شمال رمضان/ نيوزماتيك/ أربيل: إتسعت مساحة التجارة بين العراق والعالم بشكل لم يسبق له مثيل، منذ عام 2003 وامتلأت الاسواق المحلية بمختلف البضائع القادمة من شتى بقاع الارض.

وكان لدول آسيا، وخاصة الصين، وجهة القسم الاكبر من التجار العراقيين الباحثين عن بضائع رخيصة الثمن، الأمر الذي شجعهم على السفر الى هناك لعقد صفقات تجارية سهلة ومربحة.

وشمل ذلك التجار الكرد الذين باتوا يصنعون زيهم القومي التقليدي في الصين وهو زي له مميزات في التصميم يصعب إتقانها بسهولة من قبل غير الكردي.

التاجر صلاح رشيد قال لـ quot;نيوزماتيكquot; أن quot;في الصين كل شيء قابل للتصنيع بإستثناءات قليلة، يصنعون قالب البضاعة في يوم واحد، ثم يبدأون بتصنيع البضاعة على أن نتسلمها داخل الأراضي العراقية وبالكمية التي نريد بعد نحو شهرينquot;.

وقال مدير شركة ديار التجارية في أربيل، أركان حميد، إنه quot;أخذ معه نموذجاً لزي رجالي كردي الى أحد معامل الأزياء في الصين بهدف تصنيعه، لكن السروال الفضفاض الذي يحل محل البنطال في الزي الغربي إستعصى على العمال ولم تنجح المحاولةquot;.

والزي الكردي للرجال يتألف من عدة قطع، القطعة الاولى كالجاكيت وتسمى بعدة أسماء منها، كورتك، أو، بركيز، وقطعة ثانية كالبنطال وتدعى، شروال، باشم. وتلف في منطقة الوسط بمحل الحزام قطعة من القماش تدعى، شوتك. وهناك غطاء الرأس ويدعى، الجمداني، ثم حذاء خاص ينتعل مع الزي التقليدي ويسمى، كلاش، ويصنع في بعض المناطق، وبخاصة القرى، من الخيوط والمطاط.

أركان حميد لم ييأس من المحاولة الأُولى فذهب، مرة أخرى، الى الصين بصحبة خياط أزياء كردية. فقام بتصميم نموذج وخياطته أمام عمال مصنع الأزياء الصيني فنجحت المحاولة، وصار المعمل يورد لشركته، كل عام، ما لا يقل عن عشرين ألف بدلة كردية.

شركة ديار التجارية لم تعد الوحيدة التي تصنع الزي الكردي في الصين، فهناك شركات عدة تستورد نحو مائة ألف بدلة كل عام بحسب أركان حميد.

غير أن ذلك أدى الى تراجع عمل محال خياطة الزي الكردي الرجالي في إقليم كردستان العراق، وتسبب بغضب العمال الذين إنخفض عدد زبائنهم الى أكثر من نصف.

خياط الأزياء الكردية الرجالية، خضر عثمان طه، 75 سنة، ويملك محلاً، في السوق القديمة بأربيل، منذ عام 1952، قال في حديث لـ quot;نيوزماتيكquot; إن quot;الزي القومي التقليدي لم يعد يلق إهتماماً في الأساس، لأن الاجيال الحالية تفضل التشبه بالغرب في الأزياء وفي كل شيءquot;.

أما بالنسبة للخياط خضر عثمان طه فالأمر أعقد وأصعب بعد قيام المعامل الصينية في تصنيع الأزياء التقليدية الكردية، فهو لم يعد يتلقى سوى طلب أو إثنين وربما ثلاثة في أفضل الاحوال في اليوم الواحد بعد ان كان يتلقى طلبات لخياطة عشرين بدلة في اليوم.

وقال لـ quot;نيوزماتيكquot; لقد quot;أضروا كثيراً بالمهنة، فخياطتهم سيئة ونوعية الاقمشة رديئةquot;.

غير أن أركان حميد يرى عكس ذلك فنوعية القماش والخياطة ليست سيئة برأيه بل إن المشكلة هي في تدني الأسعار؛ فالقماش المستعمل لدى الصينيين في صناعة تلك الأزياء من صنع محلي إضافة الى رخص الأيدي العاملةquot;.

ولم تقف محاولة الشركات العراقية عند تصنيع الزي القومي التقليدي في الصين، فقد قام أحد التجار بمحاولة تصنيع الحذاء الكردي التقليدي،الكلاش، هناك أيضاً، لكن المحاولة فشلت حتى الآن، وربما سيقوم غيره بمحاولة أخرى.

يذكر أن ثمن البدلة الرجالية الكردية المستوردة من الصين يترواح بين 20-30 دولاراً، فيما يصل سعرها عند محال الخياطة في أربيل الى أربعة أضعاف هذا السعر.

وكالة نيوزماتيك