قال الإمام محمد الباقر(ع): "أخاف على أمتي أئمة ضالين". كما وقال المصلح الإمام محمد عبده (رحمه الله): "لكن ديناً أردت صلاحه خوف أن تقضي عليه العمائم" والحقيقة إن الخطر الأكبر على الإسلام حصل منذ أوائل القرن العشرين من أصحاب العمائم وأئمة ضالين والمتأسلمين الذين اختطفوا الدين واستخدموه لأغراضهم الشخصية والسطو على السلطة السياسية. فهؤلاء هم الذين استغلوا جهل الشباب وحشروا في عقولهم ثقافة الإرهاب وكراهية الحياة وحب الموت وقتل الأبرياء ونشر العداء ضد أصحاب الديانات الأخرى. خدعوهم وقالوا لهم أن الأعمال الانتحارية في سبيل الإسلام هي أقصر الطرق إلى الجنة وحور العين. وما يحصل الآن في العالم وبالأخص في العالم العربي من الإرهاب الإسلامي هو نتاج لثقافة الموت التي نشرها أئمة ضالين وجعلوا الإسلام في مواجهة دموية شرسة مع الحضارة البشرية.
لقد آن الأوان للمثقفين العرب وغير العرب من البلدان الإسلامية أن ينهضوا بحزم في وجه هذا المد الفاشي المعادي للإنسان باسم الإسلام والإسلام منهم بريء. إن أي تردد من قبل المثقفين والسياسيين الديمقراطيين في الوقوف بوجه من يروِّج للإرهاب ستكون نتائجه وبالاً على العالم وبالأخص على المسلمين.
أكتب هذه المداخلة بمناسبة صدور نداء(* نص النداءالذي وجههالليبراليون العرب إلى الأمم المتحدة)قام بإعداده كل من وزير التخطيط العراقي السابق الدكتور جواد هاشم والمفكر التونسي العفيف الأخضر والكاتب الأردني الدكتور شاكر النابلسي موجهاً إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي والسكرتير العام للأم المتحدة مطالبين بإنشاء محكمة دولية للإرهاب الذي أصبح يهدد السلم والأمن الدوليين. ويأمل معدو هذا البيان ممن يرغب من المفكرين والكتاب والمثقفين العرب وغير العرب في داخل الوطن العربي وخارجه التوقيع على هذا البيان.
كما ويطالب النداء مجلس الأمن والفريق العامل المُشكّل وفقاً للفقرة التاسعة من قرار مجلس الأمن رقم 1566 بضرورة الإسراع في إنشاء محكمة دولية International Tribunal تختص بمحاكمة الارهابيين من أفراد وجماعات وتنظيمات بما في ذلك الأفراد الذين يشجعون على الإرهاب بإصدار الفتاوى باسم الدين.
والجدير بالذكر أن الشيخ يوسف القرضاوي، أصدر فتوى في القاهرة في 3/9/2004 دعا فيها قتل كافة الأمريكيين من المدنيين في العراق. كماأفتى في اسبوعية "الأهرام العربي 3/7/2004" بقتل المفكرين المسلمين الأحرار (المرتدين). ومعنى هذا أن كل من اختلف مع القرضاوي أو غيره من فقهاء الموت فهو مرتد يجب قتله، كما حصل للمفكر الإسلامي حامد نصر أبو زيد وغيره. وهذا بحد ذاته مصدر يبعث على الرعب وفرار المثقفين العرب والمسلمين من بلدانهم واللجوء الى الدول الغربية الديمقراطية التي يصفها الإرهابيون الإسلاميون بأنها بلدان الكفار والصليبيين.

لذا أهيب بالمثقفين العرب وغير العرب الأحرار دعم هذا النداء بكل ما أوتوا من قوة لوقف فقهاء الموت عند حدهم في تضليل الشباب وسوقهم إلى جحيم الإرهاب وقبل فوات الأوان. فقد صار المسلمون في الدول غير الإسلامية وبالأخص في الدول الغربية، مصدراً للشكوك وعرضة للمضايقات وهدفاً للعدوان عليهم من قبل العنصريين في الدول الغربية وهذه المضايقات في ازدياد تنبئ بنتائج وخيمة. فتحية لمن أعد النداء وكل من ساهم في دعمه ونشره على الجماهير والتوقيع عليه وإيصاله إلى حيز التنفيذ.

ملاحظة: على من يرغب في التوقيع على هذا البيان إرسال اسمه وبلد الإقامة الى العنوان التالي:

[email protected]