سلطان القحطاني من الرياض: ربما لم يخرج المشاهد بشيء يشبع فضوله من حلقة " مباشر " التي قدمها الصحافي المصري محمود سعد والتي استضاف فيها زوج المذيعة السعودية رانيا الباز الذي اعتدى عليها بالضرب وأشعل قضية شغلت كثيرين لفترة ليست هينة واعتبر أن هذا العمل هو من الصور الهمجية التي تتعرض لها بعض النساء .
تبدأ الحلقة ومحمد بكر يونس زوج المذيعة السعودية معتدل في جلسته قال عند سؤاله لم تضرب المرأة فاستدل بحديث شريف مؤداه أن لا تضرب المرأة على وجهها و أنه نادم على ما فعله . وعندما تطرق محمود سعد الى موضوع الصورة التي نشرت لزوجته قال حزيناً " هل تعتقد أنني راضٍ عن هذه الصورة ؟ كل مااشاهد هذه الصورة أتألم وأن زوجتي أوصلتني لهذه المرحلة " أضاف " ضربتها خلال ست سنوات ثلاث مرات ربما و أنا متزوج قبل رانيا " مؤكداً أن "الحياة الزوجية ليست ضرب " لكن لاحظ قائلاً " أم سلطان عاشت معي ثلاثة عشر عاما ولم أرفع يدي عليها مرة واحدة . الضرب لا أومن به ، رانيا كانت تشكو أن زوجها الأول كان يضربها بشكل وصفته بأنه مؤلم والآن وجدت نفسي في طريق لم أسلكة في حياتي ... هناك خلل ..,أنا لا أبرّئ نفسي ".
وخلال الحلقة يحاول محمود سعد إشعال شمعة في عتمة الحكايات" زوجتك رانيا يحى الباز وهذا تقرير طبي يقول تشخيص اضطراب في المزاج ، ودخلت المريضة المستشفى بتاريخ 2\4\2000 وتاريخ الخروج 5\4\2000 ، أدخلت المريضة تعاني اضطراباً في المزاج والنفسية والسلوك ، وحالات صرع ، وحالات ذهان عقلي ، وحالات سابقة للإنتحار ، وتعاني اكتئاباً واضطراب، وتحتاج إلى فترات طويلة وتم عمل دراسات رسم مخ ، وعلاج بالصدمات الكهربائية ، وتحتاج إلى علاج نفسي " .
ويقول محمد بكر يونس : كم هو صعب أن تضع ام سعود نفسها في هذا الموقف ، هذا التقرير حرصت أن لا يطلع أحد عليه ، لأنه المرض ليس عيباً ولكن ما كان عليها نقل أسرار البيوت للإعلام . كثير من الإعلاميات لا يمكن أن يعطوا فرصة للآخرين أن يتحدثوا ، ولاة أمرنا عودونا أن لانعمل اشياء تملى علينا من الخارج ، نحن تشبعنا بهذه الأشياء ، لا يمكن أن تأتي وسيلة إعلامية غربية جعلت من هذه القضية مدخل للتشويش على أوضاعنا الداخلية ".
في إشارة إلى الاستغلال السلبي الذي روجت له بعض الدوائر الغربية المهتمة بحقوق المرأة .
وتحدث محمد بكر يونس عن الحادثة "قصة الضرب وقعت لأنها حاولت أن تصعد للشقة عند زوجة أخي وكل المتزوجين يعرفون متى تستفزك الزوجة " .
وهنا يقاطعه محمود سعد : أنا قلت لرانيا في حديثنا الأول إن الزوجة التي تضرب مرة ومرة ومرة تستحق الضرب ألف مرة . فيرد
محمد بكر يونس " التحقت بها عند الباب وقلت لها المفروض ان تخبريني أنك طالعة فوق ،وكم هو جميل ان تنتقي المراة الكلمات التي تتحدث بها مع زوجها " لكنه لم يوضح ماهي الكلمات التي قالتها له وجعلته يستشيط غضباً .
يسأل الصحافي : قالت رانيا إنها أحيانا كانت تخرج لكي تعمل لتنفق على البيت ؟فيجيب محمد بكر يونس بعد تردد : كم يؤلمني تكذيب زوجتي أمام الناس ، كيف سيتقبل أولادي ذلك . ويرمي محمود سعد صنارته حين يقول " إن رانيا ذكرت بأن اختك الفنانة وعد هي السبب في تأجيج المشاعر ".
لكن الصنارة لم تخرج بشئ مهم إذ أجاب محمد بكر يونس " أختي وعد من أخواتي اللائي أحبهن . لا أحد يرضى ان تغمي اخته و تعهدت أمام القاضي ان لا تعود للغناء . هي اختارت طريقاً صعباً .
وأوضح محمد بكر " لم يكن لدي اعتراض أن تعمل رانيا مذيعة ولكن بعد الإحداث الأخيرة ولو كانت تمتلك خبرة الصحافيات لما اصبحت مادتها إعلامية مستقاة من بيتها ".وقال له محمود : انت محكوم عليك بستة أشهر سجن وثلاث مئة جلدة وأفلت من العقوبة بسبب رانيا ويجيب محمد بكر : "كانت رانيا تتكلم في الهاتف وتطلب مني أن أطلقها طلاقاً صورياً أمام الناس ، وارجعها حتى تهدأ وسائل الإعلام وقلت لها أنا رضيت بالشرع ".
وعندما سئل عن عودته لزوجته :"قرار عودتي لزوجتي في يدي فقط ... يجب أن أعيد ترتيب اوراقي " ورداً على سؤال حول ما إذا كان سيضربها مرة أخرى ؟
أجاب "المرة المقبلة لن أضربها بيدي .. سأضربها بزوجة اخرى " على حد قوله، وأوضح "اذا أصبحت الحياة بيني وبين زوجتي مستحيلة سأبقيها لأنها أم أولادي وسأبحث عن امرأة تحافظ على خصوصية بيتي . أنا متألم عندما أرى صورة أم أبنائي بهذا الشكل .. غضبي هي الوحيدة التي تعرف سببه ولن أتحدث عنه لأن البيوت أسرار ".

ملخص الحكاية
سبق أن أوضحت المذيعة السعودية رانيا الباز في مقابلة مع بي بي سي انها قررت العفو عن زوجها، الذي اعتدى عليها بالضرب المبرح، من اجل اطفالها، اذ لا تريد ان يعانوا مستقبلا بسبب تشويه سمعة والدهم. وكان حكم على زوجها، محمد بكر يونس، بالسجن ستة أشهر والجلد 300 جلدة بعد أن ثبت للمحكمة ان اعتدائه عليها تسبب في اصابتها بـ 13 كسرا في الوجه.
وحظيت قصة رانيا الباز باهتمام اعلامي واسع قصة بعد نشر صورتها، التي تظهر وجهها مليئا بالكدمات في الصحف السعودية، مما تسبب في غضب عارم. كما حظيت قضيتها بمساندة جماعات الحفاظ على حقوق المرأة. واكدت الباز لبي بي سي انها اتفقت مع زوجها منذ فترة طويلة على بقاء الاطفال معها، اذ انه لا يختلف معها في ان هذا هو الوضع الافضل للاطفال.
وعن الطريقة التي استقبل بها الاطفال الكدمات التي ظهرت على وجه امهم، قالت الباز انها تحاول ان تقدم لهم الامر بشكل ضاحك يناسب صغر اعمارهم، وعلى سبيل المثال تقول لهم ان من لا يشرب الحليب سيصبح وجهه اسود مثل ما حدث لي، او ان من لا يأكل التفاح سيتعرض لمشكلة في انفه مثل انفي.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت جماعات حقوق المرأة اصيبت بخيبة امل بسبب قرارها العفو عن زوجها، قالت ان ممثلي هذه الجماعات، وبشكل خاص الناشطة جوهر العندلي، كانوا يعملون على الوصول الى وضع يريحها ويرضيها، لا مجرد تحقيق نصر باستخدام حالتها.
وعما تردد عن حصولها على تعويض مالي، تساءلت الباز "هل تغيير ملامح وجههي بملامح جديدة يمكن ان تعوضني عنه ملايين الدولارات؟ وهل التعذيب النفسي الذي واجهته يمكن ان تعوضني عنه ملايين الدولارات؟". وتجيب على تساؤلاتها بقولها "لا اعتقد ان هناك رقم من المال يعوضني عن ذلك". وعن موقف السلطات السعودية من حالتها، قالت انها تمتعت بدعم معنوي من هذه السلطات، ولو ارادت دعما ماديا لحصلت عليه. واكدت انها كانت تفضل لو بقيت قصتها طي الكتمان، لانها كانت حريصة دائما على الاحتفاظ بخصوصية اسرتها، وعدم تسرب اي شيء عن منزلها واطفالها الى وسائل الاعلام. وحسب ما تقول فان "حياتي املكها ولا يملكها الآخرون".
غير ان الباز وافقت على نشر صورها بعد ان نشرت الصحف مشكلتها، وذلك لكي تلفت انتباه المجتمع السعودي الى خطورة مشكلة ضرب الزوجات التي ترى انها واسعة الانتشار.