تناقلت وكالات الأنباء العالمية خبرا مفاده ؛ أن نائب الرئيس العراقي الدكتور الجعفري ، قد ألمح الى إمكانية تطبيق قانون الطواريء في العراق، بعد أن بدأت بعض الأطراف الدولية تشير الى أهمية تأجيل الإنتخابات، بسبب سوء الأوضاع الأمنية.السيد نائب الرئيس يلمح ويلوح وفي أحسن الأحوال ربما يهدد!قوى الظلام تسرح وتمرح، اللصوص باتوا يفرضون سيطرتهم على مناطق(( وهيلاه اليجسر)) على الإقتراب منها. وسيادته يلمح!تسعة وأربعون متطوعا عراقيا في ريعن الصبا والعنفوان، ينفذ في حقهم قتلا وحشيا من دون رادع، والحكومة المؤقتة ، مازالت مترددة في تنفيذ قانون الطواريء.القتل على الهوية ، واختطاف الناس من على أرصفة الشوارع، وفي وضح النهار جهارا(( وعلى عينك ياتاجر)). القتلة واللصوص وقطاع الطرق والأفاقون والأدعياء والمفسدون وشذاذ الآفاق، يسرحون ويمرحون، والحكومة المؤقتة مازالت تتدارس مسألة تطبيق قانون السلامة الوطنية.

الانتقاء على أشده
حرص ودقة وتمحيص وأناة وصبر وحصافة وجلد وقوة شكيمة، تبرع به الحكومة، تلك التي طاب لها المقام في المنطقة الخضراء، متلقية هجمات المخربين بالهاون والآربي جي سفن والاحزمة الناسفة، بطولة بال تحسد عليها.سلسلة من الذبح البشع لكائنات بشرية قادها حظها العاثر، أن تكون تحت رحمة من نزعت الرحمة من قلوبهم، وتحولوا الى ماكنات لتنفيذ إرادة الشر الظلامية.بشاعة وتفجيرات وحرائق ومذابح تذكر بالعصور الوسطى، حيث لا قانون غير قانون السيف. وتحت كل كل هذا الخراب، يكون السعي الى الحلم، بإعتباره سيد الأخلاق.
بين ذاهل ومذهول ومندهش ومدهوش وصافن ومصفون، يتم الحديث في عراق العجائب والغرائب عن فقدان ثلاثمائة وخمسين طنا من المتفجرات، كمية يعسر على العقل البشري استيعاب الفقد فيها، حتى أن المنافس على منصب الرئاسة الأميركية كيري لم يتوان من توجيه إتهامه العلني والصريح الى إدارة بوش الإبن متهما إياها بالتقصير، فيما تستغرق الحكومة المؤقتة في النقاش عن أسبقية البيضة أم الدجاجة.أطنان من المتفجرات تلك التي يتم الحديث عنها ، وتمر على أذن السامع مرور الكرام ، من دون أن تكلف الحكومة خاطرها لإعلان حالة الطواريء! ماذا تنتظر ؟علم ذلك عند ربي!متفجرات وبكميات مهولة تكفي لشطر العراق نصفين، لكن الحكومة تنتظر وتدرس وتمنهج وتستقريء وتستنبط، بل أن التوجهات الجديدة راحت تتطلع نحو الإفادة من المنهجيات الحديثة في علم اللغة والخطاب والسرديات وحفريات المعرفة.فالرئيس الياور بات يمارس براعته اللغوية ، في مخاطبته للمسؤولين الكويتيين، مستخدما اللهجة البدوية. والدكتور الجعفري لم يتوان من فلسفة موضوعة الإرهاب، والوقوف على مثالبه وظلاميته، وكأن الأمر يتعلق بمحاضرة أكاديمية .وماتردد الشعلان من الإفادة من منهج الحفريات حين عمد الى الحفر المخلص والعنيف في مواجهته لجيش المهدي في النجف، حتى أنجز المهمة بتفوق غير معهود. فيما راح النقيب يتمم المشهد حول مسألة تسليم الأسلحة في مدينة الثورة.

بحث يبحث
حسم هنا وتراخ هناك، قوة وجبروت وسلطة قادرة على اتخاذ القرار وبسط النفوذ، وميوعة وتخبط وتردد وانتظار في ذات الوقت.تداخل عجيب غريب وأمور تدعو للحيرة والإرتباك، الى الحد الذي صار المواطن يتساءل عن غياب المنطق، حول كل مايجري في هذا العراق، وماهي المخططات المعدة والمرسومة له؟ترى ماهي الأسس والثوابت التي تستند إليها الحكومة، في طريقة تفاعلها وتعاملها مع النقاط الساخنة.الفلوجة التي يتم قصفها بالطائرات، والضحايا فيها من الأطفال والنساء والعزل، تحت دعوى البحث عن الزرقاوي وأصحابه.اللطيفية التي أضحت قاعدة للتربص بالمسافرين، وقتلهم وفق الطريقة التي يرومها الإرهابيون، شارع حيفا الذي يتوسط بغداد غدا مكانا غير آمن. توزعات واقتطاعات جعلت من حديث المثلثات والمربعات مجرد تهويم من غير طائل أو حتى جدوى.
الحكومة اليوم باتت تفكر جديا بمسألة تفعيل قانون الطواريء والسلامة الوطنية.الجدية هنا مرهونة بمسألة الإنتخابات التي صارت الغاية التي تعلو على أهمية الوطن والشعب. الإنتخابات التي لا من دونها ولا من قبلها!هي الأصل والفصل والضمير والوطنية والهوية، هي الوسيلة والأداة والغاية القصوى والوجود.وبهذا فإن تهديد هذا التابو يعد من المحرمات الذي يستدعي استحضار الهمم والانتخاء بكل ماهو عزيز وقيم ومهم في سبيل الحفاظ على هذا الهدف الغالي على قلب الحكومة المؤقتة.التي جزعت من صفة المؤقتة التي ألصقت بها وهاهي تروم الديمومة والبقاء الشرعي الخالي من المنغصات والهنات، التي يمكن لأي طرف أن ينابزها بها.
ياحكومة المائة ألف قتيل ، والثلاثمائة وخمسين طنا من المتفجرات المفقودة، والمئات من ضحايا الحرس الوطني العراقي، والمدن المنكوبة والأمن المفقود والقتل المجاني، والحدود السائبة. أما آن لك أن تعلني حالة الطواريء، أم أنك تنتظرين حدثا أعمق وخرابا أعم وأشمل.تلوحين بماذا ولماذا؟ وتنذرين من ولأجل من ؟تذكري أن هذا الذي ينزف هو العراق، العراق الذي صبر ابناؤه على الضيم والفقد واللوعة والمكاره والمظالم والعوز والإضطهاد والتنكيل.