الجامعيات الأكثر استهدافا وزنا المحارم إلى ارتفاع
تفاقم حدة الاعتداءات الجنسية في الجزائر


كامل الشيرازي من الجزائر:كشفت بيانات حديثة في الجزائر، عن تفاقم حدة الاعتداءات الجنسية هناك، واستنادا إلى مراجع محلية فإنّ الجامعيات وعموم الموظفات العاملات في الإدارات هنّ الأكثر استهدافا، بينما بلغت الجرائم اللاأخلاقية quot;زنا المحارمquot; مستويات مخيفة لم يشهدها البلد من قبل، تماما مثل ظاهرة العنف الجنسي التي صارت تحصد ألف ضحية سنويا خلال الأعوام الستة الأخيرة، ما يحيل على واقع الانحلال الخلقي الذي بلغه المجتمع الجزائري طبعة 2008.

وجاء في كشوفات أصدرها بالتزامن كل من الدرك الجزائري والمعهد الجزائري للصحة، اطلعت quot;إيلافquot; على نسخة منها، أنّ تحقيقات ميدانية سجلت أكثر من 1153 حالة إعتداء جنسي خلال الـ18 شهرا المنقضية، وتتوزع هذه الاعتداءات بين أفعال مخلة بالحياء، جرائم إغتصاب، شذوذ جنسي، زنا محارم، إضافة إلى هتك أعراض قاصرين من الجنسين تتراوح أعمارهم بين 5 و 10 سنوات.

وبحسب شروحات عدد من المحققين ممن اشتغلوا على قضايا اعتداءات جنسية، فإنّ مرتكبي الجرائم المذكورة هم عصابات منظمة تقوم بتنويم ضحاياها بمواد سائلة يتم حقنها في مشروبات معلبة، قبل الاعتداء عليهم جنسيا، كما لم يكتف المعتدون بجرائمهم، بل امتهنوا التجارة الجنسية من خلال ابتزاز الضحايا بنشر صور فاضحة لهم، وترويجها بواسطة تقنية البلوتوث، أو على شبكة الانترنت، إن لم يدفعوا أموالا ضخمة، ويقول خبراء اجتماعيون، أنّ الجامعيات والعاملات في مختلف المصالح الإدارية هنّ أكثر الفئات تعرضا للعنف الجنسي، بسبب وقوع المئات منهنّ ضحية للتحرش خلال رحلة بحثهن عن وظيفة.

في الشق المتعلق بزنا المحارم، فإنّ الإحصائيات المتوفرة تتحدث عن 113 حالة، 80 بالمائة كان (أبطالها) آباء اعتدوا على بناتهن، بينما البقية تورط فيها أشقاء الضحايا أو أحد الأقارب، وفي وقت يشدّد أكثر من طرف أنّ الآفة وتوابعها دخيلة وبعيدة كل البعد عن شيم المجتمع الجزائري، يذهب متابعون إلى أنّ جريمة زنا المحارم متفشية، لكن تكتم الضحايا خوفا من الفضيحة يجعل مداها الحقيقي مجهولا، فيما يركّز مختصون على افتقاد الضحايا لأي تكفل نفسي، رغم معاناة القاصرين كما النساء من عقد نفسية وصدمات وما يرافقها من عزلة وإنطوائية.

والفاحص للائحة الضحايا، يلاحظ تواجد 483 قاصر، و208 إمرأة يزيد عمرهنّ عن الأربعين عاما، فضلا عن نحو خمسمائة فتاة فئتهن العمرية بين 18 و29 سنة، وبلغت نسبة الضحايا الذكور 43.28 بالمائة، بينما وصلت عند الإناث إلى مستوى 56.72 بالمائة بينهم 68 بالمائة إناث تتراوح أعمارهن بين 16 و20 عاما، وتمت الإعتداءات تحت التهديد الجسدي بنسبة 75 بالمائة، ونجد أنّ أغلب المتورطين هم شباب، وتم العام الماضي معاقبة 1087 شخص متورط في هذه الجرائم، وهي أعلى نسبة من نوعها منذ ثماني سنوات.

يٌشار إلى أنّ الفترة ما بين سنتي 2000 و2006، شهدت إحصاء 4025 ضحية فعل مخل بالحياء، بينهم 1969 ضحايا إغتصاب، أغلبهم كانوا من القصّر الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، في حين بلغ عدد حالات الاختطاف التي كانت متبوعة بإعتداءات جنسية، نحو 79 حالة، بينما بلغ عدد ضحايا ظاهرة الشذوذ الجنسي، المعلن عنها، 665 شخص في جرائم أوقف فيها 1330 شخص موقوف.