وفاء مطالقة من عمان:تشهده بعض بيوت العزاء الخاصة بالنساء في العاصمة عمان، وبحسب حجم اعلان النعي بالصحف اليومية ظواهر غريبة. اذ تتفاجأ الحاضرات احيانا بدخول احدى السيدات التي تبدأ بالحديث في امور فقهية وشرعية ثم تطلب الاجر لقاء حديثها، كما يتفاجأن بامراة اخرى تفرد منديلا تطلب من خلاله مساعدتها في تربية ابنائها الايتام بعد ان quot;تشطحquot; كثيرا في حديثها الذي لا يستند الى اي نص شرعي سواء من القران الكريم او السنة الشريفة.

مديرة شؤون المرأة في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية اعتدال العبادي دعت الى التفريق بين الواعظة التي تحمل تصريحا مصادقا عليه من الوزارة والذي يؤهلها لاعطاء موعظة او درس ديني وبين غيرها ممن يذهبن الى بيوت العزاء بهدف جمع المال والتكسب.

وقالت لوكالة الانباء الاردنية انه لا يجوز اطلاقا جمع الاموال او التبرعات المالية او العينية باي شكل من الاشكال من قبل الواعظات مشيرة الى انه لا يوجد في المساجد اصلا لجان نسائية لجمع المال او التبرعات.

اما في بيوت الاجر فليس للوزارة اي سلطة على ذلك ويبقى دور اهل المتوفى في التحقق من شخصية الواعظة ومدى صدقها.

استاذ الحديث الشريف في كلية الشريعة بالجامعة الاردنية الدكتور محمود الشديفات اكد ان موضوع جمع التبرعات من بيوت العزاء فيه استغلال لمراحل الحزن عند اهل المتوفى واحد انواع الابتزاز ومن الاساليب الرخيصة والمرفوضة، فالمقام غير مناسب لجمع المال ويجب تعويد المسلم على ان يبذل ما عنده بدون ربط بمواقف العزاء وجمع التبرعات.

يوما الخميس والاثنين من كل اسبوع هما موعد الدرس الديني الذي تلقيه احدى السيدات في منزلها حيث تجتمع النساء عندها طلبا للموعظة.

واجمعت النساء ممن التقتهن وكالة الانباء الاردنية على انهن لم يسألن الواعظة عن ثقافتها او تعليمها او رخصتها من قبل وزارة الاوقاف.

لكن اسلوبها جميل وجذاب وتحث النساء على فعل الخير والعمل الصالح دوما بحسب قولهن.

يجوز للواعظة اعطاء دروس في بيوت العزاء بحسب العبادي على ان لا يحسب من ضمن دروسها المقررة في المسجد وعلى ان تتقيد بالتعليمات المصرح لها بها بذلك والتي من بينها عدم جمع المال من بيوت العزاء او اشاعة اي امر مخالف لاحكام الشريعة او التحدث في امور فقهية بدون اي سند شرعي من الكتاب او السنة.

واستعرضت الشروط والاسس الواجب توافرها في الواعظة ليتم تعيينها من قبل الوزارة بحيث يفضل ان تكون حاصلة على درجة البكالوريوس او ما يعادلها او شهادة الدبلوم في الشريعة الاسلامية باي من فروعها.

كما يشترط ان تجيد الواعظة محاكاة الجمهور وان تتوفر لديها مهارات الاتصال مشيرة الى انه يتم طرح بعض الاسئلة المتعلقة بالاحكام الشرعية عليها من قبل لجنة من الواعظات المؤهلات لاختبار معلوماتها.

واكدت العبادي ان مراقبة الواعظات ومدى التزامهن بدروسهن في المساجد اضافة الى التزامهن بتعليمات الوزارة تتم من قبل مراقبات متخصصات لكل منطقة سكنية على حدة كما يتم عقد اجتماعات شهرية لجميع الواعظات لمعرفة برامجهن وما حصل عليها من تغيير ويتم حث الواعظة على التركيز في دروسها على مضامين رسالة عمان التي تدعو الى الوسطية والتسامح والبعد عن التطرف والمغالاة وتخضع الواعظات الى دورات انعاشية دورية في اساليب الدعوة والارشاد من قبل متخصصين في هذا المجال ليتم تقوية معلوماتهن.

احدى الواعظات اللواتي يقدمن الدروس الدينية في المساجد منذ اكثر من 15 عاما خولة عابدين قالت انها تعمل على احياء سنة وابطال بدعة مشيرة الى ان الهدف من الدروس التي تعقدها في بيوت الاصدقاء والمعارف عند دعوتها هو القاء موعظة لوجه الله تعالى وبدون اي اجر.

عابدين واعظة حاصلة على ترخيص من قبل وزارة الاوقاف حيث تقدم تقارير شهرية عن الدروس التي تلقيها في المساجد اضافة الى لقاء شهري مع مسؤولة الواعظات في الوزارة كما تقدم محاضرات للواعظات حول اصول الدعوة.

ونصحت عابدين النساء في بيوت العزاء بمعرفة الخلفية العقلية والدينية للواعظة وهل مستندها القرآن الكريم والسنة الشريفة بالاضافة الى التاكد من التصريح الذي تحمله الواعظة من وزارة الاوقاف والذي يسمح لها بموجبه بالقاء الدروس الدينية في المساجد.

الدكتور محمود الشديفات ركز على اهمية الموعظة عند اهل المتوفى اذ انها تخفف من الضيق والمصاب لديهم كما ان فيها حض على الصبر عند الشدائد وتذكير بالقيام بالعمل الصالح والاتعاظ من الموقف الحالي كما انها فرصة لان يراجع الانسان اعماله.

وتساعد الموعظة كذلك على تعديل سلوك الناس سواء اهل المتوفى او اقاربه او حتى المعزين انفسهم.

وعن الموعظة في بيوت العزاء قال الدكتور الشديفات انها مضاعفة لارتباطها بواقع ملموس quot; واقع الموت quot; فالحديث هنا يكون في الوقت والمكان المناسبين كما ان الحاضرين يتأثرون اشد التاثير في الموعظة مستذكرا ما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام انه كان يعظ عند الوفاة ثم يدعو للمتوفى.

فالظروف مناسبة للوعظ باسلوب مهذب ومؤدب ومؤثر.

واضاف انه يجب ان يتولى الوعظ في بيوت العزاء من يكون لديهم العلم الكافي باصول الدين والمقدرة على التوافق والاستناد الى الشرع كأن يكون امام مسجد او شخصية معروفة لها تاثير وتحمل مؤهلا شرعيا يخولها الحديث في امور الدين.

والاصل بحسب الدكتور الشديفات ان يكون الواعظ معروفا لدى جمهور المخاطب حتى في بيوت العزاء كما ان عليه الاستئذان والتعريف عن نفسه قبل البدء بالحديث واذا لم يفعل.

على اهل المتوفي سؤاله بلطف وادب لتبيين مدى علمه بالموعظة.

ودعا الناس وخاصة اهل المتوفى الى التنسيق مع وزارة الاوقاف او مع المراكز الدينية المنتشرة في مختلف الاحياء لتامين وعاظ اكفياء يتحدثون في بيوت العزاء الى اهل المتوفي وتذكيرهم بعمل الخير والاتعاظ من الموت وهو حق.