كما تعلمون ان العراق يمر في اسوأ حالة اضطراب و فقدان الامن داخل حدوده ولاشك ان المدرسة العقلانية التي يؤمن بها آية الله السيد على السيستاني و التي اطلق الدعوة لمسيرة عراقية تزحف نحو النجف الاشرف المنطقة التي وصل دماء ابنائها الى الركاب واصبح النجفيون بين سندان جيش المهدي و مطرقة الاحتلال.
ا – هل برأيكم هذه المسيرة مع اهداف الحكومة المؤقتة، وصولا الى انهاء ظاهرة الشاب مقتدى الصدر؟
2- أم هي اثبات الوجود السياسي للمرجعية وقوة تأثيرها على الشارع السياسي بعد ان كلم مقتدى الصدر بعضا من هيبة المرجعية في الشارع النجفي خصوصا؟
3- وعلى فرض ان فلت زمام الامن مع تواجد هذه الحشود الهائلة التي طلبت المرجعية زحفها نحو النجف الاشرف، فما هو الموقف؟ أيذهب السيستاني في تصعيدة ضد الاحتلال لحد الفتوى بالجهاد ام يصبر و يواكب الحكومة في هذه الحلول المطروحة؟

الجواب على هذه التساؤلات:
لا يختلف اثنان في العراق على قوة التيار المذهبي الشيعي و بغض النظر عن كون الشيعة اكثرية السكان ام اقل من الاكثرية فأنهم لا زالوا وزنا سياسيا مهما يقوده آية الله السيستاني، وقد اثبتت التجارب و المواقف الحرجه السياسية التي مر بها العراق قدرة السيستاني على استيعاب الاحداث و امتطاء موجة الغضب و معالجتها بقرارات هادئة و عادلة تستطيع ان تثبت قدرتها على التمسك بالثوابت الوطنية مع الاصرار على ان الاحتلال لايقاوم بالسلاح و انما بالطرق السياسية الحضارية.
ان هذه النظرة العميقة للاحداث تلتقي في النهاية مع دور الحكومة المؤقتة في تثبيت القانون و سيادته على الجميع و الغاء ظاهرة التسلح والميليشيات وكل تجمع يجعل من السلاح اسلوبا في تحقيق اغراضه و قلقلة الامن و استقرار البلد سواء كان جيش المهدي او كانت ميليشيات البيش مركة، ولا بد للسيستاني ان ينجح في هذه الدعوة.
وللتاريخ نقول عن قناعة ان مقتدى الصدر لم يأت الى الساحة السياسية من فراغ و انما هو ابن الشهيدين محمد باقر الصدر و محمد محمد صادق الصدر، لقد شعر مقتدى الصدر، ان العراقيين وهم افراد ثورة العشرين و هو سليل العائلة التي كانت من ابطال الزعامة الدينية التي اعلنت الجهاد على الانكليز، في ان عليه واجب نحو وطنه.
مقتدى يمثل فئة كبيرة من المحرومين الفقراء سواء كانوا سنة ام شيعة، الذين نالهم ارهاب و ظلم صدام ثلاث عقود ونيف وهم المحرومين من ابسط الحقوق الانسانية والعيش الكريم لحد الان، هؤلاء هم مع تيار الاحترام الديني لامير المؤمنين و من يلوذ بهم من صحبة وقد وجدوا في مقتدى الرمز و القائد في المقاومة.
الا ان اتساع الدعوة الصدرية في المقاومة المسلحة كما تتسع النار في الهشيم الجاف في يوم صيف بدون اسلوب مدروس او حضاري اعطى المجال لاستغلالها من اناس غير سياسيين و ذوي سوابق اجرامية وبعضهم مدان قضائيا في قرارات قانونية، او كانوا داخل اسوار السجون العراقية محكومين بجرائم سرقة و قتل و تهريب حشيش و ما يعافها الضمير العراقي، وعددهم ليس بالقليل حيث قام صدام قبل رحيله باطلاق سراح المجرمين من السجون ليقذفهم في المجتمع العراقي فوجدوا في دعوة مقتدى مجالا واسعا في تعكير صفو الامن و الاستقرار في البلد في محاولات التسلط على الابرياء في السلب و النهب و استباحة الاعراض، و على القيادة الصدرية ان يبعدوا مثل هذه الاشكال و ان يخلصوا لاناس يؤمنون بالعراق و العمل على استقرار العراق و تقدمه و الا فأن مقتدى لايقتدى مادامت هذه الزمر تلازمه !!!
اما ما يشير ان المرجعية تريد اثبات هيمنتها على الشارع و قوتها السياسية و عمق تأثيرها على حركة التحرر الوطني، فبرأيي ان المرجعية لا تحتاج الى استعراض عضلاتها امام اتباعها و مؤيديها و السائرون وراء فقهها وهي المرجعية بأعلى درجات النضوج و قوة الفكر و الفقه،فنحن نستطيع ان نجزم بقوتها وسحر تأثيرها في تكرار مقتدى الصدر بان مرجعه اولا و اخيرا هو السيستاني في كل تصرف ولابد ان السيستاني يوم دعى في قراره في زحف الحشود الى النجف لايقاف الحريق و ايقاف التدمير و اخراج المحتل و جعلها مع الكوفة خالية من السلاح.
أن من يستطيع بتوجيه نداء واحد في ان يجمع اكثر من مليوني شخص يزحفون الى النجف، يستطيع في نداء اخر ان يوقف و يمنع اي اختلال امني يوم وصول هذه الحشود الى النجف.لا اعتقد ان مرحلة اعلان الجهاد ضد المحتل قد نضجت برأي السيد السيستاني وهي ورقة سياسية مؤثرة وهذا يدل على ارادة المرجعية و حسن التصرف الذي اشتهرت بها هذه المرجعية.
السيد السيستاني لا يزال يؤمن بأن المقاومة السلمية للاحتلال هي السبيل المثالي في الوقت الحالي و لازال يؤمن ان الحكومة المؤقتة تستطيع ان تلعب دورا مهما في هذا المجال. نحن على يقين ان الشخص الذي دعى للانتخابات و اصر عليها ودعى الى قانون المحافظات و اصدر هذا القانون و ابعد المحاصصة الطائفية في تركيب الهرم السياسي لقادر دون شك ان يكون قائدا سياسيا محنكا للعراق.......

نداء: العراقيون يدفعون ثمن الاختطاف عاليا

دأب الارهابيون في العراق بأختطاف رهائن سواء أكانت أجنبية أو عراقية وسواء أكان مطلب الخاطفين أطلاق سراح سجناء عراقيين أو لاي هدف سياسي أو لطلب فدية مبالغ
فيها؟ وبجميع الاحوال أن هذا النمط بمقاومة الاحتلال الامريكي خطأ وغرضه بالغ على القضية العراقية التي تحتاج مساعدة حتى الوليد كي تستطيع أن تكنس الاحتلال من
أراضيها أن منظمة محامين بلا حدود أذ تستنكر أشد الاستنكار مثل هذه الاعمال تركز على وجوب أطلاق سراح الرهينتين الايطاليتين اللتين هم بمعية العراقي أيضا رعد علي عبد العزيز لا ذنب له سوى كونه يعمل في شركة إنسانية. كذلك الصحفيان الفرنسيان وجميع اللذين تم اختطافهم والتوقف عن نحر هؤلاء البشر بالشكل الوحشي الذي تتناقله وسائل الاعلام. سوف نتصل ونتعاون مع جميع المنظمات الانسانية في سبيل انقاذ الرهائن واطلاق سراحهم لان هذه الاعمال ليست من صفات وشيم العراقيين أضافة الى أنها غير مقبولة من جميع الشرائع الدينية.

التوقيع رئيس محامين بلا حدود

ملاحظة: سوف ندعو الى أجتماع عاجل في لندن ندعو ونستضيف به الكثير من القانونيين لبحث هذا الموضوع والعمل من أجله