قبل حرب حزيران 1967 ونحن مخدرين بما كان يبثه احمد سعيد وصوت العرب وكذلك الاعلام الناصري، كما تفعله قناة الجزيرة والعربية وترجمتهما الفارسية "العالم" مع الكثير من العرب الآن، كنت طالبا رئيسا لرابطة الطلبة الاجانب في الجامعة التي كنت ادرس فيها. كانت الرابطة تضم في صفوفها ممثلي كثير من دول العالم، من امريكا اللاتينية وانتهاءا بجنوب افريقيا. وفي احد الايام أخبرني مسئول الطلبة الاجانب في الجامعة عن وصول طالبين اسرائليين من اصل عربي، مقترحا انظمامهما إلى الرابطة. اصابني هلع ان التقي بشخص يحمل الجنسية الاسرائيلية، حتى وان كان عربيا. رفضت ان التقي بهما. لم تمضي فترة طويلة إلى ان جاء احد زملائي من الطلبة العرب وبمعيته شابين، قدمهما لي باسميهما وقال عربيان من 48. لم افهم قصده وظهرت الحيرة على وجهي، لكنه بددهما قائلا :" هما العربيان اللذان يحملان الجنسية الاسرائيلية". وقفت باهتا لا اعرف هل امد يدي او اترك المكان. لكن الشابين احسا بما اشعر به في تلك اللحظة وقالا : " هل علينا ان نبقى متخلفين ولا نستطيع ان نكمل دراستنا لان علينا ان نحمل جواز سفر اسرائلي ؟ ". واضافا :" اننا مبعوثان على حساب الحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي يضم في صفوفه عربا ويهود". لم احس بالخجل حينها لما كان يجري في عروقنا من كره ومقت لكل ما هو موجود في اسرائيل، حتى وان كانوا عربا او يهود يؤمنون بعدالة القضية الفسلطينية. لاننا كنا مخدرين تقوم ماكنة الإعلام العروبي بغسيل دماغ يومي من اجل ان تبقيه محسورا في اطاره الشوفيني، كما يفعله اليوم الإعلام العربي باسماء جديدة ونغمة مختلفة تمثلانه قناة "الجزيرة" و"العربية" كافضل تمثيل، لان ما يقومان به ليس له دخل البتة في الدفاع عن قضايا الامة او الدين وانما تاجيج روح الحقد والعداوة وتشجيع الارهاب وجز الرقاب. واليوم اشعر بالخجل من تصرفي ذلك، بعد ان نقلت عدسات الكامرات لقاء عرفات مع اسحاق رابين او شمعون بيرز، مع يهود باراك، او لقاء القادة الفلسطينين مع بنيامين نتنياهو او شارون، كما وان قضية سمنت الجدار الفاصل لا زالت تتفاعل على الساحة الآن. كانا الشابان العربيين مملوئان حبا لوطنهم فلسطين،كما هو حال الاغلبية منهم المتواجدة في اسرائيل مثل بشارة والطيبي اعضاء الكنيست الإسرائيلي والآف غيرهما، لكننا كنا نعيرهم بوجودهم في اسرائيل. تعجبت بجرأة الصديق الدكتور رشيد الخيون في نشره مقالا في إيلاف قبل اسبوعين عن اليهود العراقيين، وكذلك مقالة الصديق الدكتور عزيز الحاج عن الكاتب العراقي سمير نقاش في نفس العدد واخيرا كتب الدكتور علي ثويني حول نفس الموضوع. أن التطرق إلى موضوع يشير إلى اليهود العراقيين والجانب الجيد فيهم، لا زال يثير الشكوك ويتهم من يقترب منه بأسوأ النعوت وابسطها "العمالة" التي يطلقها مرتزقة البعثفاشي الساقط في بغداد، من عراقيين وغيرهم. وقد تعرض الاستاذ عزيز الحاج شخصيا لعدة حملات شتائم واتهام في صحف عربية لندنية لكونه تطرق للمذبحة الهمجية وعدد ضحايا العراقيين اليهود في حملة " الفرهود". وكانت المقالات عن الكاتب العراقي سمير النقاش مهمة لتعطي وجهة نظر الوطنين العراقيين نحو مختلف اطياف الشعب العراقي، بغض النظر عن الدين او القومية او نسبتهم في المجتمع. تعرف العراقيون في الغربة، وانا منهم على سمير النقاش من كتاباته في صحيفة المؤتمر المعارضة التي كانت تصدر من لندن بعد ان استكتبه الاستاذ حسن العلوي، رئيس تحريرها. كان هم سمير النقاش ان تقر عينيه بلقاء بغداد، وعاش على ذلك الامل كما هو حال الآخرين كي يدفنوا تحت ثراى العراق مع آبائهم واجدادهم الذين عاشوا فيه لاكثر من الفي عام. لقد عانى النقاش وآلاف اخرى من العراقيين اليهود من التهجير والتشرد وهموم العيش والمرض، و تعب هو وغيره من الحنين الطويل الى الوطن العراقي. حنين أمتد لاكثر من نصف قرن من الزمان. كانت كتاباته تعبر عن حس رائع لكاتب مغرم بوطنه العراق. كانت لغته الكاتبية اللغة العربية ولم يستخدم أي لغة اخرى في التعبير عن مشاعره. ولا يمكن نسيان ما قاله وهو يصف وضع اليهود العراقيين في إسرائيل" أهانونا حين رشوا علينا د.د.ت (لتطهير) كل آت من العراق ". وذكر الدكتور رشيد الخيون في مقاله في إيلاف عدد 7 تموز الجاري تحت عنوان " سمير نقاش، يا حامل العراق بين جنبيك " نصا للنقاش في اهدائه له كتابه "المقرورين" الكلمات التالية: " حكايتنا نحن العراقيين المقرورين منذ أصبحنا منفيين عن الوطن..شذاذ آفاق تحملهم رياح الغربة إلى كل حدب وصوب". لعبت رياح الغربة بسفينة سمير نقاش تقلبها من شاطئ إلى آخر، كل أرض لديه دار سفر واغتراب، فهو المسكون بالعودة إلى بغداد يأمل فيها ولديه، ويخلق لنفسه المتاعب مع زوجته المصرية الأصل، التي لا تتحمل مسايرة جنونه ببغداد، وكأنه لم يرَ مدينة غيرها، ولم يزرع ذكريات لم تسقها مياه دجلة. ليس من باب المبالغة أقول:" كان يحب أبا حيان التوحيدي، ويستأنس بكتابه "الرسالة البغدادية" لأنه يحب بغداد ". وان نسيت انا شخصيا فلا استطيع ان انسى ابراهيم اليهودي، بائع الصحف في فيينا الذي كان ينتظر العودة إلى وطنه العراق وبقي فقيرا في اوربا كعراقي، ولم يقبل الذهاب إلى اسرائيل او قبول مساعدات المنظمات الصهيونية إلى ان وافاه الاجل غريبا كالاف العراقيين الآخرين في دول الشتات.
كان لي شرف المساهمة مع الأستاذ مير بصري في احد المؤتمرات العلمية في لندن في نهاية الألفية الثانية وكانت كلمته من الحرارة والدفئ العراقيين لم يستطع الحضور بعدها دون ثنائه بالتصفيق المتواصل له. والاستاذ مير بصري، على الرغم من ثقافته الموسوعية واجادته العديد من اللغات ومنها العبرية، لكنه بقي صاحب النزعة العربية ـ العراقية التي تاثر بها الكثير من الشباب اليهود فاستقوا من مناهل الادب العربي. وتعلم بصري العربية على يد العالم محمود الوتري.
في نهاية الشهر المنصرم حضرت ندوة عنوانها " تذكر بغداد " اقيمت في العاصمة النمساوية بمساعدة المعهد النمساوي للعلاقات الدولية جمعت عراقيين يهود ومسلمين حول مائدة مستديرة، نيابة عن الصديق عبد القادر الجنابي الذي لم يستطع الحضور لمرض عارض الم به، وقد دعي الجنابي لمكانته الادبية ككاتب وشاعر عراقي مرموق، ولكونه بغداديا. كدت مرة اخرى أن ارتجف للقاء اسرائليين، ولكن هذه المرة ليسوا من عرب 48 وانما يهود. وبعد انتهاء الندوة اشعر بالامتنان لصديقي الشاعر عبدالقادر الجنابي الذي اتاح لي فرصه تمثيله وان التقي بعراقيين يحبون وطني، وهو وطنهم اكثر من أي وطن آخر. يبكون ويبكي كل وطني عراقي إذا سمع خواطرهم عن بغداد والعراق وأهله. ان جذوة الشوق والحنين تتأجج تحت جوانحهم لعمر، مهما كان قصيرا، قضوه في وطنهم، كما نفعل الان نحن المهاجرين الذين خرجنا من العراق بعدهم بعقد او عقدين من الزمان بعد وصول زمرة البعثفاشي إلى السلطة. تعلمت من ذلك اللقاء الذي حضره ايضا فلسطينيون من عرب 48 ومن الضفة الغربية بان العلاقات الإنسانية ليست لها حواجز ولا يجب ان تكون، وان يهود العراق هم اكثر وطنية وحمية عليه من اولئك الذين يدعون العروبة والاسلام ويرسلون السيارات المفخخة والاجساد الرخيصة لكي تغتال العراقيين وتحاول ان توقف تقدم العراق في بنائه موحدا ديمقراطيا يتساوى فيه الجميع، بغض النظر عن القومية والدين والمنطقة. وعلى الرغم من كل المعاناة والإجحاف التي لاقاها يهود العراق من السلطة العراقية، بقوا عراقيين أكثر من قادة النظام الساقط مجتمعين، وهم اوفى له واكثر قربا إليه واخلص عاطفة نحوه واصدق قولا في حقه من الكثير من رموز النظام الهاربة او التي لازالت ترفع السلاح لقتل العراقيين.
كان اليهود العراقيون الحاضرون في الندوة كتابا كبار يعتزون بعراقيتهم ومؤلفاتهم تشهد على ذلك وهم يمثلون عينة من الذين رحلوا مجبرين من وطنهم عن طريق مؤامرة ساهمت بها السلطة العراقية في حينها والحركة الصهيونية العالمية، فعملية تسفيرهم من أرضهم كانت عملية اجرامية لا تختلف عن تسفير آلاف العراقيين في سبعينات القرن الماضي على ايدي عصبات البعثفاشي. وكتب الدكتور عزيز الحاج في مقالته في "إيلاف" عدد السابع من تموز/يوليو الجاري : "لقد عكست أعمال ومقالات الراحل المبدع كل الحب والحنين والعشق لبغداد التي أصدر حكامها عام 1951 قانون إسقاط الجنسية عن اليهود، وفتح الباب لهجرتهم. ولكن الذين هاجروا برغبتهم كانوا قلائل، مما أزعج الصهاينة وحكام العراق معا، فانبرت المنظمات الصهيونية السرية وبإشراف ضباط إسرائيليين قدموا سرا، لاتخاذ عمليات تلقي الرعب في نفوس اليهود العراقيين. فجرت عدة تفجيرات مريبة في أماكن لقاءاتهم، وامتدت أصابع الاتهام عن عمد للعراقيين، فانتشر الرعب بين اليهود وراحوا يهاجرون بالجملة ومن مطار بغداد، وقد حوكم في السبعينات في إسرائيل نفسها أحد كبار الضباط الإسرائيليين الذين نظموا وخططوا لتلك التفجيرات، ونشرت مجلات فرنسية صورهم ووقائع المحاكمة ".
كان عدد اليهود العراقيين عام 1947 حوالي 118000 الف شخص والكثير منهم رفض العيش في إسرائيل او اعتبروها محطة غير مريحة لهم. ولعب اليهود العراقيون دورا مهما في نهضته بعد سقوط الدولة العثمانية وقبلها في مجالات عديدة كالتجارة والتعليم وساهموا مع البعثات التبشيرية بانشاء المدارس منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وإذا عدنا إلى الوراء فقد كانت في بلاد ما بين النهرين اولى الجامعات العلمية اليهودية في منطقة تكريت الحالية. وفي المجال التجاري يعرف العراقيون مقدرة ودماثة اليهودي العراقي في التعامل وكان موضع ثقة، عكس التجار العروبين في داخل العراق وفي خارجه التي يخجل المرئ من ذكرها،وما قصة التاجر في احدى الدول الخليجية مع الخبير العربي إلا واحدة منها. كتب اكثر من واحد كما جاء ت الكثير من التقارير عن العراقيين اليهود حيث يفضل الفلسطينيين التعامل معهم لرئفتهم وحبهم للعرب على عكس اليهودي المغاربي أو اليمني الذي كان حقودا ( د. علي ثويني في مقاله "طوبا يا سمير نقاش... نقشت أنت واليهود وداً على قلوبنا"، إيلاف )، حتى الذين وقعوا في الاسر من العراقيين لاقوا المعاملة الفاضلة من السجانين إذا كانوا من اصول عراقية.
ساهم في ندوة "تذكر بغداد" عدة باحثين ومؤرخين وكتاب من بينهم الروائي شمعون بلاص، سامي زبيدة، سامي ميخائيل، خالد القشطيني..والمؤرخ والصحفي نسيم رجوان، مؤلف العديد من الكتب مثل موجز تاريخ يهود العراق من سبي بابل إلى نزوحهم عام 1951، وكتابه تاريخ يهود العراق عبر التأريخ وغيرها من المؤلفات المهمة. وبدأ رجوان عمله الصحفي في جريدة "الأوقات العراقية" وأدار مكتبة الرابطة لجمعية "الرابطة" التي رئسها السياسي العراقي الاستاذ عبدالفتاح إبراهيم. ارتبط نسيم رجوان بعلاقات صداقة بالادباء والشعراء العراقيين، وكتب عنه الكثير لمواقفه الإيجابية والحيادية وايمانه بالتعايش السلمي بين العرب واليهود. ومنذ اول يوم وصوله إلى اسرائيل كتب ضد حكوماتها المتعاقبة، وهو من اوائل الداعين إلى منح عرب اسرائيل حقوقهم الكاملة. ودخل في معارك فكرية عنيفة مع عدد من الجامعين والصحفين الذين كتبوا عن الإسلام وعلاقات العرب واليهود وموقف الإسلام من اليهود عبر التأريخ وكان دائما منصفا في طروحاته. كانت ارائه جريئة متحررة من القديم ومن الترسبات الدينية والقومية اليهودية. وبقي تعامله مع العالم الجديد الذي رحل إليه مرغما، كعراقي يعتز بعراقيته. قال لي على هامش الندوة :" ان من السهولة اقتلاع اليهود من بغداد ولكن من الصعب اقتلاع بغداد من قلوب يهودها". ولم يتخذ رجوان من العبرية لغة لمؤلفاته وانما الانكلزية كما ابقى الكثيرون منهم اللغة العربية يؤلفون بها كما هو حال سمير نقاش ومير بصري والكثير غيرهم. قال نقاش في الكتابة بالحرف العربي دون الحرف العبري: "أنني أعشق هذه اللغة التي نطقت بها أول ما نطقت، وأستطيع بواسطتها التعبير عن دواخلي بشكل أفضل، فلماذا أقيد نفسي بلغة أعرف عنها أقل، وهي العبرية؟ ثم أنها تؤكد انتمائي العضوي إلى أصلي العراقي" (رشيد الخيون في مقاله سمير نقاش يا حامل العراق بين جنبيك. إيلاف عدد 7 تموز/يوليو الجاري). اتذكر رسائل السيدة اليهودية العراقية للاستاذ سعد صالح جبر والتي نشرها في جريدة "العراق الحر" التي كانت احد المنابر المخلصة المعارضة لنظام البعثفاشي في بغداد والتي جاء فيها بانها تحلم ان تقف مرة اخرى قبل ان تموت على ضفاف دجلة وتشم طيب هوائها. وهي عكس اولئك الذين يحلمون ان يساعدوا اراهبيا يريد ان يقتل طفلا عراقيا. ان العراق المحرر من استعمار العوجة وفكر البعث الشوفيني يجب ان يكون وطنا لكل من أحبه واحب شعبه وثقافته، أحب أرضه الطاهرة وتراثه ومقدساته الشاخصة فوقها ويفكر وينتمي إلى "العراق اولا"، فهو برأي الوطنين العراقيين، عراقي يستحق شرف الانتماء إلى مهد الحضارات وميلاد ابي الانبياء إبراهيم دون استثناء. ان العراق له خاصية مختلفة عن الشعوب العربية الاخرى حيث يضم عدة قوميات وديانات مختلفة كانت متعايشة خلال مئات القرون اسقط ذلك التعايش في عصر الظلم والارهاب البعثفاشي الذي استمر لاربعة عقود كاملة، لا بد له ان يعود لشعب العراق بقومياته ودياناته من جديد. واخيرا انقل نصا للكاتب الدكتور علي ثويني من مقاله "طوبا يا سمير نقاش... نقشت أنت واليهود وداً على قلوبنا" نشر في إيلاف عدد يوم 17 تموز / يوليو الجاري، لربما يفتح قلوب فقدت الابصار على الرغم من عيون ترى :" مازلنا نسمع سدنة السياسة والثقافة والدين يتشدقون في ملئ أسماعنا.. اليهود.. اليهود.أقتلوهم..دون أن يلعبوا دور القدوة في منظوماتنا الحياتية. لكننا نفيق على حقيقة مفادها أن أخي لم يقتله يهودي ولم يغتصب عرضي يهودي ولم يسفرني ويشردني يهودي ولم يصادر أملاكي يهودي، وإنما حدث كل إنتهاك لإنسانيتي من طرف بعثي ومسلم، لقد انتهكت أعراضنا من قبل عدي وصدام وطلفاح ثلاثة أجيال من الأوغاد،وحدث أن "رش"علي كيمياوي سمومه على أهلي الكرد وهم يرتعون في أمان الله.. لقد سامنا البعثيون عذابات الدنيا غير منقوصة، وجدت تايدا من طرف "أشقائنا" الأعراب، الذين لعبوا دورا إعلاميا خبيثا ومازالوا،ومارسوا معنا الكبائر حيث عاملونا بازدراء وبخسوا بقيمتنا كبشر وتاجروا بنسائنا وباعوهن في أسواق نخاسة عَمّان ودبي،ثم طردونا من "جناتهم" الواهية،والأهم أنهم يحتضنون اليوم أعدائنا من أذناب البعث ويصدروا لنا الإرهاب والموت وبن لادن والزرقاوي، ثم رأينا على رؤوس الأشهاد أن الفلسطينيين يرفعون صور صدام في بيوتهم،وينصبون العزاء لعدي وقصي في مرابعهم".
الم يحن اليوم الذي يعيد فيه العراقيون حساباتهم داخليا ومع العالم الخارجي وتحديد من يحب بغداد "العراق " اكثر؟؟؟
[email protected]