تتسلم قرار عدم مشاركة المسارح، وذلك حتى ساعة محادثته مساء يوم أمس، لكنه لفت من جانب آخر إلى quot;أن الندوة ستنعقد كائناً ما كان الأمرquot;.

خلفية الصراع

بالرجوع إلى السنوات القليلة الماضية ومنذ العام 2002 لم تجد الوكيلة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والتراث الوطني في وزارة الإعلام امامها سوى العودة إلى المنزل لأكثر من عام ونصف بعد ان تحفظ وزير الاعلام في ذلك الوقت نبيل بن يعقوب الحمر الذي يشغل منصب مستشار الملك الإعلامي حاليا، على اسلوبها في العمل وسعيها للعمل منفردة بعيدا عن الجهة الرسمية التي تتبعها وهي وزارة الإعلام دون الرجوع إلى الوزارة في أي خطوة تتخذها ، فما كان منها إلا أن تتوقف وتلزم المنزل حتى جاء الوزير الجديد الذي خلف الحمر وهو الدكتور محمد بن عبدالغفار. الوزير عبدالغفار تجنب الصدام معها وظلت تعمل لوحدها لدرجة أنها قامت بحذف شعار الوزارة واسمها من جميع المطبوعات، كما ان الوزير لم تكن لديه الصلاحية حتى لتوجيه الدعوات في إحدى الاحتفاليات. وضع الوزير الجديد جهاد بوكمال كما يقول مثقفون ومراقبون لخطواته منذ ان تولى منصبه الجديد في اجندته اولوية حل هذه الإشكالية وانهائها إلى الأبد ، وكما يقول المراقبون إن الوزير ما زال ينتظر الحل لدى أصحاب القرار في السلطة العليا بعد ان نقل الشكوى لهم رسميا.

النواب في برلمان الشعب كان لهم كلمتهم في أكثر من موقف وخصوصا بعد أزمة ربيع الثقافة والتحقيق فيها والانتهاء أن الوكيلة كانت السبب في المشاهدة التي اعتبروها لا أخلاقية من وجهة نظرهم، وكان الرؤية السائدة (هل يعقل ان 3 وزراء على خطأ وامرأة واحدة دائما على صواب).

انقسام بين الصحف:

بدورها انقسمت الصحف المحلية البحرينية الست إلى حزبين في المعركة حزب مدافع عن الوكيلة وسياستها في إدارة الثقافة وحزب معارض يطالب بتغييرها ووضع الانسب في مكانه المناسب، وقد برزت الأقلام الصحافية والكتاب في هذه المعركة تحديدا ، وأصبحت لعبة اللوبيات الاعلامية هي الانجح فيما تتطير السهام والرماح من أوراق صحيفة إلى أخرى بحثا عن الهدف. ورغم كثرة المآخذ على الوكيلة إلا ان الوزراء والمسؤولين يقرون ولا ينكرون أنها حققت بعض الانجازات ، ويشيدون بالجهود التي يبذلها قطاع الثقافة والتراث الوطني ، ولكن المأخذ الرئيس في مشكلتها هي رفض التبعية للوزراء والتحليق لوحدها خارج السرب ما يسبب إحراجا لهم أمام الناس وامام نواب الشعب فهم يحاسبون على أشياء ومشاريع وقرارات لم يعلموا عنها شيئا، فهي تعمل منفردة في وزارة صغيرة تسعى لاستقلاليتها.