الحرب مع تركيا تعيد شبح صدام الى الاذهان
اكراد العراق قلقون من العودة الى زمن الحرب


سيف الخياط من بغداد:يستذكر رشيد هوليري وهو جالس لشرب الشاي في مقهى مجكو المحاذي لقلعة اربيل التاريخية، حكايات من زمن الحرب مع نظام صدام حسين وكيف حمل السلاح مع رفاقه في المليشيا الكردية quot;البيشمركهquot; وصعد الى قمم الجبال لقتال الجيش العراقي.

وكانت حكومة اقليم كردستان قد اعلنت عن المقاومة المسلحة في حال تعرض المدنيين والمدن الكردية الى قصف من قبل الجيش التركي في عملياته العسكرية لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المتخذين من الجبال الكردية العراقية مخابئ لهم.

وقال نجيرفان البارزاني رئيس وزراء الاقليم الكردي للصحفيين quot;رغم أننا لانريد الحرب مع أحد لكن إذا تعرض المواطنون للأذى سنضطر للدفاع عن مواطنيناquot;.

موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني العراقياكد يوم الاثنين quot;ان بلاده تخشى ان يؤدي طول أمد توغل القوات التركية بإقليم كوردستان لمصادمات بين القوات التركية وقوات البيشمركة، و سيكون لمثل هذا القتال عواقب خطيرة للغاية على جزء من العراق كان يتمتع باستقرار نسبي مقارنة ببقية البلاد وينبغي تفادي هذه المصادمات باي ثمن وان حدوثها ولو بطريق الخطأ سيكون لها عواقب خطيرة للغايةquot;.

وقد دعت حكومة اقليم كردستان مقاتلي البيشمركة الذي يتولون عملية حفظ الامن وحدود الاقليم الى الاستعداد في حال صدور اوامر للرد على القصف التركي، ويبلغ تعداد قوات البيشمركة 100 الف مقاتل يمولون من قبل الميزانية العامة للاقليم الممنوحة من الدولة المركزية العراقية.

ويقول رشيد هوليري البالغ من العمر 53 عام quot;ان الحرب لا تجلب سوى الدمار والموت وان اي مواجهة من قبل القوات التركية والبيشمركة سوف تقود الى حرب طاحنة لن نعرف متى تنتهي كما استمر الحال مع صدام حسين لسنوات عديدةquot;.

ويشهد الاقليم العراقي الكردي استقلالا عن حكومة بغداد منذ العام 1991 على اثر انتفاضة شعبية انهت حكم حزب البعث وتمتع الاكراد بحماية دولية، واصبح الاقليم ملاذا للهاربين من دوامة العنف في بغداد والمدن العراقية الاخرى التي تشهد اعمال عنف مستمرة على يد جماعات مسلحة مختلفة.

ووصفت الحكومة الكردية موقف حكومة بغداد بالضعيف وغير المهتم للتهديدات المباشرة التي تمس سيادة وسلامة الاراضي العراقية وعزز هذه التصورات سفر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في ظل جميع هذه الظروف الى لندن لاجراء فحوصات وصفت بانها روتينية وغير عاجل.

ورغم محدودية عدد وسلاح الجيش العراقي الجديد الذي يتولى حفظ الامن في بغداد الا ان الاكراد يشعرون بقلق اخر اذا ما تقرر تعزيز الحدود العراقية التركية بقوات عراقية تابعة للجيش العراقي الذي سيمر عبر الاراضي الاقليمية الكردية الى الحدود مخافة فقدان الاستقلال التام للاقليم عن سلطة بغداد.

يقول حمه قادر موظف 44 عام من سكنة مدينة دهوك الحدودية مع تركيا quot;ان اكراد العراق عاشوا تجربة صعبة مع حكومة بغداد الشوفينية في زمن صدام حسين وهذا الموروث يجعلنا في حالة قلق دائم من تكرار هذه التجربة ويوجد لدينا تحسس من الجيش العراقي او من قرارات حكومة بغداد مخافة ان نفقد امتيازات الحكم المحلي الكردي وان وجود الجيش العراقي في ارض كردستان يذكرنا بجيش صدام حسينquot;.

ولم يبد السكان العرب في العاصمة بغداد اهتماما يذكر بما يجري على الحدود الشمالية للعراق معللين ذلك بانشغالهم بالحياة اليومية الصعبة في بغداد والتهديدات الامنية المستمرة والحضر الذي فرضه اكراد العراق على انفسهم تجاه اي تدخل عربي عراقي سواء كان في السلب او الايجاب.

يقول حسين علي موظف 36 عام من بغداد quot;ان الاكراد لا يثقون بالسكان العرب في العراق ويعتبرون كل مواطن عربي هو صدام حسين يريد ان يحكمهم فقط وينسون ان العرب عانوا من صدام كبقية سكان العراق وان سياسييهم صبوا كل اهتمامهم لصالح الاكراد فقط ولا يريدون ان يعززوا ثقافة الوطن الواحد والمصالحة المشتركةquot;.