مالجأت إليه الحكومة العراقية المؤقتة من إغلاق محدود ومؤقت لمكتب قناة الجزيرة القطرية في العراق هو إجراء سيادي بحت يلامس ويحاكي قناعات الغالبية الشعبية العراقية ويتجاوب تجاوبا إيجابيا وحضاريا مع تصورات ورؤى الرأي العام المحلي في العراق وحيث يخوض العراقيون اليوم حربهم الشاملة ضد الإرهاب الدولي والإقليمي والمحلي المدعوم إقليميا للأسف وحيث ثبت ومنذ زمن طويل نسبيا ضلوع (قناة الجزيرة) وعلاقتها ببعض أطرافه وخلاياه وشخوصه ورموزه !، كما أن التحريض والشحن العدواني المنطلق بوضوح وشفافية لاتخطئها العين الخبيرة ولاالأذن المجربة لم يعد أمرا مخفيا بل تحول لظاهرة وممارسة يومية وحيث تحول الدم العراقي المستباح والمسفوح وعمليات القتل والإختطاف والذبح اليومية لأشبه بلعبة (بلاي ستيشن) تلفزيونية! فالقتلة والمجرمين يذبحون ويسلخون الجلود ويسملون الأعين، ويخطفون الفقراء والمستضعفين من السائقين والعمال، وقناة الجزيرة تمرر الرسائل وتسهل الإتصالات وتكون الناطق واللسان الرسمي والشرعي لكل جماعات وفرق الموت والإرهاب القاعدية أو البعثية أو لتلك الأصوات الناهقة المجرمة المنطلقة من حناجر (هيئة علماء الخطف والإرهاب والقتل والنفاق في العراق)! أو تلكم الأصوات العربية المبحوحة والمؤيدة لسفك الدماء العراقية البريئة تعبيرا عن عقدة نقص وعداء أسود لحرية العراق والعراقيين، ومن متابعة الأداء الإعلامي لبعض برامج الجزيرة تتبين للأسف حقائقا مؤسفة للتحريض وإثارة العداء وتلغيم الوضع العراقي والتأكيد على جوانب القصور والسلبية وتضخيمها تضخيما مفرطا والتغاضي عن الكثير من جوانب التغيير الإيجابية، كما أن بعض برامج الجزيرة قد أضحت للأسف سوق عكاظ بذيء ومتوحش لتسويق الإدعاءات الظالمة ولتشويه كفاح ونضال الشخصيات العراقية المناضلة، ولبث السموم العنصرية والدعاوي الطائفية والتقسيمية وذلك عبر تسليط الأضواء على بعض (النكرات والمتساقطين) من المعتوهين والسياسيين الفاشلين والمرتبطين بالمخابرات العراقية البائدة وإبرازها على أنها رموز نضالية وكفاحية ضد الهيمنة الأميركية!! بينما ملفات ووقائع تلكم الشخوص تنبيء بفجائع ومآسي على حقيقتها وإرتباطاتها وجهلها لكل مايدور!، كما أن برنامج (منبر الجزيرة) قد تحول للأسف لمنبر للقذف والحقد والسب العلني المبرمج وبما من شأنه أن يثير كل أسباب وعوامل العداء العربي للوضع الجديد في العراق، ويبدو أن (الجزيريين) وهم يستنكرون إجراءات الحكومة العراقية المؤقتة التأديبية ويتذرعون بحرية الإعلام والرأي الآخر يتجاهلون أن التحريض والشحن الإعلامي وتشجيع الإرهاب والتواصل مع رسائل الإرهابيين والقتلة لاعلاقة له بقدسية وأمانة العمل الإعلامي؟ كما أنهم يتناسون تاريخا وثائقيا حافلا للعديد من الرموز الإعلامية في قناة الجزيرة يؤرخ ويؤطر لحالة التواطيء والتنسيق في الماضي القريب والقريب جدا! وقد ذكرنا في مقالات سابقة على مدى العامين المنصرمين نماذجا ثرية وموثقة لتلكم الوقائع والممارسات والوثائق!، والطريف أن (قناة الجزيرة) ورغم تعرضها لأزمات مماثلة مع العديد من الحكومات العربية سابقا كما حصل مع الأردن ومصر وليبيا والجزائر والمغرب والسودان والكويت إلا أنها هذه المرة قد بالغت كثيرا في إنتقاداتها لقرارات الحكومة العراقية المؤقتة التحذيرية واللطيفة والخفيفة حتى الآن!!! وشنت أوسع حملة من (اللطم) وشق الجيوب ونتف الشعور وأقامت سرادقات العزاء الإلكترونية متهمة السلطات العراقية بخضوعها لما أسمته ب (الإملاءات الأميركية)!!! ومن يستمع لهذا المنطق يتصور للوهلة الأولى من أن الجزيرة تبث من (جزيرة الحرية لصاحبها الرفيق فيدل كاسترو)!! أو أنها تلعلع من بين أزقة وزواريب جمهورية (الفاكهاني)!!، قبل أن تنذكر من أنها تبث على مقربة لصيقة من قاعدتي (العديد والسيلية)!! وإن مكاتبها في (أورشليم القدس) محمية بقوة (المحكمة الإسرائيلية العليا)!!، ومن أنها لاتبث من غابات جماعة (الدرب المضيء) البيروفية! ولاعلاقة لها بطيب الذكر (عبد الحسين جيفارا)!!... إنها لطمية جزيرية مضحكة تذكرنا بكل أصول وممارسات النفاق الإعلامي العربي الفضائي العدواني المتوحش الذي يحتمي خلف يافطات الحرية ليمارس أبشع إرهاب فكري ومعلوماتي !، الجزيريون في أزمة واضحة، ونتأمل أن يتعظ القوم ويحسنوا سلوكياتهم ويلتزمون بمواثيق الشرف الإعلامية... ولكنني واثق بعدم إمكانية تحقيق ذلك لسبب بسيط وهو أنه... لاأحد يتعظ؟.

إنها القرصة الأولى لمجاميع النفاق الإعلامية، فإنتظروا إننا من المنتظرين؟.

أما الحديث والثرثرة عن الإملاءات الأميركية فهو أمر يؤكد حقيقة : أن البعير لاينظر لحدبته؟ فياحبذا لو نظر أهل الجزيرة لحدبتهم قليلا؟

[email protected]