تعالوا نصحح التاريخ
عبدالرحمن فهمي

قرر مجلس ادارة النادي الأهلي وصنع تمثال للمرحوم صالح سليم في حديقة النادي الأهلي بجوار تمثال مختار التيتش.. وهذا حقه... فالمرحوم صالح أفني حياته لاعبا ومديرا للكرة وعضو مجلس ادارة ثم رئيسا للنادي طوال حياته.. ثم لا ننسي ان كل اعضاء مجلس الادارة الحالي من تلاميذه!!!

... ولكن... ولكن مادمنا نحتفل بمئوية النادي الكبير العريق فلابد ان تكون نظرتنا اكثر شمولا ومعبرة بحق عن تاريخ النادي الوطني الاجتماعي الرياضي... فكما قلت في quot;تيترquot; المسلسل الذي يروي تاريخ النادي اخراج المخرج الصاعد quot;اسامة الهواريquot;.. قلت: quot;النادي الأهلي... مسيرة شعب. قصة وطن تاريخ أمه!!! ليس ناديا عاديا.. لذا يجب ان نصحح الاوضاع القديمة التي حالت الظروف دون إبرازها...

فهناك من يستحق اكثر من تمثال... فإذا قلنا تمثالا بجوار مختار التيتش وصالح سليم فهذا أقل واجب... مثلا أحمد باشا عبود رئيس النادي حوالي عشرين عاما... فالتاريخ يقول ان عبود باشا هو صاحب اكبر فضل علي هذا النادي... فهو الذي قام بتوسعة النادي من مجرد ملعب وحديقة إلي ما هو عليه الآن.... استولي علي كل الأرض التي كانت خلف مدرج الدرجة الثالثة.. وهي الأرض quot;الخرابةquot; التي كانت تفصل النادي عن الشارع الضيق الخلفي الذي سمي باسم صالح سليم بعد وفاته. وقام بهدم مدرج الدرجة الثالثة القديم وبني المدرج الحالي..

ثم بنقوده ونفوذه اقتطع الجزء الكبير من نادي الفروسية ليطل النادي علي كورنيش النيل... ثم عبود باشا كان يدفع كل مرتبات النادي من خزانة شركة السكر بشارع جواد حسني بوسط البلد وفوق هذا يضع خمسة آلاف جنيه كل عام في خزانة النادي.... وخمسة آلاف جنيه في الاربعينيات والخمسينيات تساوي الآن خمسة ملايين جنيه!!! واكثر!!!

احمد عبود الذي كان لا يفوته تمرين ولا مباراة رغم كل أشغاله.. وحكاية مباراة بورسعيد مشهورة وسبق ان كتبتها... حينما انزعج أمين شعير مدير الكرة لعدم استطاعة صالح سليم كابتن الفريق من اللحاق بالمباراة رغم قوة فريق المصري البورسعيدي في هذه الأيام... لأن صالح كان عنده امتحان في كلية التجارة ينتهي في الواحدة ظهرا والمباراة في بورسعيد في الثالثة ظهراً... وما ان علم عبود باشا بالأمر حتي ارسل سيارته إلي الجامعة لتأخذ صالح بعد الامتحان مباشرة إلي المطار حيث كان في انتظاره عبود باشا وأخذه معه في طائرته الخاصة إلي بورسعيد ليلحق بالمباراة!!!....

هذا هو عبود باشا الذي كان يتمني صالح ان يلتقط معه صورة وهما في الطائرة الخاصة.. هذا هو عبود باشا الذي احضر أم كلثوم لتفتتح حمام السباحة ويسمعها الملك فاروق ويعطيها اعلي وسام في الدولة...

تعالوا ونحن نحتفل بالمئوية ان نصحح التاريخ

نقلا عن جريدة الجمهورية ( المصرية ) بتاريخ 5 مارس 2007