التعذيب في داخل سجون كردستان العراق من تاكيدات السجناء لرفض السجانين

نزار جاف: الحديث عن وجود حالات من التعذيب الجسدي و النفسي اللذين يتعرضان لهما المعتقلون داخل سجون دوائر الامن الکوردية(الآسايش)، باتت يطرح بين الفينة و الاخرى و من قبل وسائل اعلام مختلفة على أکثر من صعيد. والذي منح شيئا من الزخم و المصداقية لهذه الانباء، هو تأکيد منظمات دولية تعني بحقوق الانسان لوجود مثل هذه الحالة، وبالتالي فقد سعت الکثير من وسائل الاعلام العربية و العالمية لإختراق الستر الحديدية لهذه الدائرة المهمة و الحساسة التي تعنى بتوفير الامن و الاستقرار داخل مدن الاقليم التي يشار الى انها تتمتع بقسط أوفر من الاستقرار النسبي قياسا الى مثيلاتها من المدن العراقية الاخرى بحثا عن حقيقة الامر التي يبدو انها مازالت بعيدة المنال لکنها أيضا ليست بمستحيلة.

التعذيب.. بين التأکيد و الرفض
يقول معتقلون سابقون في دوائر الامن الکوردية بأنهم تعرضوا لوجبات منتظمة من التعذيب الجسدي و النفسي و ان منتسبي تلك الدوائر قد مارسوا اسلوبا من التعامل الفظ و الوحشي معهم بحيث مسوا کرامتهم و أهانوا إنسانيتهم في الصميم.

و مع أن موقعquot;الملف بريسquot;قد نشر في الايام لاخيرة تقريرا مفصلا عن وجود حالات تعذيب ضد المعتقلين في دوائر الامن الکوردية الى جانب ان البعض من الصحف الکوردية أيضا ومن ضمنها صحيفةquot;هاولاتيquot; قد أکدت وجود هکذا حالات أيضا و أجرت مقابلات صحفية مع معتقلين سابقين، إلا أن الجهات الامنية الرسمية الکوردية مازالت ترفض الاعتراف بوجود هکذا حالة و تصر على انه مجرد إدعاءات إعلامية لأهداف و أغراض متعددة.

إيلاف تتصل بمعتقلين سابقين
و قد حاولت إيلاف الاتصال بعدد من المعتقلين السابقين في دوائر الامن الکوردية والذين تم الافراج عنهم خلال فترات سابقة، لکن معظم الذين إتصلت بهم رفضوا الادلاء بأي تصريح عن مجريات إعتقالهم و لم يؤکدوا أو يرفضوا وجود مثل تلك الحالات إنما إکتفوا برفض البوح بأي کلام بذلك الصدد. لکنquot;ک.نquot;الذي طلب إلينا عدم الاشارة الى أي معلومة تدل عليه سواء من حيث العمر او أية أوصاف أخرى، أکد لإيلاف بأن التعذيب في سجون دوائر الامن الکوردية حقيقة لا ينکرها سوى رجال الامن أنفسهم و أضاف قائلا:quot;أثناء إعتقالي لفترة إستمرت لأکثر من عدة شهور و على خلفية قضية غير سياسية، مارس رجال الامن الکورد معي شتى أساليب التعذيب بدءا من الضرب المبرح بالايدي و الارجل و الکابلات و العصي و مرورا بالتعليق ويداي مکبلتان الى الخلف و إنتهاءا بتعريضي للکهرباء ناهيك عن تهديدي بحالات أخرى من باب إرعابي لإجباري على الاعترافquot; وأشار الى انquot;السب المقذع و الاهانة المستمرة بحق الذين يرفضون الاعتراف بالتهم الموجهة، هي من الامور العادية جداquot;.


أماquot;ف. نquot;الذي أکد بأنه قد تعرض لتعذيبquot;جسدي رهيبquot;، فقد رفض الدخول في التفاصيل لکنه وجه کلامه للمنظمات الانسانية الدولية لکي تقوم بواجبها بهذا الخصوص و قال:quot;لو بادرت هذه المنظمات فعلا و بشکل مستمر و جدي لمتابعة هذه المسألة، فإن الامر سوف يوضع له حد ولن يتطور الى الاسوأ کما هو الحال حالياquot; و ناشد قوات التحالف الدولية المتواجدة في العراق و القوات الامريکية على وجه الخصوص لکي تبادر الىquot;إقتحام هذه المعتقلات الرهيبة المرعبة حتى يعلموا ما يجري بحق الانسان الذي تنادي دولهم و زعمائهم بالدفاع عن حقوقهquot;.
العميد حسن نوري: لقد ولى عصر التعذيب الى غير رجعة.

ولکي نستمع الى موقف الطرف المعني بالقضية أي دوائر الامن الکوردية، إلتقت إيلاف بالعميد(حسن نوري) مدير آسايش(أمن) مدينة السليمانية و وجهت له سؤالا بخصوص ما يشاع عن وجود حالات من التعذيب الجسدي و النفسي داخل دوائر الامن الکوردية فرفض الامر جملة و تفصيلا قائلا:quot;الحقيقة ان کل الذي أشيع في الفترات السابقة من وجود حالات من التعذيب الجسدي داخل الآسايش، هي محض إفتراءات مفبرکة من قبل قنوات إعلامية مختلفة وليس هناك أي اساس من الصحة لهاquot; وشدد مدير آسايش السليمانية على أن دوائر الامن الکورديةquot;تخضع لمراقبة دورية و تفتيش من قبل منظمات دولية معنية بحقوق الانسان وأن دوائر الاسايش متعاونة و بشکل جيد مع تلك المنظماتquot; و شدد على أن دوائر الآسايش تخضع بين فترة و أخرى لزيارات مفاجئة من دون موعد مسبق لمنظمة الصليب الاحمر الدولية حيث تلتقي بالمعتقلين و السجناء بعيدا عن أعينناquot;مؤکدا على أنquot;عصر تعذيب الانسان و تجاهل العالم الخارجي و الرأي العام قد ولى الى غير رجعة وإننا عاقدون العزم على ان نولي الجانب الانساني من معاملتنا للمعتقلين أهمية و مساحة أکبر من تلك التي تتاح في دوائر دول أخرى على الرغم من حساسية عملنا و خصوصيتهquot;. وعندما بادرته إيلاف بأن هناك إعترافات من جانب معتقلين سابقين داخل دوائر الامن الکوردية تفيد بأنهم قد تعرضوا للتعذيب بشکل بشع أجاب قائلا:quot;المشکلة ان التعامل الاعلامي مع مثل هذه القضايا قد تشوبها الکثير من الضبابية و التعقيد، إذ ان العديد من المعتقلين السابقين لا يحملون الود تجاه سجانيهم وقطعا لن يقولوا کلاما حسنا بحقهم، حتى في أکثر الدول ديمقراطية في العالم، فإن المعتقل لن يرضى عن من إعتقلوه و ينسب إليهم شتى التهم وهو أمر وارد في مثل هذا الاختصاص. الحق ان معظم الکلام الذي سمعته و قرأته بخصوص وجود التعذيب في دوائر الامن الکوردية هو کلام مفبرك و عار عن الصحة تماما سيما تلك التي تدعي بأن الاسايش الکوردية قد فاقت دوائر الامن الصدامية من حيث تمرسها في أساليب التعذيب، هو کلام واهي و مدسوس و ذو أهداف مبيتة و أبعد مايکون عن الصحةquot; و وجه العميد حسن نوري کلامه للقنوات الاعلامية المختلفة قائلا:quot;ان باب مديرية آسايش السليمانية مفتوحة أمام الاعلام لکي يزوروا المعتقلين داخل السجون و يطلعوا على أحوالهم عن کثب و ليروا بأعينهم الامور على حقيقتها و بعيدا عن کل رتوشات أو تمويهاتquot;.