دردشة على فنجان قهوة…..

لا يمكن لاي مجتمع في الوجود تتقاذفه صراعات محتلفة منها طائفية وعنصرية و دينية يجد له ملاذا حقيقيا في أستقرار امني الذي يؤدي الى تطوره نحو حالة مستقرة تكون مناخا جيدا لاجل تحقيق طموحات كثيرة هو بحاجة اليها خاصة وقد نٌكِب في ظلم فترة حكم بعثي وقدوم جيش محتل لم يقصر في دك البنية التحتية ومعالم حضارته.
هذا واقع العراق اليوم....وهو واقع مرير اخشى ان استمر سيكون تقسيم الوطن امر مرجح بل مؤكد عندها سيرفع اسم العراق من الخارطة الجغرافية وكافة خرائط الوجود لدولة تنتمي الى هيئة الامم المتحدة.
يوم اعتلى فيصل الاول عرش العراق الهاشمي عمل جاهداً على ترسيخ مفهوم جولة معاصرة آنذاك ونجح نسبيا في ذلك اليوم واصبح للعراق وجود يعمل المواطنين على التمسك بوحدته وثبات حدوده في 1921-2004.
هذا هو دافع اللذين يرفعون شعار المصالحة الوطنية.وهي مصالحة واقية من الانزلاق في فوضى صراعات سعى النظام السابق على تفعيلها....وجاء الامريكان ليعزفوا على وترها...لذا نجد نغمة الطائفية والعنصرية كانت واضحة في تشكيل مجلس الحكم المؤقت....ولازال هذا الوتر القبيح شغالا حتى في تعين 47 سفيراً جديداً.
في رأي أنه لا يمكن ان نقضي على هذا التعامل الكريه الا بايجاد صيغة مصالحة....ولا اقصد بالمصالحة هو ان يصل الاطياف على نسبة ثابتة من الحصص وفق تصور كل طائفة بنسبة تواجدها في المجتمع، بل نقصد المصالحة الفكرية التي تبحث حوارات صحية صريحة تؤدي الى قناعة تامة ان مفهوم المواطنة هو ان نرفع مصلحة العراقي في العراق، وهذه هي الغاية والهدف وخط سير كل من يعمل بالقضايا العامة سواء كانت سياسية او اجتماعية او اي نشاط اخر يتسم بالعمومية.
هناك من يقول من يصالح من وكيف تصالح القتلة من البعثيين، مثلا ان المصالحة التي جرت في جنوب افريقيا كانت بين البيض المستعمرين وبين السواد الاعظم من شعب الافارقة السود، فالفارق اوسع مما كان في جنوب افريقيا وبين واقع الحال في العراق.
العراق رغم اختلاف تركيبة مجتمعه بين طوائفه واختلاف الجنس والدين ولكن لم يكن هناك تعامل اجرامي لبغض هذا الشعب من قبل البعض الاخر.... ليس هناك حرب اهلية بين الشيعة و السنة كافراد وليس بين الكرد والعرب او مع الاقليات الاخرى ولكن فئة البعثيين كابت بقيادة مهندس القادسية وراسم خريطة الارهاب صدام حسين قد اتخذت طريقا دمويا تصفوياً على مدى 35 سنة ليس فقط ضد الشيوعيين واليسار الديمقراطي ولكن كل الفئات وكل الطبقات، ونجح صدام حسين في توزيع الارهاب والظلم والرعب على جميع افراد الشعب من شماله في دهوك الى جنوبه في الفاو.
هذه الفئة يراد منا ان نجلس معها وعلى طاولة واحدة لنتفاهم ثم نغفر اذا اعتذر المجرم لذوي ضحيته.
نعم اصاب هذه الفكرة في جنوب افريقيا بعض النجاح ولكن كم هي نسبة هذا النجاح امام وحوش ملطخين بدماء الشعب من الرأس الى القدم.
برأي ان هذه الفكرة غير واردة وغير مقبولة بل على السلطة ان تغربل هؤلاء سواء عن طريق درجته الحزبية او اعماله و تقرر من تحيل الى القضاء ومن تقوم في محاولة تأهيلية مجدداً.

ولكن ما نقصده بالمصالحة الوطنية العراقية هو الوقوف بحزم ووعي من محاولات الاستعمار وكل القوى المعادية في نشر العداء بين العراقيين بأسم الطائفية وان الشيعة قد ظلمتهم العهود السابقة وان هذا اليوم هو يوم استلامهم السلطة....وبعض الابواق تريد الانتقام من السنة و بالعكس...
ان معظم الحزبيين كانوا من الطائفتين من الشيعة و السنة ولا تتوقف على المذهب بل على قوة الاغراء المادي و الخوف الذي يهدد الرافضيين للانتماء.
ومع التأكيد ان الشعب العراقي يملك من الوعي والادراك السياسي مما افشل هذا التحريض ولكن لا يزال هناك ضرورة الكلام والمناقشة فيه لاستمرار التوعية بالنسبة للناس البسطاء.
لغرض الدعوة للمصالحة الوطنية يجب ان يكون هناك أجراءات تؤدي الى تقارب طائفي عنصري وديني، فالعراق يحتاج الى مسيرة ديمقراطية تضم رجال الفكر من كل المدارس ليكونوا قادة فكر و عناويين لامعة في حماية عراقنا العزيز من الانزلاق في اي شيئ يكدر وحدة واستقلال العراق وبالتالي طرد الاجنبي المحتل....

رئيس(محامون بلا حدود)
[email protected]