نزار جاف من بون: تكثر في المجتمعات الذكورية ظاهرة وجود فتيات ونساء عدة في حياة رجال متزوجين، ويبدو الامر مرحبا به ودليل فحولة الرجل الذي يرتبط بعلاقات خارج نطاق الزواج في عدد من هذه المجتمعات. لكن من المستهجن المجتمعات نفسها وجود رجال أو شبان في حياة نساء متزوجات.

ولکن وعلى الرغم من غلبة مفاهيم سيادة الرجل على المجتمعات الشرقية و تلك العقبات و الجدران العالية التي تحيط بتطلعات النساء لنيل مزيد من الحرية في عالم بات مجرد قرية صغيرة، لکن العديد من النساء إستطعن تجاوز تلك العقبات و الجدران بصورة سرية و بعيدا من الاعين و الاضواء صنعن لأنفسهن واقعا قريبا الى قلوبهن و أنفسهن.

وعندما يتناقل الناس موضوع امرأة متزوجة لها عشيق، فإنها تنال من السخط و النقمة و اللعنات مالايناله قط رجل متزوج يخون زوجته مع عشيقة له، وهذا وکما يرى علماء الاجتماع و النفس، له إرتباط بمسألة هيمنة مفاهيم سيادة الرجل على العقل الاجتماعي، بيد ان موضوع نساء متزوجات يقمن علاقات حميمة مع رجال أو شبان في الشرق، وعلى الرغم من إحاطتها بالکثير من السرية و الکتمان، فإنها حقيقة قائمة لاتقبل الجدل.

النزوع الانساني للتمرد
الدکتورquot;فرشيد سيامكquot;الاخصائي النفساني المقيم في کندا، أوضح لإيلاف أن شدة الموقف الاجتماعي و تزمته من إقامة النساء لعلاقات عاطفية أو جنسية بحتة خارج دائرة الزواج في المجتمعات الشرقية، تعود أساسا إلى قوة سطوة مبدأ سيادة الرجل على هذه المجتمعات مؤکدا أن النساء بحد ذاتهنquot;يفکرن و يتعاملن بمنطق سيادة الرجل وتجدهن عنيفات تجاه إمرأة من ذلك النوع فيما لو کانت زوجة قريب لهن. لکن مع کل ذلك الاعتراض الاجتماعي على الموضوع و الذي يستمد قوته في غالب الاحيان من قوة العامل الديني، فإن هناك نسبة قد لا تکون قليلة من النساء المتزوجات اللائي يوجد في حياتهن رجل يتعاشرن معه معاشرة حميمةquot; و لفت الدکتور سيامك الانظار الى أن الرجال الذين يدخلون في حياة النساء المتزوجات هم على الاغلب منquot;إقربائهن أو أقرباء أزواجهن أو من معارف الطرفين ونادرا ما تجدهن يقمن علاقة خارج تلك الاطر التي حددناها ويکاد هذا الامر ينسحب حتى على النساء المتزوجات اللائي يقمن و أزواجهن هنا في الغربquot; أما عن الاسباب و الدوافع التي تقف خلف وجود هکذا ظاهرة بين النساء المتزوجات أجاب قائلا:quot;مع الاخذفي الاعتبار عدة عوامل إجتماعية و نفسية تتراوح بين إکراه المرأة على الزواج من الرجل أو لأن الزوج يخونها أو لأنها تعيش حالة من لامبالاة الزوج و عدم إکتراثه بها أو لأن الزوج قليل الارتباط و الاختلاط بها، فإن المرأة کما الرجل في موضوع الخيانة الزوجية، تعتريها حالة من النزوع للتمرد على رتابة الحياة و جمودها وعدم وجود أي دلائل في الافق تبشر بتغيير في حياتها. المتزوجون في الغرب يرفهون عن أنفسهم بمختلف الطرق سواء عن طريق الاستمتاع برحلات متعة و إستجمام سنوية الى خارج بلدانهم لتغيير الاجواء أو عن طريق قضاء فترات قد لا تکون قليلة في أنشطة إجتماعية مختلفة تفتقر إليها النساء في مجتمعاتنا و حتى و إن وجدت فإنها ليست بهکذا صورةquot; وإستطرد الدکتور سيامك قائلا:quot;قد تجد في حياة العديد من الرجال المتزوجين أکثر من امرأة، لکنه نادرا ماتجد الحالة نفسها عند النساء المتزوجات، فالنساء بشکل عام لايرغبن بوجود عدة رجال في حياتهن و إنما و تبعا لوضعهن السيکولوجي يرغبن دوما في وجود رجل واحد يتعلق بهن و يحمل في جوانحه حبا جارفا لهن، الرجال على العموم يبحثون عن نساء أخريات بحثا عن المتعة أما النساء فهن عندما يقمن أي علاقة خارج أسوار الزواج فهو من دون أدنى شك بحثا عن الحبquot;.

لا أخون زوجي بل أسترد حقي
طوال فترة أکثر من ثلاثة أشهر إستغرقها إعداد هذا التحقيق، لم نتمکن من الاتصال إلا ببضع نساء متزوجات من اللواتي يوجد في حياتهن رجل أو شاب، مع الاشارة الى أن بعضهن رفضن حتى الاشارة اليهن بشکل رمزي و إکتفين بشرح حالتهن بشيء من الاقتضاب مع التأکيد على عدم نشره. وعندما إلتقينا(ن.ساهرة) العراقية التي لم يتجاوز عمرها 23 عاما وهي أم لطفلين و تقيم في مدينةquot;منشنکلادباخquot; في ألمانيا، أخبرت إيلاف بشيء من الانفعال:quot;أنا لا أخون زوجي و لست بخائنة إطلاقا، لکنني أسترد حقا شرعيا قد سلب مني ظلما، فقد تزوجت برغبة و قناعة الاهل و تحت شتى الضغوط المختلفة و ترکت الشاب الذي أحببته من أعماقي من أجل ذلك. وبعد مضي فترة قصيرة على زواجي المشؤوم وجدت زوجي من النوع الذي يسعى إلى فرض مايفکر و يقتنع به على الاخرين وهو لا يفکر إلا بنفسه وفي هکذا وضعية لم أجد نفسي إلا و اعود الى حبيبي الاول و الاخير في حياتي لکي أعيش الحياة کما ينبغي. الحقيقة انا على قناعة تامة بأنني لا أخون زوجي و إنما أسترد حقا سلب منيquot;.

أحببته لکنني وجدته لا يحبني!
quot;فرزانهzwnj; مquot; من إيران، البالغة 28 عاما و تقيم في مدينة مالمو في السويد، قالت:quot;تعرفت إلى زوجي هنا في السويد و إنجذبنا لبعضنا و قررنا الزواج بعد فترة قصيرة جدا من تعارفنا، لکن وبعد مرور فترة قصيرة من زواجنا السريع ذلك، إکتشفت أنه لا يحبني بل و حتى لايطيقني في کثير من الاحيان ولأنني أعلم جيدا ان الفتاة التي تطلق بعد فترة قصيرة من زواجها ومهما کانت الاسباب و المبررات إلا ان المجتمع لايرحمها و ينظر إليها بنظرة فيها منتهى الاستخفاف ومن هذا المنطلق، وجدت نفسي مضطرة للإستمرار في حياتي الزوجية التي صارت بمثابة سجن إختياري لي حتى تعرفت إلى صديق لزوجي سعى کثيرا للتأثير فيه بإتجاه تحسين الوضع القائم بيننا لکنه لم يستمع إليه أبدا وظل على وضعه المتنفر مني، وفي غمرة مواساة و تسلية صديق زوجي لي و محاولته تهوين الامر وجدت نفسي أحبه من کل قلبي و عندما کاشفته وجدته يبادلني بعاطفة أشد من تلك التي أکنها له وکان ذلك بداية لتغيير حياتي ولم أعد أهتم لما يبدر من زوجي تجاهي إنما کان الاهم دوما هو حبيبي و تلك الساعات التي نقضيها مع بعضناquot;.

أماquot;خ.فquot;من المغرب و عمرها تجاوز الثلاثين بقليل والمقيمة في مدينة quot;آخنquot;الالمانية فتقول:quot;المرأة تحب الرجل الذي يهتم بها طوال الوقت و لا يتغير بعد مرور فترة معينة کما هو حال غالب الرجال، وأنا قد إنخدعت بزوجي الذي کان قبل الزواج يدعي بإنه لاشيء في الدنيا لديه أهم مني و کان يقسم بأن يجعل من حياتنا الزوجية سعادة دائمة يحسدنا عليها الصديق قبل العدو، لکنه ليس لم يف بوعده و إنما بات يختلق کذبات و کذبات حتى يبرر إبتعاده المستمر عني و قلما يخرج معي في نزهة أو زيارة للاقرباء و الاصدقاء، ومن هنا وبعد أن إکتشفت أنه يقيم علاقات مع نساء أخريات من خلفي و يرتاد الاماکن الرخيصة للمتعة، لم أتحمل و إنجذبت مع صديق لي في العمل حيث وجدت الصدق و الدفء عنده و صرت لا أرى لحياتي معنى من دونهquot;.