عواطف إلكترونية ولذة اصطناعية في قاموس العلاقات الجنسية
دمى وروبوتات شركاء للانسان على فراش المضاجعة


عدنان البابلي من أمستردام: رفضت محكمة بلجيكية أول طلب زواج تقدم به رجل اسمه مارتن ينوي الزواج من روبوت، وحددت المحكمة الاسباب الموجبة للرفض ان القوانين لا تتضمن زواجا بين انسان وروبوت. وكان مارتن الذي قضى شطرا من حياته متزوجا من امرأة أنجب منها طفلا قد سئم الحياة مع النساء على حد تعبيره لذا قرر الزواج من روبوت دمية يوفر له اغراض المتعة الجنسية ويقضي على الاحساس بالوحدة الذي يعاني منه.

مقابل ذلك فقد اعلنت امرأة هولندية انها تمارس الجنس مع ( روبوت ) منذ عدة سنوات وانها تشعر بالسعادة للمتعة الجنسية التي يمنحها هذا الروبوت الذي هو عبارة عن قضيب يحاكي ( العضو الذكري المنتصب ) في الحركة والقذف. ودعت ( باميلا ) النساء اللواتي يعانين من الوحدة والكارهات للرجال الى الزواج من روبوت، لانه الوحيد الذي يفهم ماتريده المرأة.

ويبدو ان الروبوتات التي دخلت مجالات العمل في المصانع والبيوت و الطب والعمليات الجراحية، بدأت تنازع النساء في أزواجهن، كما ان نساء يمارسن الجنس مع روبوتات حيث تتوفر افلام في الاسواق توضح عمليات مضاجعة لنساء مع روبوتات ( ذكرية ).
وتقول (يمون فان فال ) وهي صاحبة دكان يبيع مستلزمات الجنس ان الروبوتات الصغيرة تستخدم في هولندا منذ فترة ليست بالقصيرة لاغراض المضاجعة الجنسية، فالروبوتات الانثوية الهولندية اشتهرت عبر اسواق اوروبا وتلاقي رواجا كبيرا وهي ابتكار هولندي معروف، واغلبها آلات تتحرك الى الامام والخلف وبحركة دائرية تقارب حركات العضو الذكري حيث تقبل نساء على الشراء واثبتت قدرة كبيرة على توفير المتعة.
وتضيف.. لقد طورت هذه الالات في اوروبا واليابان لتتحول الى دمية بحجم الانسان ولها مواصفات تقنية تؤهلها للعب دور الشريك. وتضيف.. الدمى الذكرية توفر سهولة في الايلاج وبالضغط على زر معين يصاحب عملية الايلاج قذف للسوائل داخل العضو الانثوي تتخلل ذلك اصوات مقاربة للحقيقة الى حد كبير. ولان هذه الدمية غالية الثمن فان البعض يلجأ الى استعارتها لفترة معينة مقابل ثمن يدفع مقدما، ووفق شروط تتضمن عدم الاضرار بالدمية، وممارسة الجنس معها وفق القواعد المحددة.

الجدير بالذكر ان مؤتمرا لعلماء عقد هذا العام في مدينة ماستريخت في جنوب هولندا لبحث إمكانية دخول المزيد من البشر في علاقات إنسانية - وحتى عاطفية - مع أجهزة الإنسان الآلي quot;الروبوتquot; خلال العقود المقبلة.


وجاء المؤتمرحسب بي بي سي بعد رسالة ماجستير تقدم بها لاعب الشطرنج الأسكتلندي ديفيد ليفي البالغ من العمر 63عاماً و ناقشت العلاقات الحميمية مع شركاء صناعيين. وقال ليفي الذي يبحث في العلاقات بين الإنسان والروبوت، التي تغطي المزايا والممارسات، بما فيها الزواج إن البداية ستكون في مجال ممارسة الجنس مع الروبوت، لكنه أضاف quot;بمجرد أن تكون لديك حكاية مثل ممارسة الجنس مع روبوت، فإنني أتوقع أن يُقبل العديد من الناس على هذا الأمرquot;.


وأضاف الباحث في الذكاء الاصطناعي قائلاً: quot;في البداية، كانت الروبوتات تستخدم لأمور غير شخصية، مثل المصانع حيث تساعد في صناعة السيارات؛ ثم في المكاتب لتوزيع البريد أو في المتاحف أو في المنازل للتنظيف، مثل الروبوت رومبا، والآن هناك روبوتات ألعاب مثل الكلب آيبو من شركة سوني، وغيرهاquot;. ويضيف..الروبوت سيصبح أكثر شبهاً بالإنسان من حيث المظهر والوظيفة والشخصية، بحيث يمكن للإنسان أن يقع في حبه ويمارس الجنس معه وحتى الزواج منه.

لكن رونالد آركين عالم الروبوتات، من معهد جورجيا للتكنولوجيا في أطلنطا، لا يعتقد أن الزواج من الروبوت سيكون مسموحاً به بحلول العام 2050، إلا أنه يقول: quot;كل شيء ممكن، وإنه ليس لمجرد عدم منحه الشرعية فإن الناس لن يحاولوا ذلكquot;. وكان مؤسس شبكة الأبحاث الروبوتية الأوروبية، هنريك كريستينسن، قد تنبأ في العام 2006 أن الناس يمكنهم ممارسة الجنس مع الروبوت في غضون خمس سنوات، وهو ما يعتقده ليفي أيضاً.

يرى احمد مصطفى وهو طالب جامعي مغربي يدرس في هولندا أن الحاجة ام الاختراع، واذا كان الاوروبيون يستخدمون الروبوتات، فان الظمأ الجنسي العربي يضطر البعض الى اللجوء الى اساليب كثيرة في ممارسة الجنس مع الحيوانات في المزارع، او ان يضطر الشباب الى ( العادة السرية ) وسيلة لاطفاء الظمأ الجنسي، ويضيف.. العرب بحاجة الى روبوتات ودمى جنسية، وسيلة ناجعة للقضاء على الجوع الجنسي.

لكن احمد يتكلم بسخرية عن الموضوع ويقول ان زواجه من دمية روبوت، يجعله يتساءل عن العمل اذا ماحدث انقطاع كهربائي اثناء ( وقته الحميم ) مع الروبوت.

سليم قادر يرى ان الروبوت وسيلة للمتعة الجنسية أمر لابأس به، لكنه يتساءل ان كان مصطلح ( عاهرة ) أو ( شريفة ) سيدخل عالم الروبوتات.
لكن محمد الحسيني يرى أن الشاب العربي يستعيض من الدمية الحقيقية، بدمية (من الخيال) يبتكرها في رأسه يفرغ فيها قهره الجنسي عبر (العادة السرية) التي تنتشر اليوم بكثرة بين الشباب العربي.
وتنتشر في اسواق الجنس الاميركية والاوروبية دمى على شاكلة فنانات مشهورات مثل مارلين مونرو وصوفيا لورين وقد صممت طبق الاصل عن الفنانات المشهورات حتى في حجم اعضائهن الحساسة. وتأمل شركات اوروبية في تصدير هذه البضاعة الذكية الى البلاد العربية وافريقيا وجنوب شرق اسيا.

ولا شك في ان تصدير بضاعة من هذا النوع من بلدان التخمة الجنسية اي اوروبا الى بلدان الجوع والحرمان الجنسيين ستكون له مظاهر اجتماعية وتداعيات دينية، منها جواز استخدام الدمى في المضاجعة من عدمه، وقدرة اصحاب الدخل المحدودعلىامتلاك دمية باسعار باهظة، وهل ستصبح تجارتها سرية شأن تجارة الجنس ومستلزماته في البلاد العربية. وكان علماء يابانيون كشفوا عام 2007 النقاب عن quot;امرأة آليةquot; تحاكي البشر في الشكل والحركات وردود الأفعال، أطلقوا عليها اسم quot;ريبلي كيو1quot;. وتتمتع quot;ريبلي كيو1quot; بجلد من السليكون المرن بدلاً من اللدائن، كما يوجد بها عدد من أجهزة الاستشعار والمحركات التي تمكنها من إصدار ردود أفعال تحاكي ردود أفعال البشر، كما يمكنها فتح وإغلاق حواجبها وتحريك يديها مثل البشر، بل ويمكنها أن تبدو كأنها تتنفس، كما ان فعالياتها الجنسية طبيعية الى حد كبير، وتستجيب عضويا للممارسة الجنسية.


والمواد المستخدمة في تصنيع الدمى مرنة لاستيعاب أي قضيب من أي حجم. وتكون عادة من المطاط او الكلوريد متعدد الفينيل او فوتوروتيتش. وفتحات الولوج ( ثلاث وليس أثنتين من ضمنها الفم ) تتطلب رعاية خاصة لتجنب تراكم البكتيريا فيها، وتوصي الجهات الصحية بارتداء الواقي اثناء الاستخدام. اما الروبوتات الذكرية فانها تتضمن قضيبا يتم التحكم في طوله عبر الضغط على زر، يتيح اختيار درجة صلابة العضو ايضا. كما يحتوي على مضخة تحتوي سائلا ( منويا ) يمكن التحكم بتدفقه في اللحظة المناسبة عبر زر ايضا. ورغم ان الدمى وروبوتات الجنس لاتتوفر في الاسواق العربية، الا ان هذه الاسواق لاتخلو مما يسمى ( القضيب الاصطناعي )، وغالبا ماتباع في السوق السوداء الى جانب مستلزمات جنسية اخرى. ويبقى السؤال عن التشريعات الدينية والقانونية التي ستواكب هذا التحول في العلاقات الانسانية وعلاقة البشر بالالة، وهل سيبتكر المستقبل مصطلحاته التي يعبر بها عن هذه العلاقة الجديدة، وفي كل الاحوال فان ثمة خللا سيصيب العلاقة الانسانية ( علاقات البشر ببعضهم ) من جراء هذه التغيرات الغريبة.

[email protected]