القلق والخوف سببان للعجز الجنسي

عبد الجبار العتابي من بغداد:ثمة حراك نحوها، سري او علني، ورواج لا تحده حدود، لايهم.. بل المهم انها اصبحت في متناول اليد، ويتعاطاها الرجال ممن يشعرون بالضعف الجنسي او الفتور او الاعتياديين من الاصحاء الذين يريدون ان تزيدهم قوة فوق القوة التي يتمتعون بها، يلتقطون الحبوب الزرق من اي مكان ويلقون بها في افواههم في محاولة لاستعراض القوة والتباهي، لكنهم لا يدركون مخاطرها، وهم لاينظرون الى الطبيب كمؤيد لاستخدامها ام رافض، وهذا ما تسبب في انهيارات في الحالة النفسية للبعض، او تحطيم اسر بكاملها.

فمن الممكن ان تراها عند باعة الارصفة في بغداد، مستلقية على الارض بأنتظار من يمنحها كينونتها وانفعالاتها، معروضة لكل من يشاء ان يتعاطاها، تلتمع بزرقتها وبدرجاتها المختلفة، وهذا منحها حرية اكبر لتكون متأهبة لبلوغ مراد من يريدها، سواء كان يبحث عنها او بدافع الفضول، فهي تكتسب (ديمقراطية) التصرف من خلال الوضع العام، حتى ان احد الاصدقاء، وهو سليم ومعافى، قال لي ان الفضول دفعه ليجربها وفعل ذلك،لكنه تنبه انها قد تضره مادامه لايحتاجها، لكن الصورة الواضحة ان التجريب اخذ مدياته وصار كل من يرها امامه تحفزه على ان يأخذها، ولو على سبيل المزاح.

ليس هنالك من مزاح في الحقيقة، وقد همس احدهم بأذني انه من كثرة القلق والخوف وجد نفسه يشعر بالعجز، فلن يستطيع ان يكل (المباراة) بنفس واحد وطالما ارتكب (فاولات ) وتعرض الى العديد من الانذارات الصفر من قبل زوجته، ما اضطره الى ان يجد في (الفياغرا) ملاذا له ولكن اي ملاذ، فسرعان ما تغيب وسط ركام القلق والخوق والافكار المتعبة، اما غيره فقال لي ان تأثيرات الاحداث المرعبة قد اصابته بمرض (السكري) الذي يتسبب في العجز الجنسي، وقد عملت الكثير من اجل ان اعود كما كنت ولكن بلافائدة، وحتى الفياغرا التي نصحني بها الاصدقاء لن تنفع وقد تعاطيتها بدرجاتها كافة، لقد اصابني العجز ولم اعد اقوى على الجركة!!!.

كما انني لم اجد صعوبة في البحث عن حكايات عنها ذات معاني اخرى، على اول الطريق قالت باحثة اجتماعية : (انه الفصل الاخير من قصة زواج، البطل فيها هو الحب الذي بدأ يتمزق ألان هجراً وخصاماً وأنفصالاً وكرها وانتقاماً بين رجل وزوجته، أذن،الرجل الذي يسعى الى أثبات رجولته في ليلة حب لا مثيل لها،والزوجة التي تختلق خلافا، بدايته بيدها ونهايته بيد ( حبةٌ زرقاء سحرية )، الزوجة تشكو من حالة زوجها، الزوج عصبي المزاج لايحدثها ألا ماندر، تنتابه موجات الضجر والحدة وربما التجريح واللامبالاة كلما حاولت الزوجة الاقتراب منه او التحدث اليه بطريقة عفوية تدعو الى الحب والرومانسية، تتفاجىء بأمور متوقعة في غرفة نومها، كان سبباً في حيرتها وشعورها بالضياع ) واضافت الباحثة : (بدأت الخلافات عندما أكتشفت الزوجة ضعفه الجنسي ومر عام بينهما وهو يزداد سوءً، بدأ يعامل زوجته بقسوة كبيرة للتغطيه على عجزه، تارة يغضب وتارة يشتمها وهكذا تعددت سبل القسوة،عندها أصبحت ( الحبة الزرقاء ) ملاذاً سحرياً رائعاً يُسقط الاوهام والوصفات التي عجز منها الرجل، ولينحى منحاً آخر جعل حالته النفسية تزداد سوء ومن ثم يقع في شرك المرض النفسي ).


الوضع (الفياغراوي ) في العراق اتسع نطاقه وصار استخدام الفياغرا بين الرجال شيئا اعتياديا، ولكن من دون استشارة طبيب، ويقول الطبيب النفسي : (من المعروف أن هذه الادوية المنشطة تلقي رواجاً صارخاً في الدول المضطربة وبين الشعوب التي تعيش أزمات الحروب أو نتائجها.. في مثل هذه الظروف تزداد الأمراض النفسية والجسدية نتيجة لحالات التوتر والحزن الدائم بالاضافة الى حالات الخوف والعصبية وما يليه من نوبات قلق وأرق) واضاف : (وأن تمعنا في المشهد أو الوضع العراقي لوجدنا فيه المثال الحي على ذلك، حيث أن تداعيات الوضع السياسي والامني والاقتصادي تنعكس مباشرة على الناس وتحديداً الرجال، بالاضافة الى القلق على المصير عموماً، حيث يحمل الرجال عبء الخوف اليومي على أنفسهم بسبب الأوضاع الأمنية ومسؤوليات العمل، إن كان منزلياً أو وظيفيا، وتسوء الحالة النفسية كردة فعل طبيعية على الوضع المعيشي الصعب وتطغى الاضطرابات على الحالات النفسية والجسدية حتى على العلاقات الشخصية والعائلية، ويستطرد الطبيب : (وبالتأكيد هذه التداعيا ت تؤثر سلبا على القدرة الجنسية للرجل، فيشعر بالخمول والضعف، فالارهاق والشعور بالقلق يدمر الرغبة لدى الرجل، ومن هنا يبدأ مسلسل الصراعات بين الرجل وزوجته لتنتهي بزيارات أسبوعية إن لم نقل يومية الى الصيدليات، حيث لاتتخطى الوصفة الطبية في حالات القلق النفسي حبة يوميا، يحصل الرجل على الوصفة وتصبح الصيدلية منبع الأمل والملاذ الأخير ).

لم اترك الحال كما هو عليه بل انتقلت الى الارصفة اعاينها واسأل من عليها يبيعون الحبات الزرق، وعلمت منهم ان رائجة وليس هنالك اية استشارة طبيب لبيعها، فهي متاحة لكل من يشاء، ومن يشاء يتعاطاها بكثرة وفي اي وقت، كدت ان اقول : مسكين هو العراقي الذي يعيش في ظروف تجعله يفقد رغبته او ينعاها وهو يتأوه من هول ما يعانيه، حاولت البحث عن تجارب والولوج الى هذا العالم المخفي عن الانظار، فكلفت زميلة بذلك وتسأل بعض النساء عن عمق هذه الحالة وهل هي حقيقة موجودة؟ فأتتني بما قالته لها سيدة :(أنا متزوجة، ويبلغ إبني من العمر ثماني سنوات، أحاول دائماً أن اكون قريبة من زوجي قدر المستطاع، ولكنه حقيقة أجده بعيداً وكلما مرة الايام يبتعد أكثر، والسبب كثرة همومه وأعباء الحياة التي نعيشها، كما أنه دائم التذمر والشكوى بالتعب وكثير الابتعاد عن مخدعنا الزوجي، كنت في بداية الامر أشك في أحتمال خيانته لي مع أخرى، ولكن بعد المتابعة والترقب أكتشفت أنه لا رغبة لديه بالتقرب مني بسبب الوضع العام المتأزم وسوء حالته النفسية.. كما أنه صارحني بتناوله لهذه ( المنشطات ) والتي تدعى ( الفياغرا ) حيث أن صديقاً نصحه بها، كما اكد لي انها مفيدة ومريحة وليس لها أي عواقب أو تأثيرات جانبية، وحقيقة بعد فترة وجدته لايستطيع الاستغناء عنها، انا خائفة..!! أجده أدمن عليها،وانني اشعر انها تؤثر عليه نفسيا

ومن اجل استكمال حكاية الفياغرا وتأثيرها على الانسان سألنا الدكتور عبد الوهاب من قسم العقم في احد مستشفيات بغداد فقال : لايوجد مايسمى بالمنشطات الجنسية، وأنما هنالك أدوية تعالج الضعف الجنسي بأسبابه المختلفة، عن طريق الهرمون الذكري، ويمكن التوصل الى أعراض الضعف الجنسي الذي يرجع لتناول المنشطات الجنسية، التي أصبحت متوافرة ومتداولة في الاسواق مثل quot; الفياغرا quot; وغيرها والتي يجب أن تصرف من قبِل الطبيب المختص بعد دراسة حالة المريض كما أن هناك أنواعاً أخرى يتناولها الرياضيون،أو الرجال الذين يعملون في بناء الدور والمساكن وحمل المواد الثقيلة، أو اصحاب المهن التي تحتاج من صاحبها شدة وقوة..ويؤدي أستعمالها الى أحتباس السوائل داخل الجسم وبناء وتضخم بعض العضلات وآثار جانبية أخرى، وأكد الدكتور أنه لاتوجد حتى اليوم منشطات مصرح بها في بلادنا، كما أن هنالك بعض الفيتامينات والمعادن المتوفرة رسمياً ومسجلة لدى وزارة الصحة وتفيد الجسم بشكل عام، وعلى الرغم من ذلك فأن الاكثار منها يؤدي الى نتائج عكسية.
وعن تعريف هرمون التسترون و المنشطات ( الفياغرا ) : قال الدكتور : أنها الهرمون المسؤول عن الصفات الذكرية عند الرجال الى جانب تنظيم الشهوة، وفي حال كان الانسان خالياً من الامراض يوجد الهرمون بمستويات عالية عند الشباب، وعندما تقل نسبته بسبب وجود مرض يتطلب ذلك تعويض الجسم لهذا النقص، ويكون ذلك بإعطاء وصفة من طبيب مختص، حيث أن هذا الامر يؤثر على الجسم ووظائفه..وذكر الدكتور أيضاً : أن تناول هذا الهرمون بشكل عشوائي ومن دون سبب، سواء عند الرجال المتزوجين أو غيرهم ممن يضنون أنه منشط جنسي له تأثيرات سلبية كبيرة، أهمها التأثير على الكبد وأحتباس السوائل في الجسم أو تثبيط عمل النطاف، مما يسبب إيقاف إفراز الجسم للهرمون بسبب التعاطي الخارجي مما يترتب عليه كسل عمل الاعضاء الجنسية والغدة الكضرية، وأخيراً للثقافة الجنسية دور كبير في توعية الشباب، وبخاصة المقبلون على الزواج بألا يتناولوا أي عقار عشبي أو كيمياوي أو منشط وأن هذه العملية عملية فسيولوجية طبيعية وغير معقدة، كما أكد الدكتور على أهمية التغذية الجيدة وألابتعاد عن التدخين الذي يعتبر من العوامل المؤثرة سلبياً على القوى الجنسية لدى الشباب، كما حذر الدكتور على تناول العقاقير التي تباع بصورة غير رسمية أو غير مسجلة لدى وزارة الصحة بالبلاد بشكل رسمي، والتي تعتبر قانوناً، أدوية محظورة لاتحمد عقباها.

بعد ان استمعت الى كلام الدكتور مررت على صديق لي يعمل في وزارة الصحة فسألته عن اخبار تأثيرات الفياغرا حسب ما لديهم من معلومات، فقال : اي فياغرا هذه التي يتحدثون عنها، هل تعلم ان عددا من حبات التمر افضل من عشر حبات فياغرا، وان الذين يتناولون الفياغرا هم من المهووسين بالنتاج الغربي، واضاف ساخرا : لاتدعني اتكلم اكثر من هذا واخدش الحياء واجعل القراء يشتمونك، انت عراقي.. اذن اذهب وكل تمرا.