سقط تمثال صدام وجاءت تماثيل الخمينية (1/2)


الحرب الايرانية الثانية مع لعراق: ربيع العاطلين عن العنف والذبح

وفي جردة بعيدة عن الشق التنظيري المجرد،فان ايران تصرفت مع العراق،منذ اليوم الاول كمصدر خطر وجبهة مخيفة لاوضاغها، ناهيك عن كونها مادة دسمة للعاطلين عن العنف ممن لا يجد تعبيرا عن ديانته بغير عنفه،بحيث ان الحرب التي تخوضها مرة جديدة ضد العراق هي حرب ثانية!! وبشكل ابشع وانذل من ذي قبل،حتى ليبدو وضع العراق الجديد قد احدث انقلابا مبهما داخل التركيبة الايرانية بحيث سقطت مساحيق ما ادعته من الديمقراطية الاسلامية وانتصر الحكم المطلق لطغاة الفقه وولاياته الشريرة ،وهذا التطور جاء في اعقاب اعلان الحرب وحكومات حرب غير معلنة أدت بمركزة السلطات وتحجيم الحياة الدستورية وتاليا ما شهدناه من تازيم مفتعل بين الاصلاحين وهزيمة الاخيرين امام المتشددين ،حيث استعادوا ربيع الفتاوى الشيطانية مرة جديدة، فانتصرت الخمينية التمامية على الخاتمية الاصلاحية.


تصدير الارهاب والمخدرات ذللت خلافات الفقه الديني بين القاعدة وايران.
الجدير بالالتفاتة هو رصد تاريخ العلاقة المخابراتية بين ايران والقاعدة،وهذا ملف ينبغي ان يتعامل معه المجتمع الدولي بطريقة جدية بعيدة عن أي تقصيد تعبوي ودعائي،ذلك لانه لا يحتاج لدعاية كاذبة اثر شواهد دامغة وعلامات فارقة تؤكد هذا الزواج المثلي والسري بين القاعدة وايران،حتى لا ولن يجب استبعاد الدور الاساسي لايران في احداث سبتمبر،ذلك لان التخطيط ودقته لا يمكن ان يكون خلفه جماعة مليشوية متخلفة لم ترتق الى هذه الدقة والتخطيط،ولعل ملف التورط الايراني عن طريق تحويل البعثات الدبلوماسية الى ثكنات ارهاب واجهزة مخابرات،الى مهربي مخدرات، كما حدث مع الوزير الطباطبائي في عهد الخميني حين مسكته السلطات الالمانية،وقد حشي حقيبته الدبلوماسية بآيات التخدير والكوكائين الشيطانية، كما يتداوله مزارعو الحشيش في بعلبك،ممن حسم امره مع حزب الله،بانهم يستخدمون الحشيش كسلاح لتدمير دول الكفرة،وهذا فولكلور متداول لتجار الحشيش سواء في افغانستان او ايران،والحال نفسه الان يحدث في العراق،وقد ادلى لي بعض اقاربي من سائقي الشاحنات، بالاغراءات الايرانية الكبيرة لقاء تهريب مخدرات الى العراق،اذ لا ندري هل ان ايات الله تصدر قرائين ام مخدرات ومتفجرات وقتلة؟
بضعة عشرات من الاحزاب والمؤسسات والتنظيمات،تسللت الى العراق حتى بات العراق محتلا وبالكامل من قبل ايران،اذ نخشى ان يكبر هذا اللوبي الشعبي باتجاه الحكومة فياتمر رئيسنا ووزراءنا باوامر ولاية الفقيه،وهذا ما دعانى منذ اول زيارة للعراق بان اطلقنا لقب اية الله الاعظم على الحاكم المدني بريمر،لان كل شيء يجري لاغراض احتلال العراق من قبل ايران، امام ذلك الصمت الفضي للاطقم الاميركية والحلفاء فالعراقية،وهكذا بموازاة الانقلاب الداخلي في ايران وانشاء حكومة حرب غير معلنة،جاءت قناة "العالم" الفضائية كمحصلة موازية للاعمال المخابراتية العليا،فهي تعمل بنفس السياق والموازاة،اسوة بفكرة وسلاح النسف والتخريب السيكولوجي،كما اشارت الوثائق الى تبعية هذه المحطة الى جهاز مخابرات ولي الفقيه،اقصد جنرال المخابرات الاول علي خامنئي..ولعل الاعمال داخل العراق تتخذ اتجاهات متعددة تبدو للسذج او الراغبين بالاستغفال ممن يفرق بين مقتدى وقوات بدر وتفريخات الاحزاب الاسلامية،من مثل حماس العراقية وحزب الله والطليعة وثار الله وملاحق الله العديدة، فانه اما مستجبن او يحتاج لنظارات عقلية كي يرى الحقائق،يضاف الى ذلك التعاون الموثق بين جماعات النظام وايران. وفي سياقه ايضا الخبرة الطويلة المخابراتية الايرانية وهي تركز على كسب الاطراف السنية بدهاء مثير كما حدث في كل اصقاع البلاد الاسلامية،حتى وان بدا التمويه والتغطية على قنوات التعامل، ان يجري افتعال الحرب المذهبية ،ففي عرف الاعمال الامنية لاشيء قابل للنجابة والحصانة الادبية،وربما كل منطقة اخلاقية في هكذا اعمال هي منطقة ضعف وخطر!!
كل المعلومات التي اشارت الى وجود افراد من القاعدة في ايران صادقة وموثقة،وهذا ينفي الحرب الفقهية المفتعلة بين التكفير السلفي للشيعة وبين قيادة مخابرات الله الايرانية،والا كيف يختار جماعات القاعدة الارض الايرانية ان لم تكن ثمة تحصينات سرية تهدف الى حمايتهم والتغطية عليهم،ومن هؤلاء كان الزرقاوي ومجموعة من اساطين الخناجر والسكاكين ناهيك عن الشخص السعودي المعاق الذي سلم نفسه بعد الاعفاء الملكي السعودي،وهو من ظهرت صورته مع ابن لادن بعد احداث سبتمبر،ولعل الزرقاوي هو اختراع ايراني مئة بالمئة،وهذا جزء من لعبة التعمية الامنية التي تحاول ترويجها المخابرات الايرانية،بدليل ان من القي القبض عليهم من الايرانيين اعترفوا بقيامهم باعمال مشابهة لما يشاع ان الزرقاوي وراؤها ،اذ تبدو التصريحات الخجولة شبه المحتشمة دبلوماسيا من قبل مسؤولين عراقيين ازاء هذه الجبهة الاجرامية تؤكد ان المخفي اعظم ،وهذا يرتب وضعا عدليا وقضائيا غاية في الضرورة،من اهم تحضيراته هو ملاحقة التيارات الاصولية والتابعة لايران باسم الخيانة العظمى وباسم الارهاب والجرم الواضح والا فان التهاون مع هذه الظاهرة يفترض ان نفكر بخبث عما يجول بخاطر الحكومة الجديدة.
ايران تدرك تماما ماذا تريد للعراق،ولاسيما تعويم استراتيجية الفوضى، وتسفيه المرجعية الدينية من خلال اغراقها الخبيث بهموم وطنية،وتاليا سرقة الرمزية الكارزمية العالمية منها،وهذا ما تولته ظاهرة مقتدى،وتاليا استدراج السيستاني لهموم موضعية وطنية،وايقاعه بفخ المرجع الوطني وليس المرجع الكوني والفاتيكاني الذي رافق تاريخ النجف،وقد نجحت المخابرات الايرانية باغراق السيستاني والمرجعية بصبيانية مقتدى وخلق تسفيه مقابل للمرجعية عبر محاولة جعل كبرها الاعظم ندا صغيرا لهذه الصبيانية "الصدرية"،وفي كلا الحالتين سنتجح بالفخ!! اما تعويق انتصار الديمقراطية ناهيك عن الارث الفولكلوري الاستعلائي والاستعدائي ،ومن هنا فما ان سقط النظام حتى قامت بغزو الاراضي العرقية وتقدم كيلومترات كبيرة داخل مناطق البصرة،على ما ذكره الجيش البريطاني الذي ارسل تحذيرا بذلك،يضاف الى قوائم الخروقات اليومية محاولة جعل العراق سكراب وخردة مادية واخلاقية،حيث تدار اخطر عمليات التهريب على هذه الحدود،وفوق كل ذلك وجدت محاكمة صدام مناسبة لاطلاق بكائيتها والمطالبة بتعويضات ،في وقت يجب ان يطالب العراق والعراقيون بتعويضات كبيرة،ولاسيما ما احدثته من ماساة انسانية للاسرى والمهجرين وفي جبهات حربها البشعة،حتى ان قوات بدر التي جاءت بمحمول وطني نضالي كانت مجرد منظمة اجيرة لدولة خارجية ،ذلك لان الحرب ليس مع عائلة صدام وشخصه بل كانت ضد العراق وضد ناسه وعمرانه واهله،وكان الملالي قد وجدوا ربيعا دمويا لمشروع العنف الديني الذي يشكل مرتكز هيامهم وعبادتهم الالهية،حتى ان اصواتا كثيرة طالبت بوقف الحرب الا حين تجرعها الخميني كجرع السم، كما لو ان العنف والدماء المهدورة عسلا والسلام جرعة سم. في موازاة ذلك يطالب وكلاء المخابرات الايرانية ممن كان عملهم بشكل مباشر مع الاجهزة السوداء،بدعم مطالب ايران حول التعويضات والشكاوى ضد صدام كما لو ان ايران كانت تقصف العراقيين بالزهور والبامية،في وقت ان الشعب العراقي يكبت مرارة شكوى ضد مجرمين هما:صدام والخميني معا لانهما اقترفا اكبر جرائم العصر بحق الشعبين خلال الحرب او الانظمة القمعية والمقابر والسجون حتى بنوا دول التوابيت وصناعة الموت.
اسوء من كل هذا يدخل وكلاء المخابرات الايرنية بمناصب حساسة تصل الى رتبة وزير او وكيل وزير،وكل ذلك يتسلل بمحمول معاداة صدام او رجمه ومقاتلته،كما لو ان الجنود المرغمين ،الذين جزت حروب الملالي وقوات بدر رقابهم كانوا ليس ابناءنتا ولا اخواننا ،أي كل العراق يجب ان يفكر من الزاوية الايرانية كي يكون معاديا لصدام...والا فاثم التخوين وشماعة صدام بالمرصاد لمن لا يكره ويحب على الطريقة الايرانية،ككل الاحزاب التوتاليتارية،وهكذا عاد الخونة والقتلة والعملاء ابطالا، نخشى على مصيرنا من تقريره بايديهم التي احتلت المناصب الحكومية،هل يعقل هكذا ديمقراطية؟ حتى اميركا لم تجد هذا التموّع الديمقراطي،أي تعتبر العمل لحساب دولة يعد وجهة نظر ديمقراطية!!انها مثل ديمقراطية ثيران تتناطح في شوارع اسبانيا.
في الخلاصات لابد من تجريم وكلاء النظام الايراني وملاحقتهم بل وزجهم بالسجون على ما عملوه الان وفي الامس، اذ من العيب ارضاء دولة شريرة لقاء خسارة جحافل من المرغمين على الحرب،وقد ترك هذا الدلع السياسي حيال ايران شعورا ذميّا في نفوسهم واحلامهم المعذبة وقد اعتقدت ان شفاعة الالم الطويل في سجون الاسر الايرانية كان فداءا لوطن جعل تضحاياتهم اثما!! ايعقل هذا ؟؟هل يعني قتل اسرى حرب او تعذيب سجناء واسرى عراقيين بعمل معادي لصدام؟ انه كان ضد العراق كله، فلا يمكن المزج بين معاداة بلاد ومعاداة حاكم،وايران اثبتت انها ضد شعب ووطن واماني وعمران وسلام واستقرار العراق،وقد كرست كل مقولات صدام بعد ان زال ورحل،الا انها بقيت تكرس عداوة مستحكمة استراتيجية وابدية لا تتوقف وان تبدل طاغية،لانها اصلا باب لكل طغيان وقهر وبشاعة وخراب، لم يطال العراق وحسب بل يمتد بشعاع في كل اصقاع العالم،انها مافيا تمكنت من تطوير الاجرام وربطه بالاهيات بعد ان كان شيطانيا، ومن يستطيع جعل الشيطان الها، لعمري يستحق كل القاب الدهاء والذكاء ،وبهذا فانها سلبت حق الشيطان في الجريمة بعد طبعت على اعماله عمل الارباب.
هذه المادة برسم الحوار الساخن،فلقد تجاوزت ايران كل الخطوط،حيث تحاول تهريب الانقلاب الداخلي على الاصلاحيين باستدراج العراق لحرب جديدة،ونحن اذ ننحني للطاقات المتنورة المكبوتة والمعذبة داخل ايران،ممن تعيش الضرر اكثر منا،نامل واياها ان نكون فاتحة تاريخ جديد مشبع بالمناعة ضد المتطرفين والمجرمين في البلدين،كذلك لا يسعنا والحال هذه الا ان نعتبر ان تهاون الحكومة العراقية مع المجموعات الايرانية وتاليا وجود رموزها في مناصب حكومية لهو سابقة امنية خطيرة،ولعل تصريحات وزير الدفاع العراقي التي اعادت الثقة بانفسنا وبلادنا التي اعتبرناها محتلة بوكلاء ايرانيين وتواطؤ عراقي واميركي،نطمح الى ان يترجم وزير الدفاع مقولته باعتقال كل العاملين جهارا وسرا لمصلحة ايران وان كانوا في مناصب حكومية عليا،لان امن البلاد وحياة الناس فوق هذا الخنث السياسي والدلع الدبلوماسي..فحذاري من اسلحة الباراسيكولوجيا الفتاكة،وقد اسرت كل هذا الرتل الانتحاري المضلل باستمناءات الجنة،فطاردوا الجنة الميتافيزيقية على الارض لانها مصادر كل هذا الجحيم،،،طاردوا الجنة سيتوقف الجحيم،والجحيم الان في غرف نومكم وفي بيوتكم!! من المخيف ان يعامل العالم دولة مافيات شريرة بما اعطاه من حصانات دبلوماسية وثقة دولية،لان هذه الدولة ستستغفل هذه الاعطية ،فاما تخطف البعثات الدبلوماسية كما حدث للسفارة الاميركية في ايران واما تحيل سفاراتها وبعثاتها الى ثكنات وملاذات للقتلة والموت والارهاب.