التأم اجتماع الجامعة العربية "في هذه الظروف الاستثنائية" و"المنعطف التاريخي الحاد" و"التهديدات التي تواجه الأُمة" و "العدو الذي يتربص بنا"!! وعلى الرغم من أنني لا أعرف كيف ومتى اكتشفوا هذه الأشياء إلا أنني أحسست بأنهم هذه المرة كلهم عزيمة وإصرار على أن يكون هذا الاجتماع مميزا ومخالفا لما سبق من اجتماعات، ليخرجوا منه بقرارات تاريخية لإنقاذ هذه الأمة
من وكستها، تاركين خلف ظهرهم الخلافات و(الخناقات) والتنابذ.
في بداية الاجتماع، وبعد المقدمة والترحيب وشرح الظرف الاستثنائي الذي تمر به الأمة، وقف ممثل إحدى الدول وخاطب المؤتمـِرين قائلا : ما يهمنا الآن هو :
• تسريع الجهود التي بدأتها الحكومات العربية لتحقيق الإصلاحات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية....... وما ان انهي حديثة وجلس حتى وقف ممثل دولة أخرى وقال: لا اتفق مع الأخ لأنني أرى ان الأهم هو :
• ان الجهود التي بدأتها الحكومات العربية للإصلاح في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية يجب ان تكون سريعة. هنا وقف ممثل دولة ثالثة معترضا على سابقيه قائلا بان الأهم من ذلك كله هو :
• ان تحقيق الإصلاحات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية يستلزم تسريع الجهود التي بدأتها الحكومات العربية.
أمام هذا التباين في وجهات النظر والاختلاف حول الأولويات ما كان من رئيس الجلسة إلا ان يطرح هذه الآراء الثلاثة المختلفة للنقاش العام، ( راجع الاطروحات الثلاثة لترى الفرق بينها بأم عينك )، وفعلا طـُرحت هذه الأوراق الثلاثة على طاولة المفاوضات. وبعد مداولات استغرقت عدة جلسات تخللها تشكيل لجان، انبثـقت عنها لجان لتنبثق منها لجان فرعية، واجتماعات ثنائية وجانبية،وخلف الكواليس وتحتها، والرجوع إلى حكوماتهم والعودة منه، وغضب البعض والرجوع عنه، بعد كل ذلك انقسم المجتمعون إلى ثلاثة فرق، كل فريق يؤيد أحد هذه المقترحات ويرفض المقترحين
الآخرين، ( عليك مرة أخرى مراجعة المقترحات الثلاثة لتـَقـِف على الفروقات بنفسك وان لم تستطع فأجلس عليها ). بعد الوساطات والتداخلات من هنا وهناك والاستعانة بحكام أجانب، اتفقوا على ترحيل هذه الاجندة إلى الاجتماع التالي.
بعد ذلك بدءوا في مناقشة تحديد موعد ذلك الاجتماع التالي. وبعد عدة جلسات ومداولات، تخللها غداءات وعشاءات عمل، اتفقوا على ان يكون ذلك الاجتماع في يوم الرابع عشر من شهر أكتوبر.... وكونوا لجنة لتحديد السنة!!! ونحن في الانتظار.