نجحن بتثبيتنظام كوتا خاصبهن بمساعدة منظمات نسوية عالمية

برلمانيات إقليمكردستان العراق يتحدثن لإيلاف عن همومهن

فينوس فائق: الظاهرة البارزة في برلمان اقليم كردستان العراق وجود عدد غير قليل من البرلمانيات اللواتي نجحن في فرض حضورهن بين الرجال في مجتمع شرقي وان كان يمتاز بمرونة عن جواره العربي. حيث تشغل النساء الان 28 مقعدا في برلمان الاقليم المكون من 111 مقعدا وتوجد ثلاث وزيرات كرديات حتى الان في حكومة الاقليم. لكن ذلك لايحيل دون مواصلة الظلم للنساء في الاقليم بل ربما امتد داخل البرلمان نفسه.
إيلاف التقت عددا من نائبات برلمان اقليم كردستان العراق وهن سوزان شهاب وبخشان زنكنة وكويستان محمد وتحدثهن عن همومهن التي توزعت بين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويأتي الحوار مع تزايد الاخبار من أراضي الاقليم حول حالات اضطهاد النساء والزواج بالاكراد في بعض الاحيان:

النائبة سوزان شهاب: تم تثبيت نظام الكوتا الخاص بالتمثيل البرلماني للنساء بضغط من المنظمات النسوية و الأميركيين

أول واقع المرأة الكردية في ظل الوضع الإجتماعي و السياسي الراهن في كردستان سوزان لا ترى إختلاف بين وضعها عن وضع المرأة في باقي أجزاء العراق.. فبرأيها أن المرأة الكردية شأنها شأن المرأة العربية في العراق تعيش ايامها الصعبة في ظل ضروف قاسية مثل الاضطهاد على مختلف المستويات منها العنف الأسري و تهميِش دورها في عموم العملية السياسية، و تضيف سوزان شهاب قائلة: نحن نرى ونسمع يومياً عن تزايد حالات القتل بدعوى غسل العار وتزايد أشكال العنف الأسري و عدم إيجاد حلول جذرية لهذه المشاكل، هذه الحالة التي أدت الى ولادة حالة من الرفض لدى المرأة و من أهم نتائجها أنها أدت إلى تزايد حالات الانتحار و الهرب و أكثرها شيوعاً الآن الانتحار حرقاً والذي أدى بالتالي إلى ظهور نوع جديد من قتل الناس وهو القتل حرقاً.

bull;في كردستان الآن عدد لابأس به من النساء تحت قبة البرلمان الإقليمي الكردستاني العراقي، إلا أنه و في المقابل و نظرة على واقع المرأة نجد تناقضاً واضحاً، حيث إن حقوق المرأة و مشكلة مساواتها بالرجل في الكثير من الميادين في المجتمع يشكل من أكثر المشاكل التي يجري الحديث عنها بشكل مستمر من دون التوصل إلى حلول جذرية؟

برأيي ازدياد عدد النساء في البرلمان لا يعد مؤشراً إيجابياً على تقدم المجتمع وانما هو فقط خطوة نحو مشاركة المرأة، ونحن نعلم جميعاً أن هذه الخطوة هي أحد المنجزات التي جاء بها قانون ادارة الدولة الموقت و تحت تأثير المنظمات النسوية والأميركيين، و الذي نتج منه تثبيت نظام الكوتا الذي هو نظام المشاركة النسبية للمرأة في الدستور العراقي و هذا النظام متبع في كردستان أيضاً و لكن هذا التغيير لا يعني حل المشاكل حلاً جذرياً لأن هذه المشاكل لها جذورها و إفرازاتها، فالعقلية السائدة والتي تمسك بزمام السلطة و الأقتصاد هي عقلية ذكورية و وجود عدد من النسوة تحت قبة البرلمان لن يكون له التأثير المرجو إذا لم يكن التغيير جذرياً و نابعاً من الأيمان الكامل بالمساواة ونابعاً من داخل المجتمع ومؤمناً به لأن أي تغيير في نظرة المجتمع يجب ان يصاحبه إيمان و ضرورة في التغيير، لذلك نرى أن مشاكل المرأة باقية على حالها وإن لم نقل أنها سارت نحو الأسوأ.

bull;كردستان مقارنة بدول الجوار و بالعديد من دول المنطقة، و إذا أخذنافي الإعتبار أنها تخوض تجربة ديمقراطية مختلفة و محط أنظار المنطقة، فهل أن النسوة الموجودات تحت قبة البرلمان في مستوى الطموح، اي في مستوى متطلبات المرأة في المرحلة الراهنة؟

ليس شرط كل إمرأة موجودة في البرلمان تكون مؤمنة بالمساواة وحقوق المرأة، تلك المساواة التي تنص عليها إتفاقات و مواثيق دولية أو حتى ناشطة في مجال حقوق المرأة، بل تنظر إليه من خلال النظرة السائدة في المجتمع أو من الحزب الذي تنتمي إليه، فمثلاً نستطيع تمييز العلمانية من المحافظة ومن الإسلامية وهذا يضر ضرراً بالغاً بقضية المرأة، فالمرحلة الحالية تحتاج إلى تكاتف النساء و وحدة عمل مِشتركة من اجل قضيتها، أرى أن النساء في البرلمان طموحات ولكن ليس بالقدر الكافي ولإحداث التغيير المطلوب وللأسباب التي ذكرتها في بداية الحديث، الخوف من المجتمع و من الحزب الذي رشحها و الأسوأ هو الخوف من التغيير إذا لم تكن مؤمنة إيماناً كلياً به.

bull;أين يكمن الخلل في عدم تمكن المرأة من مراكز حكومية مهمة و من المساحة المناسبة لها في المناصب العليا داخل المؤسسات الحكومية الخدمية، رغم وجود هذا العدد من النسوة تحت قبة البرلمان، هل هو إستحواذ الفكر الذكوري على جميع منافذ السلطة السياسية و الحكومية و إستفراده بزمام القرار حول منح المناصب الحساسة للرجل فقط؟

الأسباب التي تذكرينها في بداية السؤال هي من الأسباب السائدة ولكن خوف المرأة أيضاً هو سبب مهم، خوف المرأة من المطالبة بحقها، من أن تقاوم هذا الاستحواذ من أن تتحرك على جميع الأصعدة، أن تستعمل الوسائل الديمقراطية كالتظاهرات والاعتصام و البيانات، أنا أرى ان الحق يؤخذ و لا يعطى والعقل الذكوري لا يتنازل بسهولة عن سلطته لذلك على المرأة أن تغير أساليب مطالبتها.

bull;كيف تقارنين بين المرأة الكردية و المرأة العربية؟ هل يحملن الهموم نفسها، أي هل هناك صفات و هموم مشتركة بينهما؟

بالتأكيد ان المجتمع هو المجتمع نفسه والهموم هي الهموم نفسها مع فارق واحد هو ان المرأة الكردستانية اليوم تتكلم عن معاناتها و الحكومة تستمع اليها و تحاول ان تحسن من اوضاعها، الحكومة في كردستان و تحت ضغط المنظمات النسوية والمدنية والنساء في البرلمان تريد ان تحد من ظاهرة العنف ضد المرأة، والمجتمع الكردستانى برأيي اكثر انفتاحاً من المجتمع العربي لهذا المرأة في كردستان اوفر حظاً للوصول الى حقوقها اذا زادت قليلاً من جرأتها ومن تحركاتها لنيل حقوقها ونحن أيضأً نتكلم و بصراحة أكثر عن همومنا.

bull;كيف تقيمين وضع المرأة ضمن بنود مسودة دستور حكومة إقليم كردستان العراق؟

ان مسودة الدستور الكردستاني تعطي حقوقا أكثر من الدستور العراقي ولكن هذا لايعني بأنه خال من النواقص التي قدمت كمقترحات لإدخالها، ففي هذا الدستور بنود عديدة تؤكد المساواة والحقوق المدنية ولكن أرقى دساتير العالم لا يمكن ان تعطي النتائج المرجوة وسن قوانين مدنية راقية دون الايمان الكامل بحقوق المرأة أي بصريح العبارة التخلي عن التسلط الذكوري شرط مهم جداً لإحداث التغيير، و على الرجل ان يؤمن وأن يتنازل عن قسم من سلطته وأن يتقاسم مع المرأة هذه السلطة وان ينظر اليها كشريك.


النائبة بخشان زنكنة: هناك تفاوت في مستويات اعضاء البرلمان رجالا و نساء

bull;ماذا يعني لك وصول المرأة إلى دائرة صنع القرار السياسي؟ بكلمات أخرى هل بإمكان المرأة أن تقوم بواجبها الحقيقي وسط تشكيلة سلطوية ذكورية و أن تلعب دورها السياسي شأنها شأن أخواتها في الدول المتقدمة في أوروبا؟

دائرة صنع القرار لها مجالات عديدة ( اقتصادية\سياسية\ادارية\اجتماعية وغيرها ) هنا اركز على مواقع صنع القرار السياسي.
المعنى الحقيقي و الغرض الاساسي من دائرة صنع القرار هو تطوير المجتمع و تحقيق سعادته. ومهمة الناس الواعين هو حشد الطاقات رجالا ونساء في تلك المواقع من اجل تحقيق هذا الهدف.
وصول المرأة الى دائرة صنع القرار في اي مجتمع يكتسب مغزاه من درجة تطور ذلك المجتمع. ففي المجتمعات التي تنظر الى الانسان كقيمة بحد ذاته بصرف النظر عن تكوينه البيولوجي ووظائفه البيولوجية وتقر لأفرادها بحقوق المواطنة على هذا الاساس فان تبوؤ المرأة مراكز صنع القرار فيها (وهي درجات) لايشكل حدثا استثنائيا.
ولكن في المجتمعات التي تصنف افرادها من خلال جنسهم البيولوجي وعلى اساسه تحدد حقوق المواطنة فإن وصول المرأة الى مواقع صنع القرار يشكل حدثا استثنائيا. وتقع على المرأة تلك اعباء استثنائية لكي تفرض نفسها وتحقق برامجها.

bull;هل تجدين حضور المرأة سياسياً في كردستان يلبي طموح المرأة و يتناسب مع ما يسود كردستان، على الأقل من حيث تجربة الديمقراطية التي تخوضها مقارنة مع دول الجوار؟

من الصعب جدا مقارنة ظروف عمل المرأة في مواقع صنع القرار في المجتمعات التي تتحكمها عقلية ذكورية مع المجتمعات التي ألغت التميز على أساس الجنس البيولوجي بين أفرادها.في المجتمعات من النوع الاول يعتبر مجال السياسة هو مجال الرجال اقتراب المرأة منه كالاقتراب من النار فكيف باقتحامه؟ توضع امامها عراقيل كبيرة جدا وعليها اقتحام معوقات تتطلب شجاعة استثنائية.
واول ما تصطدم به المرأة هي العادات والتقاليد والموروثات الثقافية الى جانب امور كثيرة اخرى ومن ضمنها القوانين التي تكرس دونيتها ومواطنتها المنقوصة لذا قلة من النساء في هذه المجتمعات ممن تمكنّ من مواصلة العمل السياسي بالكفاءة والمقدرة المطلوبة. وحتى تلك المجتمعات تختلف في درجة تطورها.
السوآل الثاني: المجتمع الكردستاني يشق طريقه نحو الديمقراطية وسط صعوبات غير قليلة، قسم منها يتعلق بموروثات الماضي وسياسات النظام السابق اضافة الى المشاكل الجديدة.

يساهم الرجال والنساء في العمل من اجل البناء الديمقراطي المنشود، ولكن هناك عقبات جدية وخاصة امام المرأة، هناك اوساط غير قليلة في المجتمع الكردستاني ومؤسسات سياسية رسمية وغير رسمية تدعم التوجه الداعي الى تفعيل دور المرأة وهناك خطوات جدية لتعزيز مساهمة المرأة في مختلف العمليات الجارية في المجتمع الكردستاني. وتسعى لجنة المرأة في برلمان كردستان وسط اجواء تتسم بتعقيدات جمة، من اجل اجراء اصلاحات في القوانين لصالح حقوق المرأة من الصعب اجراء مقارنة مع دول الجوار، فهناك تفاوت في اوضاع المرأة في دول الجوار. عند المقارنة هناك تقدم للمرأة الكردستانية في مجالات عديدة بالنسبة الى موقع المرأة في العمليات الجارية في المجتمع بما فيها العملية السياسية.

bull;نسمع بإستمرار الكثير من النقد الذي يوجه إلى المرأة البرلمانية، أو إنتقاد لحضور المرأة السياسي، كعضو برلمان كيف تدافعين، ما تعليقك؟

لقد دخلت المرأة كما الرجل،الى برلمان كردستان من خلال قوائم الاحزاب التي فازت في الانتخابات، هناك تفاوت في مستويات اعضاء البرلمان رجالا و نساء و هناك اتجاهات فكرية متباينة داخل البرلمان، وهي طبيعية وتعبر عن واقع المجتمع الكرستاني في كونه مجتمعا حوي تلاوين فكرية و سياسية متعددة.
اذا كان هناك نقص بالنسبة الى مساهمة المرأة و امكانياتها القيادية كعضو في برلمان، فهو يعود بالاساس الى تقصير المجتمع و الاحزاب في توفير فرص امام المرأة و تبني برامج واقعية من اجل تطويرها و تمكينها.

فالتميز على اساس الجنس يشكل اساس الثقافة و القانون في مجتمعاتنا و العلاقات فيها قائمة على اساس التميز اعادة التوازن في العلاقات القائمة على اساس العدالة و بدء المساواة يحتاج الى وقت و جهد و عمل و تضحيات و هناك تطور لا بأس به في نمو الوعي لدى فئات غير قليلة في المجتمع الكردستاني بضرورة مواجهة التميز ضد المرأة، و هذا مؤشر جيد يتطلب دعمه و تطويره و توسيعه.

bull;هل تعتقدين أن نسبة الـ(كوتا) الخاصة بالتمثيل البرلماني للمرأة تحل إشكالية مشاركة المرأة السياسية في الإدارة و التمثيل البرلماني؟

انا مقتنعة تماما باهمية وجود الكوتا في المجتمعات التي يشكل فيها التميز ضد المرأة اساسا للثقافة و القانون، ربما البداية، تعتري هذه الممارسة ثغرات و اخفاقات و لكنها سوف تساعد لاحقا على تقبل المجتمع للمرأة كقائدة و كسياسية و كبرلمانية هذا من جهة، من جهة ثانية سوف تفرض مهمة الاهتمام بتمكين المرأة على الاحزاب و المؤسسات الرسمية، من جهة ثالثة سوف تكون حافزا للمرأة نفسها للتطوير الذاتي و لجعل قضية المرأة و النضال من اجل تحقيق كامل حقوقها الانسانية، قضية اساسية في موقعها السياسي.

النائبة و رئيسة الكتلة الخضراء كويستان محمد: في إقليم كردستان، السياسة حكر على الرجال فقط

bull;ماهي العوامل التي تحول دون حضور المرأة الفعال داخل دائرة القرار السياسي، هل هي دينية، عقائدية، موروث إجتماعي متخلف؟ أم الفكر الذكوري المتسلط الذي ينال من كل ما يحمل صفة الأنوثة و يسخر كل طاقاته في سبيل إضعافها و إبعادها من مراكز القرار السياسي؟

ان المجالات التي لم تثبت المرأة فيها لحد الآن حضورها الفعال فيه هو المجال السياسي و الحزبي، نظرة إلى الواقع السياسي و الحزبي في كردستان العراق نجد النساء بعيدات و لا يشكلن أي تأثير مباشر داخل دائرة السياسية، الحزبين الرئيسين المتحالفين في كردستان، واللذين يدعيان العلمانية و التطور، يشملهما القسط الأكبر من اللوم، فالحزب الديمقراطي الكردستاني و كل هذه السنوات على تأسيسه، وصاحب كل تلك الشعارات و الدعوات إلى التحرر والمساواة بين الرجل والمرأة، لا نجد سوى إمرأة واحدة تشغل منصبا قياديا في الحزب، والمناصب الأدنى من القايدة ليست بأفضل حال. و الإتحاد الوطني الكردستاني الذي يعتبر من أكبر الأحزاب المتحررة على الساحة السياسية، للأسف الشديد فقيادته تخلوا عن النساء، وحتى المكتب السياسي والمراكز الحزبية الأدنى تفتقر إلى العناصر النسوية إلا أعداد قليلة جداً. وجميعنا على علم بمؤتمر الحزب الكومونيستي الكردستاني الأوحد (الحزب الشيوعي الكردستاني) وكيف تعاملوا مع العنصر النسائي، وإلى ماذا آلت أوضاع النساء.. في حين أن الأحزاب الإسلامية قد أدخلت عددا من النساء في قيادة الحزب، إلا أنهن لا يشغلن أي مناصب حساسة أو كبيرة إلى جانب زملائهن الرجال.


تبعد الأحزاب السياسية في إقليم كردستان عن مراكز القرار السياسي لعدد من الأسباب أولها أن مجتمعنا ذكوري أبوي، حيث النظرة السلبية إلى المرأة، وينظر إلى المرأة على أنها تابع للرجل، فكيفما يفكر الرجل على المرأة أن تتبعه حتى في قراراته.. هذه النظرة تجعل المجال السياسي حكراً على الرجال، و النساء أتباع لهم، وأحياناً تكون المرأة بعيدة ولاترى من داع لانخراطها في عالم السياسة. باختصار في إقليمنا هذا، تقتصر الممارسة السياسية و العمل الحزبي على الرجال فقط، وممنوع على النساء، و من تقترب منه تكون نشازا. وهذه النظرة، أو هذا التفكير لا يقتصر على الرجال فقط، بكل أسف تحمله المرأة أيضاً.. ثانياً لم يصل تفكير أو قناعة الفرد الكردي إلى أن المرأة أيضاً شأنها شأن الرجل تمتلك القدرة و الكفاءة العالية، بحيث تؤهلها مثل الرجل لمناصب في مختلف مجالات الحياة خصوصاً السياسية، لذلك فحتى تلك النسبة القليلة من النساء في تلك المناصب مردها أحد السببين التاليين: إما للحصول على الأصوات النسوية في الإنتخابات البرلمانية العراقية و الكردستانية وإنتخابات البلديات. أو للتجميل و إضافة بعض الرتوش لكي يعطوا إنطباعاً أن هذه الأحزاب مؤمنة بمساواة المرأة بالرجل، والدليل هذه النسوة في تلك المناصب..

ثالثاً: السلطة الحزبية في الإقليم حكر على الحزبين (الأوك) و(الحدك)، و كتحصيل حاصل حكر على الرجال، فمن المستحيل أن يتنازل الرجال عن هذه السلطة وأن يجعلوا من المرأة شريكاً لقراراتهم.

bull;هنالك إتهام يتكرر دائماً، و هو أن وجود المرأة البرلمانية الكردية يقف وراءها إما رجل في حياتها على قيد الحياة، كزوج مثلاً، أو شهيد في عائلتها، أم أن الحزب الذي رشحها، و هذه كلها في النهاية تجسد حقيقة أن هناك قرارا ذكوريا وراء تنصيب المرأة في تلك المناصب، ما تعليقك على هذا الإتهام؟


أعرف تماماً أن مقياس وصول شخص إلى عضوية البرلمان أو تولي اي وزارة أو أي منصب آخر في الأحزاب وفي الحكومة، هو مقياس خاطئ لأنه قائم على العلاقات الشخصية و المحسوبية و المنسوبية، وهذا الشيء بالمناسبة لا يشمل النساء فقط، وإنما يسري على الرجال أيضاً، وهذا السبب هو الذي يمنع أن تتحول الحكومة إلى مؤسسات خدمية، ويمنع القانون أن يحكم، ويحول ايضاً دون تحول دوائر ومراكز الحكومة إلى مؤسسات خدمية مستقلة. لكن مع ذلك فكما هناك في البرلمان رجال أكفاء وذوو كفاءة ومؤهلات، هناك ايضاً نساء كفوءات.. فهناك الكثيرات ممن وصلن إلى البرلمان عن جدارة و إستحقاق، وهناك في الوقت نفسه من وصلت بسبب أنها إما إبنة شهيد أو أخت أو زوجة، لكن حتى هذا لا يعني أنها لا تملك اية أهلية، فهناك الكثير من أمثالهن من ذوات الشهداء و لم يصلن إلى عضوية البرلمان. فرئاسة أكبر كتلة في البرلمان مناطة بإمرأة، وهي كتلة الإتحاد الوطني الكردستاني، و غيرها هناك الكثيرات يمثلن الكثير من الإتجاهات ويتولين مناصب و مهام مثل رئيسة لجنة الدفاع عن حقوق المرأة داخل البرلمان، و لجنة التربية و التعليم العالي تشغل رئاستها إمرأة.


ونظرة إلى النساء البرلمانيات حتى أولئك اللائي من عوائل لهم شهداء أو ينتمين إلى عوائل المسؤولين الحكوميين أو الحزبيين، كما أن هنالك من جاءت إلى ذلك المنصب بجدارة رغم كونها من عائلة مضحية أو أحد أقربائها من المسؤولين، فهناك فئة أيضاً جاءت عن طريق المحسوبية، هذا الطريق الذي جاء منه حتى الكثير من الرجال ايضاً إلى دائرة القرار السياسي و الحزبي.

bull;ألحظ أن هناك فهما خاطئا لمسألة التمثيل النسوي داخل البرلمان، فهل حضورها في دائرة القرار السياسي يعني أنها ملزمة بخدمة قضايا المرأة؟ أم أنه مطلوب منها كإمرأة أن تثبت جدارتها بمنصبها كعضو برلمان؟


يوجد داخل البرلمان رجال و نساء من هو نشط و يمتلك الكفاءة و المقدرة و بالتالي صوته مسموع و الآخر الذي لا يمتلك أي صفات ولا مؤهلات تمكنه من رفع صوته، و بالتالي فإن صوته غير مسموع.. عليه ففي البرلمان الكردستاني هناك الكثير من النساء الكفوءات صاحبات القدرة و الإمكانية، ومن لها صوت مسموع و تناقش و تقترح و تنتقد، يهمني جداً أن تعرفوا أن الكثير من المشاريع تم إقتراحها من قبل نساء برلمانيات، و تحولت فيما بعد إلى قوانين معمول بها في إقليم كردستان.

[email protected]