صراع تأجج في النجف الاشرف و المرء يحتار بهذا الصراع الذي بدأه مقتدى الصدر أبن الشهيدين اللذين أغتالهما نظام البعث الدكتاتوري الغاشم.
مقتدى الصدر من رجال الدين الاذكياء وأكثرهم واقعيه، دفعه الهاجس الوطني ان يركب موجة التمنع العراقي للوجود الامريكي مستغلا الرصيد الهائل لآل الصدر، تلك المرجعية الشيعية التي كانت أكثر عمقا في تواجدها الشيعي في العراق خاصة بعد ان استشهدا العم والاب بسبب مناوئتهما للنظام الصدامي.
لقد استطاع مقتدى الصدر ان يلف بعبائته الدينية فقراء بغداد الساكنين في مدينة الثورة (التي اصبح اسمها الان الصدر) وكل المحرومين المضطهدين والعراة والحفاة من هذا الشعب فكان له من المؤيدين الكثير الكثير من الانصار اكثر و اكثر بل تجاوز نفوذه الى جميع المذاهب الاسلامية والعناصر من اليزيدية و المسيحية والكل لهم قاسم مشترك هو طرد الاستعمار.
أن ظاهرة الصدر لم تأت من فراغ سياسي بل هي نتيجة مخاض طبقي أبتدأها صدام وأكملها الامريكان. هذا التأطير لحوادث النجف و لجيش المهدي ولتصرفات السيد الصدر تدفعنا الى القول أن جميع مقومات مقتدى لطرد الاستعمار متوفرة:
1- الصدر دعى الى التآخي المذهبي بين السنة و الشيعة وقد تجاوب السنة لهذه الدعوة وأصبحوا سدا منيعا ضد مؤامرات التفرقة الطائفية.
2- مقتدى الصدر كان مع مدرسة وشعارات سماحة آية الله علي السستاني في المقاومة السلمية للتواجد العسكري الامريكي ولم يبدأ مقتدى الصدر اي عنف الا بعد استفزازات الحكومة المؤقته بتوجيه أمريكي.
3- ان الصدر كان ابدا لا يمانع بعقد هدنة ووقف العنف والتفاوض لحل المشكلة باطار سلمي الا ان الحكومة الامريكية كان لها اجندة مغايرة وكانت تريد انهاء ظاهرة الصدر وانهاء حركته والقضاء على انصاره ومؤيديه، وبرأيي انا ان الخطأ الوحيد الذي وقع به مقتدى الصدر هو انه واقف على أنضمام غير ذوي الحس الوطني او ديني او مذهبي وكان هؤلاء من الذين اطلق سراحهم من السجون في العراق ايام الطاغية صدام حسين.
وبرأيي ايضا ان الحكومة اتخذت اجراء العنف لقمع هذه الحركة التي انضم اليها الكثير من المواطنيين، وبعد اشتداد المعارك وافق الصدر ان يترك انصاره مرقد الامام علي ودخلت القوات الحكومية مع قوات الامريكان واستولت على مشارف مركز المدينة المقدسة للنجف الاشرف، ويتسائل البعض..يا ترى من هو المنتصر في هذه المواجهه؟ القوات الامريكية واتباعها ام القوة الوطنية الرافضة للوجود الامريكي؟ برأينا ان النجف الاشرف،الفلوجة، الموصل وبقية حواجز العراق هي التي ستبقى و النصر لها في اخر المطاف ولكن قد يتأخر النصر ولكنه اكيد لا استقرار مع وجود الامريكان وعلى الدولة الامريكية ان تغير من اسلوب تعاملها مع العراق وان يكون بشكل حضاري حتى ينتصر دعاة المدارس العقلانية في نهج المقاومة الحضارية السلمية عن طريق الانتخابات....
ولكل ليل فجر قريب يلوح...

رئيس "محامون بلا حدود"