دردشة على فنجان قهوة.....

امواج عدم الاستقرار تلاطم جدران استقرار العراق والشعب العراقي يؤدي جزية فقدان الاستقرار، واذا لم يختلف اثنان فان الاحتلال هو السبب الرئيسي في كل هذا وذاك ولا نريد الدخول بالتفاصيل ولكننا لا نختلف مع قراءة واقعة في ان زيادة دخل الفرد العراقي نتيجة لزيادة الدخل القومي هي طريق تدريجي نحو الاستقرار.
دأب النظام السياسي السابق على تجريد العراقيين من كل ما يؤدي الى الاستقرار المادي فالاجور ضعيفة والشعب باكثريته دون خط الفقر، والزراعة في تدهور خاصة في الاهوار والمناطق التي تحناج الى مواد واسمدة اذ اطبقت كماشتي التخريب منها الحصار الظالم ورغبة صدام في محو العراق من الخارطة الجغرافية،فأصبحت حالة الشعب على ما هي عليه الان.
الحاجة الانية لاخراج العراق من وضعه الحالي هو الاستمرار في بناء البنية التحتية التي سوف تؤدي الى الدورة الاقتصادية الاعمارية الى ايجاد اعمال لجيش العاطلين الكبير وخاصة بعد الغاء وجود الجيش العراقي وقوى الامن، وقد استفاق بريمر على هذه الحقيقة وقرر خطوات منها اعادة الجيش واعادة توظيف الذين فصلوا من دون تحقيق والاستمرار في تلزيم مشاريع اعمارية بمقاولين عراقيين مما سيؤدي الى توفر السيولة في السوق العراقي وهذا يؤدي الى الحالات الاستقرارية التالية:
1- سيشعر المواطن العراقي بأطمئنان اكثر الى الغد الذي زعزعه الاحتلال.
2- سيكون لهؤلاء المشتغلون في تعمير العراق الاهتمام الاول في رفع مستوى معيشة عوائلهم وتربية اولادهم،وهذا لا يمنع استمرار محاربة الاحتلال بالطرق السلمية.
3- ستتكاتف فئات الشعب فيما بينها على مواصلة العطاء من اجل الوطن معتبرين ان اعمار العراق هو جزء من النضال من اجل مصلحة العراق العليا.

أن مجموع هذه العوامل وغيرها مهمه جداً وقد ذكر صاحب النظرية المادية ومنفذها بأن كلما زاد الدخل الفردي وارتفع وزن ثقل الجيب قل اهتمام المواطن نحو تغييرات طبقية.ولاثبات صحة هذه النظرية فأن آبان الاعتداء الثلاثي عام 1956 على مصر كان عدد العمال العراقيين اليساريين في المظاهرات اقل نسبته عما كان متوقع،حيث ان مدرسة نوري السعيد تلك السنة بدأت بضخ مبالغ كبيرة لمشاريع الاعمار ورفعت الحد الادنى لاجور العمال والكسبة.
وكانت مكونات المظاهرات الصاخبه التي اخترقت شوارع بغداد تتكون من العمال و المهندسين و الاطباء و المحامين وغيرهم، من هذا نستطيع ان نقدر اهمية توفير السيولة وزيادة الاجور و الدخل الفردي الان في العراق ضروري وهو طريقاً مركزياً للاستقرار.

رئيس محامين بلا حدود
[email protected]