خلعها قبل توقيع الاتفاقية مع واشطن وارتادها بعدها
ربطة عنق المالكي تعاود الظهور بحضرة الخامنئي

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: في التاسع من شهر حزيران من عام 2008 التقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته الثالثة للجمهورية الاسلامية الايرانية بمرشد الثورة علي خامنئي وظهر مرتدياً قميصاً أبيض تحت بدلته السوداء فقط وهو اللباس والالوان التي تعود أن يلتقي بها الساسة الايرانيون غير المعممين رجال الدين في إيران، وكان اللافت في لقاء المالكي وخامنئي أن الأول ظهر بدون ربطة عنقه التي ميزته في بقية لقاءاته داخل إيران. ليفتح الباب عليه داخل وخارج العراق وقتئذ لانتقادات كادت تودي بشعبيته التي صعدت لتوها عقب مهاجمته للميليشيات الشيعية والسنية داخل وخارج بغداد ومساهمته في فرض الأمن.

وقد اشترك في ردود الفعل ضد لقاء المالكي بالخامنئي بدون ربطة العنق بعض النواب المعارضين في البرلمان العراقي حيث سعوا لاستدعائه ومساءلته. بينما تنوعت ردود الشارع العراقي بين حانق وغاضب من ربطة العنق الغائبة ومن حمل مستشاري المالكي المسؤولية في اسداء نصيحة خاطئة وبين تبرير البعض الآخر له حيث تعتبر إيران ربطة العنق من الرموز الإمبريالية التي حضرت على مسؤوليها غير المعممين اردتاءها.
ووصل الأمر ببعض الكتاب العرب في مقال تحدي للمالكي وربطة عنقه قائلاً quot;إذا ما رأينا السيد نوري المالكي مرتديا laquo;ربطة العنقraquo; أمام السيد خامنئي فحينها نستطيع أن نقول إن العراق قد تعافى وفك عنقه من الأسر الإيراني. أما إذا طال الحال فصدقوني حينها سنرى كثراً من ساسة منطقتنا بلا laquo;ربطة عنقraquo; أمام الولي الفقيه!

المالكي لم يعلق على ربطة عنقه الغائبة في لقاء الخامنئي وقتئذ، الذي دار، في جوهره، حول توقيع الاتفاقية الأمنية مع واشطن التي كانت محل جدل داخل وخارج العراق. وقد حث الخامنئي المالكي حسب وسائل الإعلام على عدم توقيع الاتفاقية مع واشنطن التي سيعلن رئيس الوزراء بعد عودته من طهران موافقته وزارته عليها بالاجماع ليرفعها للبرلمان العراقي الذي كان أكثر المتحمسين لها هم حلفاء إيران من النواب الشيعة والسنة والكرد فيه. وهو مايظهر، حسب متابعين عراقيين، رغبة إيران في بقاء القوات الأميركية في العراق حيث ستؤمن من عدم ضربها مادامت قواتها في مرمى صواريخ فجر قريبة وبعيدة المدى والعبوات الناسفة التي تسمى عراقياً quot;خمينيةquot; التي طورت لتناسب المدرعات الأميركية في العراق واستخدمتها الميليشيات الممولة إيرانياً في العراق.

لكن المالكي بعد توقيع الاتفاقية مع واشنطن غيرالمالكي قبلها بكل المقاييس وفقا لمتابعين عراقيين، فقد زاد من حدة انتقاده للحكومة المحلية الكردية في إقليم كردستان العراق، ولم يستجب لمطالب حلفاء الأمس من شيعة وكرد وسنة بحل مجالس الإسناد التي أسسها منذ نحو عام وأصبحت ظهيراً لحزبه حزب الدعوة الاسلامية حسب منتقديه. ودخل انتاخابات مجالس المحافظات التي ستجري نهاية الشهر الجاري بحزبه فقط دون حليفه في الائتلاف الشيعي المجلس الأعلى الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم. بل رد في زيارته الرابعة لإيران في الثالث من شهر كانون الأول الجاري على منتقديه بخلعه ربطة عنقه مع مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي ظهروه مبتسما واثقا بربطة عنقه التي ظهر بها معه وفي نفس المكان الذي ظهر به قبل نحو ستة أشهر.
كلام الخامنئي في الزيارة الأخيرة كان مقتضباً ولم يشمل أي نصح للمالكي حيال أي اتفاقية بل قال وفق مانقلته وكالات الأنباء: إن الشعب العراقي الذي عانى طويلا من النظام الدكتاتوري يمتلك ارثا حضاريا كبيرا وبإمكانه ان يتجاوز جميع الصعوبات. مجدداً وقوف الجمهورية الاسلامية مع الشعب العراقي ودعمها لحكومته المنتخبة.

غير أن زيارة المالكي الرابعة بربطة عنقه المميزة غايتها كسابقتها غير ماظهر منها، فهي مخصصة لتقريب وجهات النظر الأميريكية الإيرانية وحسم ملف منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيرانية وتتخذ من معسكر أشرف شمال بغداد مقراً لها.
لكن تحدي المالكي بربطة عنقه لمنتقديه وعدم مجاملته لرغبات جارته تجاه الرموز الإمبريالية سيكسبه وحزبه أصواتاً كان سيجازف بها لو كرر مجاملة مضيفيه الإيرانيين بخلع ربطة عنقه مرة أخرى.