يبدو أن العاملين العرب في وكالة الأنباء الفرنسية ليس فقط جهلاء باللغة الفرنسية وإنما أيضا بمعاني الكلمات الدخيلة والشائعة الاستعمال في الفرنسية. ذلك أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك لم يصرح يوم الاثنين اثر قمة ثلاثية في مدريد مع رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو والمستشار الالماني غيرهارد شرودر "باننا فتحنا ابواب جهنم" في العراق، كما جاء في خبر الوكالة الفرنسية.. وإنما الرئيس الفرنسي قال "فتحنا صندوق باندورا Boîte de Pandore وهي كلمة تطلق على كل شيء حسن المظهر قد يكون مصدرا لمصاعب عظيمة.

وهنا شرح الخلفية الأسطورية الأغريقية لهذه العبارة، معتمدين على ما جاء في معجم الكلمات الدخيلة في اللغة الفرنسية:

باندورا تعني "هدية الجميع" وهي اسم أول امرأة صنعها الآلهة وأهدوها إلى البشر، وذلك بأمر من زيوس. وقد اعطاها زيوس صندوقا مقفلا ومربوطا بشريط جميل وأمرها ألاّ تفتحه، غير أنه استبد بها الفضول لتعرف ما في ذلك الصندوق الثقيل ففتحته، فإذا بجميع الشرور تنقضّ هاربة من الصندوق وتنتشر في جميع الأرض، فأسرعت بإقفال الصندوق الذي بقي فيه شيء واحد وهو الأمل.

ومن هنا كان قصد شيراك: كلنامسؤولون عن فتح هذا الصندوق الذي خرجت منه كل الشرور وما علينا إلآ أن نغلقه جميعا فيبقى لنا أمل السلام والقضاء على كل جذور الإرهاب. على عكس ما تعنيه عبارة "أننا فتحنا أبواب النار" التي لا يُفهم منها سوى العداء لأمريكا والتحنن إلى نظام صدام الذي يبدو أن هؤلاء العاملين العرب في هذه الوكالة الفرنسية، يتحنون إليه.. وربما تعمدوا ترجمة خاطئة أملا باسقاط ذهنيتهم النارية على "هدية أمريكا للجميع.

انقر على ما يهمك:
عالم الأدب
الفن السابع
المسرح
شعر
قص

ملف قصيدة النثر
مكتبة إيلاف