من ضمنها مؤسسة الـ USAID
فلسطينيو غزة... مساعدات خارجية تزرع البسمة على شفاههم

نجلاء عبد ربه من غزة: إستعد الطفل محمد السقا منذ الصباح الباكر للذهاب برفقة والده وإستلام لباس مدرسي جديد وحقيبة مدرسية، كانت مؤسسة الـ USAID ) ) وبدعم من الشعب الأميركي قد قامت بتمويل مشروع من خلال ( CEP ) وتقديم دعم للمواطن الفلسطيني داخل قطاع غزة وبالتحديد في بلدة القرارة، جنوبي قطاع غزة. ولم تكن تلك المؤسسة، الوحيدة التي تدعم الشعب الفلسطيني المكلوم، فالعديد من المؤسسات والجمعيات العربية والأجنبية ساعدت في تخطي الأزمة الإقتصادية الحادة التي تمر بها الأسر الفلسطينية منذ الحصار الإسرائيلي المفروض على الأراضي الفلسطينية قبل أكثر من عامين ونصف.

الدعم الأميركي هذه المرّة، جاء عبارة عن مستلزمات مدرسية مقدمة لـ 1000 طالب وتلميذ من المدارس الحكومية (حقيبة مدرسية- حذاء- زي مدرسي- قرطاسيه كاملة)، مما رسم الفرحة علي هؤلاء الطلاب الغير قادرين علي شراء مثل هذه المستلزمات نظرا للظروف الصعبة التي تحيط بأولياء أمورهم وخصوصًا داخل قطاع غزة.

وبإبتسامة علت وجهه الطفل السقا الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره، قال لإيلاف quot;سأذهب بهم هذا اليوم إلى المدرسةquot;. وأشار إلى أنه إضطر للذهاب العام الدراسي الحالي بزي المدرسة القديم.

معظم المساعدات الخارجية، العربية كانت أم الأجنبية، التي تأتي من خلال التنسيق مع جمعيات فلسطينية محلية، تخدم بالخصوص الطبقة الفقيرة والتي تعاني من عدم المقدرة علي توفير القوت اليومي لأبنائها وذلك لعدم حصول الأب أو رب الأسرة علي عمل مناسب يستطيع من خلاله توفير ولو جزء بسيط من متطلبات الحياة اليومية والتي أثقلت ظهر المواطن البسيط داخل القطاع .

quot; نواة تسند الجرةquot; هذا المثل الشعبي هو ما بدء الحديث به ولي أمر الطالب أحمد أبو لحية، من البلدة ذاتها. وعبّر عن مدى سعادته هو وابنه باستلامه لهذه المستلزمات المدرسية. ويكمل شوقي حديثه قائلا : quot; لدّي 8 من الأبناء، أربعة منهم في المدارس. ومع بداية السنة الدراسية حلموا أبنائي كمثل باقي الأطفال في الحي بشراء الزي المدرسي الجديد والحقيبة وجميع مستلزمات المدرسة، لكن للأسف باءت كل أحلامهم بالفشل فلم استطع شراء أي من هذه المستلزمات لأي من أبنائي، فأنا إنسان بدون عمل وأحاول تلبية لو جزء بسيط من متطلبات الحياة عن طريق بعض الأعمال التي تطلب مني داخل الحي وأتقاضى جزء بسيط من المال جراء هذا العمل, ففي مثل هذه الأوقات أعمل بمساعدة الجيران علي جمع محصول الزيتون وفي نهاية العمل أحصل علي جزء بسيط من المال لا يكفي نهاية الشهر، وكما تعلمون فهذه مواسم سنوية لا تتكرر في السنة أكثر من مره فهكذا هي حياتي...فأنا إنسان غير متعلم أي لم أكمل تعليمي فمن الصعب أن أجد أي عمل ببساطة فهذه هي الحياة دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن quot;.

وأضاف شوقي قائلا: quot;عندما أخبروني المسؤولين عن توزيع المستلزمات المدرسية بأن استلم قسيمة من البلدية في منطقتي وان هذه القسيمة عبارة عن حقيبة وزي مدرسي وحذاء وقرطاسيه كاملة، فرحنا كثيرا أنا وابني الذي يعاني من إعاقة حركية، وحمدنا الله علي ما رزقنا وشكرنا الشعب الأميركي علي مثل هذه أللفته التي تساهم في فرحة وسعادة الطفل الفلسطيني وخصوصًا مع بداية العام الدراسيquot;.

أما شعور الطفل quot;أحمدquot; الولد الأكبر للمواطن شوقي أبو لحية والبالغ من العمر quot;13 عامquot; فلا يوصف حسبما قال. وأضاف أحمد : quot; كنت أخشي كثيرا مع بداية العام الدراسي أن ارتدي الملابس المدرسية القديمة البالية وزادة خشيتي لشعوري بالوضع المادي السيئ الذي يعاني منه والدي وعدم استطاعته توفير ملابس جديدة لي ولأخوتي الثلاثة الذين يدرسون في المدارس الحكومية. وعندما ابلغونا بأن اسمي مدرج ضمن مجموعة من الأسماء الذين سوف يستلموا مساعدات من الشعب الأميركي, بلغة سعادتي حدا لا يوصف quot;.

وأكمل أحمد حديثة :quot; بسبب إعاقتي الحركية فأنا احتاج إلي وضع خاص قياسا بغيري من الأطفال, فحذائي يجب أن يتغير باستمرار نظرًا لصعوبة عملية المشي فقدماي بالكاد استطيع سحبهم علي الأرض مما يفسد الحذاء ويصبح من الضروري تغييره كل فترة بسيطة ليتماشى مع وضعي الصحيquot; .

ويتمني شوقي كغيره من المواطنين داخل القطاع والذين هم دون عمل بالوقوف المستمر والمساندة المستمرة من الشعب الأميركي لمثل هذه الحالات الإنسانية ونظرا للظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية .


وساهمت تلك المؤسسة كغيرها من المؤسسات الدولية والعربية بمساعدة الشعب الفلسطيني، منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994م، حتى اليوم، كونهم يدركون أن الفقر الذي أصبح يحيط بالشعب الفلسطيني وخاصة في العامين الأخيرين، ساهموا بمساعدة عشرات الآلاف من الفلسطينيين من خلال مشاريع خاصة ومساعدات عينية مباشرة لهؤلاء الفقراء والمحتاجين لمثل هذه المساعدات.

والدة الطالب المعاق احمد، الذي رسمت المؤسسة البسمة على شفتيه بعد أن غابت أمام زملائه لعام دراسي مضى، قالت quot;لقد شعر إبني بفرحة غامرة، فمنذ أن إستلم حقيبة جديدة ولباس مدرسي متكامل، بدأ مزاجه يتحسن بشكل ملحوظ. لقد كان يخجل من ملابسة القديمة، والآن ذهب هذا الخجل أدراج الرياحquot;.

وشكرت السيدة الفلسطينية كافة الدول المانحة على مساهماتهم العديدة للفقراء الفلسطينيين. وقالت quot;نحن بحاجة جدية وماسة إلى تلك المساعدات، فهي بالنسبة لنا وقود لإستمرار الحياة، في ظل معاناة إقتصادية لأغلب سكان قطاع غزةquot;.

وأدى الحصار الإسرائيلي المفروض على الأراضي الفلسطينية إلى زيادة نسبة الفقر، خاصة في قطاع غزة الذي بلغ نسبته فوق الـ 80%، مما شكل عبأً إضافياً على الدول المانحة للشعب الفلسطيني لزيادة دعمها لأكبر عدد من الشرائح الفلسطينية.

وعلى الرغم من توقف العديد من المؤسسات الأجنبية في عملها داخل قطاع غزة، بعد سيطرة حركة حماس عليه قبل عام ونصف، إلا أن مؤسسة الـ USAID ومعها عدد قليل من المؤسسات الأجنبية، بقوا يساعدون الفلسطينيين الفقراء هنا، لمعرفتهم بطبيعة الوضع والحياة لدى الفلسطينيين. وباتت مساعداتهم محل أنظار السكان داخل غزة، فهم يساعدون أكبر عددٍ من الفقراء.

حوالي 1000 طفل مستفيد من سكان بلدة القرارة جنوبي قطاع غزة من مشروع المؤسسة, قد يكون هذا العمل إستنزاف لأموال المؤسسة، لكنها بالتأكيد لن تذهب تلك الأموال إلا للطبقة المحتاجة فقط في المنطقة. فالمؤسسة تعمل وفق نظام علمي دقيق، وصلت هذه الدقة والتفاني في العمل إلي حد إرجاع عشرات الأحذية وإستبدالها بما يتناسب مع المواطن ووفق مقاسات محدده من قبل المستخدم والمتفق عليها، وكذلك الأمر في الملبس والحقائب المدرسية، وهو ما يعني لدى الفلسطينيين أن العمل داخل المؤسسة يسير وفق برنامج مُعد جيداً لحاجة الفلسطينيين الفقراء.