خالد جيلان ولطف المهدي من صنعاء: احيانا يجد بعش الأشخاص منشورات توزع عليه وهو خارج من المسجد أو إثناء تواجده في الأسواق، وتواكبت تلك الظاهرة التي يصل عمرها قرن من الزمان مع عصر التكنولوجيا الذي نعيشه حاليا ليرسلها البعض عبر الانترنت وعندما تقرأ يجد الشخص ان ليس لها أغراض سياسية تحريضية أو ما شابه ذلك لكنها تشير الى أن أغنياء الناس لا يؤدون الزكاة ولا ينهون عن المنكر، والنساء يعصين أزواجهن ويسعين الى التبرج ... إلخ، وتطلب من القارئ المساهمة في توعية المسلمين من أجل التوبة.

من هذه المنشورات، راجت في الآونة الأخيرة، رسالة وزعت تقول إن quot;شيخ رأى في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطلب منه أن يبلغ الناس بأن يوم القيامة قرب موعده ذاكراً له بعض العلامات التي ستظهرquot;.

الرسالة أو (الشائعة)، أفزعت كثير من الناس، اندفعوا بسببها إلى تصوير الرسالة التي قام أحد الأشخاص بتوزيعها، وقاموا بتصويرها وتوزيعها بشكلquot;، إما طمعا في الثواب حسب ما ورد في الرسالة أنه إذا وزعها الشخص ستعود عليه بالرزق الوافر، أو خوفاً من العقاب الذي قالت الرسالة إنه إذا لم تنشر سيتوفى شخص من الأسرة وما إلى ذلك من العبارات التي تحذر الرسالة القارئ من إهمالها أو تمزيقها.

شائعة quot;يوم القيامةquot; رأى فيها العلماء من السعودية واليمن بأنه لا أساس لها من الصحة ووصوفها بأنها نوع من الأكاذيب التي تمارس على الناس البسطاء، لكن ما يجدر الإشارة إليه أن هذه الأنواع من الرسائل أو الشائعات أثبتت مرونتها وقدرتها على التطور لتستغل الرسومات التي أساءت إلى الرسول الكريم ورفض الجميع لها حيث أسردت ضمن الرسالة المذكورة أو (الشائعة)، قصة العقوبة التي نزلت على الرسام الدنماركي الذي أساء برسوماته إلى شخص الرسول الأعظم خاتم الأنبياء والمرسلين، ويطلب من قارئ الرسالة على سرعة نشرها حتى يكسب الأجر الكبير.

رؤيا صادقة:
الموظفة ليلي، والتي نشرت عدة نسخ من تلك المنشورات عبر جهاز الكمبيوتر تقول: quot;إن تلك الرسالة صادقة لكونها استندت إلى تعاليم الدين الإسلامي الحنيفquot;، وعللت أسباب نشرها لتلك المنشورات إلى quot;حرصها الشديد على فعل الخير وكسب الأجر من الله عز وجلquot;، مبدية تخوفها أيضاً من العقوبة التي ستقع عليها وعلى أسرتها كما حذرتها الرسالة.


من جهته قال الطالب محمد الزبيري: إن quot;الرسالة المنشورة استندت إلى شخصية دينية معروفة بتقواها وقد اقسم اليمين فيها بصدق تلك الرؤياquot;، مشيراً إلى وجود حديث عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما معناه quot;من رآه- الرسول (ص)- في المنام فقد رآه حقاً؛ لأن الشيطان لا يتمثل برسول اللهquot;.
وقال من واجبنا نحن أن نسعى إلى فعل الخير وكسب الثواب من خلال نشر هذه الرسالة؛ لأن صاحبها ليس له مصلحة سوى فعل الخير.
في حين نجد عامل المغسلة محمد الشارحي، يخالف ليلى والزبيري، حيث أهمل الرسالة لعدم إيمانه بما نشر فيها، ويعتقد أن هذه الرسالة المنشورة من عمل الدجالين؛ لكونها لا تستند إلى الحقيقة أو إلى تعاليم الإسلام.

ترهات وخرافات :
وحول رأي أصحاب فضيلة العلماء والمشايخ في ذلك يقول المشرف العام على دورات تحفيظ السنة في الحرمين الشريفين فضيلة الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى: quot;هذه ترهات وخرافات، إنما تروج عند من هو ضعيف العقل وقليل التفكير، بل لا يعرفون الإسلام حق المعرفة، فالإسلام بريء كل البراءة من هذه المنشوراتquot;.
وأضاف: quot;أن هذه الأحاديث الموضوعية والمنكرة ليس لها أصل في الدين البتة، وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأقواله وأفعاله بريء منها، وما كان عليه السلف الصحابة والتابعينquot;.

كذب وافتراء :
كما يؤكد فضيلة العلامة القاضي محمد بن إسماعيل العمراني، أن هذه المنشورات كذب وافتراء لا أصل لها، وهو قديم وليس بالحديث. وقال لقد تكلم فيها محمد رشيد رضا في المنار من قبل أكثر من مائة عام.
فيما يصف وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الحج والعمرة الشيخ حسن عبد الله الشيخ، تلك المنشورات بالسيئة، وتمثل جرما في حق الرسول الكريم والمسلمين؛ لأنها مرتبطة بالأذى الموجه إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، مستدلاً بقوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهينا) صدق الله العظيم.
وحول معرفة مصدر تلك المنشورات ومن يقوم بترويجها يرى الشيخ quot;اليحيى أن هذه الأفكار دخيلة، ولدت من الطقوس اليهودية والنصرانية، وأن الإسلام لا يدعو إلى مثل هذه الأحاديث، وقال: quot;هذا العصر كما انتشرت فيه السنة، انتشرت فيه أيضاً البدعة، وهي من البدع الضالة المضلة، ولا تتماشى إطلاقاً مع تعاليم ومبادئ الإسلامquot;.
وحول دور الجهات المعنية في اتخاذ موقف لوضع حد تجاه تلك المنشورات، يقول الشيخ علي حسين الآنسي: quot;رغم توسع انتشار تلك الرسائل لم نجد أي خطيب جامع أو عالم يقوم بتوعية المواطنين أو إعطائهم فتوى تجاه تلك المنشوراتquot;. مشيرا إلى أن اليمنيين معروفون بطباعهم، فهم كما وصفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنهم أرق قلوباً وألين أفئدة، لذلك تجدهم يتجاوبون مع تلك المنشوراتquot;.
فيما أشار وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الحج والعمرة إلى أهمية دور وسائل الإعلام المرئية والمقروءة في تكذيب تلك الإشاعات، مؤكدا أهمية التحقق من المعلومة وأخذها عن طريق جهة مأمونة وموثوقة فيهاquot;.