ستمئة شرطي بريطاني يغيرون على منطقة فانزبيري بارك
منطقة صغيرة تستحوذعلى كل أنواع الجرائم


سليمان بوصوفه من لندن: قام نحو ستمئة من رجال الشرطة البريطانية قبل ايام مزودين بالعصي والهراوات والخوذات والكلاب المدربة بعملية دهم واسعة في منطقة فانزبيري بارك شمال العاصمة لندن، في عملية هي الأكبر من نوعها في هذا الحي تهدف من خلالها إلى القضاء على أوكار الجريمة المنظمة.


واستهدفت حملة المداهمات تسعة عشر مقهى ومحلا تجاريا في شارع بلاستوك حيث تم اعتقال 70 شابا أغلبهم ينحدرون من أصول جزائرية بتهم تتعلق بترويج المخدرات وتزوير جوازات السفروالتجارة في المسروقات، وتمكنت الشرطة من استرجاع منقولات مسروقة من بينها 300 هاتف نقال و120 جهاز كمبيوتر و50 كاميرا رقمية وأجهزة إلكترونية إضافة إلى عثورها على كيلوغرامين من الهيروين وكمية معتبرة من الكوكايين.

وعن سير العملية قال شهود عيان إن عددا من أفراد الشرطة في زي مدني تسللوا إلى المقاهي والمطاعم التي تملأ الشارع وشرعوا في تفتيش المشتبه بهم في حين أغلقت سيارات الشرطة كل المنافذ المؤدية إلى الشارع وبدأت المداهمات تحت مراقبة طائرة هيلوكبتر كانت تحلق فوق المنطقة.
وحسب الشرطة فإن كاميرات المراقبة المنصوبة في الشارع ضبطت 70 عملية بيع للمخدرات خلال يوم واحد فيما كشفت إحدى شركات الهاتف البريطانية بأن 40% من الهواتف المسروقة يتم استعمالها في تلك المنطقة.


هذه العملية جاءت بعد ساعات من عملية مماثلة بدأت فجرا شارك فيها نحو 500 من رجال الشرطة الذين داهموا 37 منزلا في عموم بريطانيا وتم اعتقال 35 شخصا. وجاءت بعد 12 عشر شهرا من المراقبة المكثفة لهذا الحي من طرف أجهزة الأمن البريطانية التي تحصلت على رخصة من مجلس العموم البريطاني للبدء في عمليات المداهمة.


وأكد بيان للشرطة بأن حملة الاعتقالات ليست لديها أي صلة بزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى بريطانيا والتي شملت ستاد الإمارات مقر نادي أرسنال القريب من فانزبيري بارك. وأكد Bob Carr رئيس قسم الشرطة في دائرة إيزلينغتن والذي تولى قيادة العملية، أكد بأن المداهمات كانت ضرورية نظرا لتفاقم الجرائم في هذه المنطقة الصغيرة.


وبعد الغارة عبّر عدد من سكان المنطقة عن ارتياحهم من عملية تنظيف الحي من الجريمة، وقال عدد من الجزائريين إنهم تنفسوا الصعداء بعد اعتقال هؤلاء المجرمين الذين أساؤوا إلى سمعة الجزائريين والعرب، أما أصحاب محلات الإنترنت وبعض المقاهي فأكدوا بأن الكثير من المجرمين حوّلوا محالهم التجارية إلى مواقع لتحديد المواعيد وممارسة تجارتهم المشبوهة ولم يستطيعوا الاحتجاج على سلوكات المنحرفين خوفا من رد فعلهم الذي غالبا ما يكون عدوانيا.


منطقة فانزبيري بارك حيث المسجد المعروف الذي كان يديره الإسلامي المتشدد أبو حمزة المصري، معروفة بهذا النوع من الجرائم، وكانت إيلاف قد أجرت تحقيقا في المنطقة ndash; التجارة السوداء في شوارع لندن- حول بيع المسروقات وتقليد بطاقات الإئتمان وتزوير بطاقات الهوية وجوازات السفر.
كانت السلطات البريطانية قد وضعت المسجد تحت المراقبة المشددة في إطار خططها لمكافحة الإرهاب والتطرف قبل أن تنقل صلاحيات تسييره إلى مجموعات معتدلة بعد اعتقال أبو حمزة المصري الذي يقبع في سجن بلمارش البريطاني .