الجينز الخشن يبرز مفاتن الجسد الناعم
زي اسلامي يجمع بين الحجاب والعباءة وبنطال الجينز

عدنان البابلي: ثلاث ظواهر في ثلاث بلدان، يربط بينهما خيط واحد، ذلكم هو بنطال الجينز. ففي هولندا ودول اوربية اخرى ترصد العين فتيات مسلمات يرتدين الحجاب العصري، مع بنطال جينز يبرز المفاتن الانثوية لاسيما )خلفيات( الفتيات اللواتي يجدن في ذلك قيمة جمالية لاتضاهى، والثانية في ايران حيث تتخذ الشرطة اجراءات صارمة ضد النساء اللاتي يخالفن الزي الاسلامي بارتداء (الكاوبوي ) الذي توضع نهاياته في داخل أحذية طويلة. والظاهرة الثالثة في الخليج حيث ترتدي الفتاة الخليجية الجينزالضيق المطرز تحت العباءة، مازجة بين تقاليد القبيلة ومتطلبات العصر.

الانوثة.. وقماش الاغراء

لكن ما يجمع بين الحالات الثلاث هو الرغبة في استعراض الجسد الانثوي بارتداء الجينز الذي صمم في الاساس، لانه قماشه عملي يتحمل اعباء العمل ولايحتاج الى عناية خاصة لكنه تحول الى رمز للاناقة والاغراء الجنسي في بلدان عديدة ومنها البلدان العربية.

تقول شيماء احمد وهي فتاة مغربية جميلة ل(ايلاف).. منذ بلغت الثامنة عشرة والتحقت بالجامعة لاحظت انني اثير اهتمام الزملاء مع الاسف الشديد حين ارتدي بنطال الجينز الضيق، وماكنت ارتديه لولا الحاجة العملية له لاني ادرس المسرح الذي يتطلب الكثير من الحركات والعمل الشاق حيث الملابس العملية ملائمة اكثر، لكن مايحزن في الامر.. تقول شيماء... ان هذا البنطال سبب لها مشاكل عديدة منذ اللحظة التي تم اختيارها فيها خلال مسابقة اجمل فتاة في الجامعة، وحين اعتلت خشبة المسرح فوجئت ان لجنة التحكيم اختارتها لانها ذات قوام رشيق لاسيما خلفيتها التي بدت متناسقة مع قوامها، حيث ابرز بنطال الجينز مفاتنها امام الجمهور.

صعب الارتداء.. سهل النزع

ولعل في قصة شيماء مايبعث على السؤال وراء السر في الانتشار غير الطبيعي للقماش الازرق في الوطن العربي والعالم. ولعلها صراحة فجة ان تفصح فتاة عن ان سبب ارتدائها الجينز هو لاظهار جمال مؤخرتها التي ترى انها لغة الجمال المشتركة في الغرب هذه الايام.
لكن مايبعث على الغرابة ان فتاة المانية شقراء صرحت ل(ايلاف ) ان الجينز صعب الارتداء.. سهل النزع، وهي بالتاكيد تعني ماتقول.

جينز اسلامي

ويرتدي جيل متفتح من فتيات مسلمات من تركيا وافغانستان ودول عربية سروال الجينز الضيق، الى جانب الحجاب في اناقة مزجت بين الثقافة الاوربية والتقليد الاسلامي.
وترى فاطمة اوزل وهي فتاة تركية محجبة ان الجينز بنطال عملي للنساء العاملات، على رغم ان البعض يستخدمه لابراز المفاتن.
بينما ترى سلمي بن علي وهي تونسية ان ارتدال السروال الازرق يساعد على ظهور المراة البدينة في قوام رشيق.

وكانت وكالات الانباء نقلت عن ان باحثين فى مستشفى تيميس أند ديستريكت بكندا حذروا من أن بنطونات الجينزالضيقة ذات الخصر المنخفض والتي تعتبر موضة سائدة الان لدى السيدات تضغط على العصب الحسى الواقع تحت عظمة الورك و تسبب إحساساً بوخز خفيف فى الأفخاذ يُعرف بالتنمل أو تشوش الحس يؤدي الى تلف الاعصاب.

وترتدي سلمى حلمي وهي فتاة مصرية تقيم في ايندهوفن بهولندا حجابا انيقا مع بنطال جينز، حيث قالت ان الحجاب مع الجينز ليس تناقضا ابدا، فالمسالة تتلخص في البحث عن الاناقة بعيدا عن الاثارة.

الجينز والارداف

وتعترف كاميليا مراد انها تختار بنطال الجينز المثير، فعملها في ملهى ليلي يتطلب منها ابراز المفاتن لكن عملها لايتعدى اكثر من ذلك، وتتبع في ازيائها المثيرة فلسفة التلميح لا التصريح.
تقول كاميليا... أنني ارتدي مايسر العين ويثير الرجل، لانها تشعر بسعادة غامرة حين تكسب اهتمام الرجل، لكنها لاتسمح بما هو ابعد من ذلك.
وتضيف... انا ارتدي الجينز الضيق من الردفين واضع حزاما عريضا يلتف حول بطني، لكني ارفض الازياء المبتذلة الخليعة.
لكن مايلفت النظر في تشكيلات الجينز الحديثة هو تركيز المصمم على جانب الاثارة، فقد اكتسحت الاسواق الاسبوع الماضي سروايل مزودة بقطع اسفنجية ومطاطية الغرض منها اظهار خلفية اصطناعية كبيرة للفتاة التي ترتدي الجينز حيث يبدو قصيرا من الاعلى لظهار اكبر قدر ممكن من ظهر الفتاة السفلي ومؤخرتها.
ويبدو ان الموسم القادم يشهد بكل تاكيد اظهار قدر اكبر من السراويل الملونة الداخلية عبر فتحات وفجوات صممت بعناية في بنطال الجينز الجديد.

والجينز له تاريخ عمال المناجم ورعاة البقر منذ القرن الثامن عشر،ثم انتقل الى اوربا. ويتداول التاريخ قصة خياط الماني يدعى اوسكار شتراوس قرر تمزيق خيمته ذات اللون الازرق وخاط منها سراويل شديدة التحمل اطلق عليها اسم شتراوس جينز وبسبب متانتها العالية ونجاحها في طبيعة اعمال المناجم اقبل على شرائها معظم العمال.

الجينز حرام..

على ان الكثير من شركات الازياء وتسويق المنتجات الجنسية تستخدم الجينز وسيلة للاغراء، عن طريق ابراز الارداف
المكتنزة المحصورة بقماش قوي.

ويرى الشيخ لطيف مسعد وهو امام جامع في هولندا ان لبس الجينز غير محبذ لانه من الاقمشة الخشنة التي تسبب احتكاك الارداف وصفيحتي المؤخرة مما يعد نوعا من الاثارة الجنسية.

ويضيف... الجينز مثير للمرأه و اذا كان البظر كبير فيحتك مع سحاب الجينز أو ازراره من الداخل خصوصا اذا كان ضيقا.

وهذا القماش الخشن الذي كان في يوم من الايام رمزا للرجولة اضحى اليوم رمزا للانوثة والاغراء، تظهر من خلاله الفتيات رشاقتهن، ويطرزه المصممون بخيوط والوان لاضفاء لمسات الجمال عليه.

الجينز.. ثقة الانوثة

تقول سلوى... اشعر بثقة في جسدي حين يلامسه الجينز وارى ان قوامي مثل جسد سمكة تسبح في ماء، انه شعور بالرشاقة والرياضة.

وفي مصر والمغرب، كما في لبنان تصنع بناطيل الجينز للمحجبات والسافرات على حد سواء، وفي الوقت الحاضر فان المفضل هو المقياس الضيق الذي يتسع عند القدمين.
وترى علياء ان سمنتها وضخامة ردفيها تبدوان بدرجة اقل حيث يحاصر الجينز جسدها معطيا رشاقة طبيعية.


زيت خاص لادخال الجسد بالنطال


وتقول سوزان مالك وهي مغربية ان بعض النساء تستخدم نوع خاص من الزيت الذي يدلك به الجسم لادخال البنطال، في حين تستخدم فتيات اخريات البنطال الجينز المطاطي الذي يتشكل وفق منعطفات الجسد الانثوي.

وترى ان الجينز الضيق لايكتمل الا بارتداء الملابس الداخلية الخيطية حيث لايعيق ذلك الغرض من بنطال الجينز وهو القوام الرشيق والاثارة.

وفي البلاد العربية تننشر ايضا تنورات الجينز بدرجة اقل من البنطال.

وفي الجامعات اللبنانية تلمح العين كتل اللون الازرق تتماوج كالبحر، وهن الطالبات اللواتي يفضلن ارتداء القماش السمائي.

وبين بنطلون لوويست والجينز الميني والسترش المطاطي الضيقوبين دعوات التحريم تحتار لمياء فضل وهي فتاة جامعية محجبة، بين هذا واذاك بعد ان سمعت زملاء لها يرون ان الاسلام يحرم التشبه بملابس الغرب وثقافته.

ويرتدي الجينز مطربون عرب ومطربات، فهيفاء وهبي ترتدي جينزا مثيرا، واصالة كذلك، كما يرتدي الرئيس بوش ونيقولاي ساركوزي الجينز ايضا.

الجينز.. خطورة على خصوبة الرجال.

لكن ليث محمد وهو صاحب محل يبيع الملابس يرى ان النساء في الوقت الحاضر يفضلن الجينز ( المتدلي ) والذي يظهر جزء كبير من اسفل المؤخره. ويضيف... هناك ايضا ( السترتش ) الضيق والخفيف.

وتحتوي الكثير من المشاهد الاعلانية المثيرة اليوم صور الفتيات اللواتي يخلعن الجينز بطريقه مغريه وبحركات دلع لاغراض تسويق المنتجات. لكن الطريف جاء في دراسة نشرتها وكالة الانباء الفرنسية اجريت على اكثر من الف رجل في الهند اوضحت ان بنطال الجينز خطر على خصوبة الرجال لانه يرفع درجة حرارة الخصية وإعاقتها عن إنتاج الحيوانات المنوية، لكن الدراسة لم تتحدث عن تاثير ذلك على النساء.

لكن الاكثر اثارة اليوم هو الجينز المقصوص او المحفور عند المناطق الحساسة، حيث تترك ثقوبا واسعة بعض الشيء يبدو فيها الجينز وكانه متضرر لكن الحقيقة كما يقول حلمي وهو خياط ان الفتيات لاسيما المراهقات يحبذن ذلك، ويضيف... زبائني فتيات يرغبن في عمل فتحات في قطع البنطال القريبة من الاعضاء الحساسة، وعلى رغم ان الفكرة تبعث على الضحك لكن هذه هي الحقيقة التي يعيشها حلمي.

[email protected]