وسط ثورة التابلويد التي غزت الصحافة العالمية
quot;شمسquot; السعودية تقتحم المجال الإعلامي بخطىٌ واثقة

في إيلاف أيضا

نسخة سعودية شبابية من الصن البريطانية

فهد سعود من الرياض: ظهر اليوم في الأسواق السعودية العدد الأول من الوليد الجديد للإعلام السعودي المقروء quot;شمسquot; ، مصحوباً بحلةٍِ زاهية، ذات ألوانٍ أرجوانية ، توّجت مجهودات عمل متواصل ومضني استمر على مدى 6 شهور ماضية، منذ بدأ تنفيذ مشروع الصحيفة الورقية المقروءة، التي انضمت حديثاً للكادر الإعلامي والصحافي السعودي الزاخر والمليء بالعديد من الصحف العملاقة والرائدة في مجال الإعلام العربي والدولي في آنِ.

ولأن شمس صحيفة تستهدف شريحة الشباب من خلال نهجها الذي رسمته لنفسها، فقد اعتمد ناشرها الأمير تركي بن خالد على إخراجها بطريقة تتناسب وأهواء الشباب الباحثين عن كل ماهو جديد وغريب في العالم اليوم، لتظهر متفرّدة ومميزة وسط عدد كبير من الصحف السعودية والعربية التي يمتلأ بها السوق السعودي الذي يعد المنتج الأكبر عربياً للصحف اليومية التي تمتلك جيوشاًَ من الصحافيين المنتشرين في كل مكان في العالم لتغطية أي جديد يطرأ على الساحة العربية والدولية التي لا تهدأ أبداً.

فقد ظهرت الصحيفة اليوم بنمط quot;التابلويدquot; الشهير، الذي ابتكرته العقلية الصحافية الفرنسية في نهاية السبعينيات الميلادية من القرن الماضي، والذي واكب ظهور الصحف بالألوان لأول مرة آنذاك، قبل أن يدور دورته و يجتاح العالم الغربي ككل، لينتقل هذا الداء الصُحافي الجديد ليصل مداه إلى صحف بريطانية واسعة الانتشار وتمتلك أرقام توزيع يومية تتجاوز حاجز الملايين، مثل صحف الصن والديلي ميرور وغيرهما.

الجدير بالذكر أن صُحفاً بريطانية عملاقة ، مثل الأندنبدت، والصنداي تايمز، العريقتان،هُم أكثر الصحف العالمية محافظةً على تُراثهما الصحافي والمهني، قضوا فترة طويلة وهم يرفضون مبدأ الظهور quot;بالألوانquot; ،التي تعتبرانها quot;بهرجةً لا داعي لهاquot;،تفقد الصحيفة وقارها وهيبتها، ناهيكم عن الظهور بنمط التابوليد، إلا أنّ مسؤوليها قرّروا أخيراً السير في ركب التطوّر، لتتحولا إلى النمط الحديث للتابلويد ، نظراً لوجود عدة فوائد من أهمها سهولة تصفح الصحيفة في الأماكن الضيقة كالقطارات التي تشتهر بها مدن بريطانيا، كما أنه يسهُل حملها والتنقل بها في الأماكن العامة والحدائق.

واجهه لأحد أعداد صحيفة الصن البريطانية
وتعتبر صحيفة يو أس أي تو دي quot; أميركا اليومquot; الأميركية، إحدى أشهر الصحف في العالم التي ظهرت للوجود بثوب التابلويد مباشرة،دون أن تتحول من النظام التقليدي للحديث ، كما جرى الأمر مع الكثير من الصحف الغربية، كما أنها أصبحت بفضل التميّز في الإخراج والحجم الصغير، من أكثر الصحف توزيعاً في العالم ، فهي تتواجد في الصباح الباكر في جميع أنحاء العالم منذ انطلاقها في بداية الثمانينات الميلادية وحتى يومنا هذا.

وربما ما يؤخذ على صُحف التابلويد،هو تقليص مساحة الإعلان التجاري للشركات بحكم التغيير الإجباري في مقياس وحجم الصحيفة، وهذا ما جعل العديد من المعلنين في العالم أجمع يرفضون في بادئ الأمر النمط الجديد لصحف التابوليد، قبل أن يتكيّفوا شيئاً فشئياً معه بعد الانتشار الواسع والقبول الكبير الذي لاقته هذه النقلة النوعية في الإخراج الشكلي للإعلام المقروء.

وسبقت شمس في الظهور بهذه الطريقة، صحيفة المسائية التي صدرت لعدة سنوات ، ثم توقفت بعد ذلك، وما يثير المخاوف من كيفية تقبل الشباب السعودي لهذه النقلة الصحافية الني خرجت بها شمس، هو أن quot;المسائيةquot; تحولت قبل توقفها إلى النظام العادي للصحف التقليدية، بعد أن عرفها الجميع بالتابلويد.

كما ظهرت للوجود صحيفة سعودية أخرى بهذا النمط، وهي صحيفة quot;الظهيرةquot;، التابعة للشركة السعودية للأبحاث والنشر، ولكنها ألغيت هي الأخرى بعد أن تحولت من الصدور في فترة الظهيرة إلى الفترة الصباحية، لتتحول بعد ذلك إلى جريدة الاقتصادية المعروفة الآن.

ويبقى السؤال بعد ذلك كله: كيف رأى الشباب السعودي الصن السعودية quot; شمسquot;، في يومها الأول، وماهي رؤية المسؤولين وأصحاب الرأي في الوسط الصحافي السعودي حول هذه النقلة الحديثة للصحافة المقروءة، وما مدى نجاحها المتوقع خصوصاً وهي تستهدف شريحة الشباب في السعودية، وكل هذا لن يُعرف الآن، ولكن مع العمل والعمل المتواصل، ستتضح الصورة شيئاً فشيئاً وعندها ربما نستطيع أن نقوّم صن السعودية الجديدة.