السلوكيات الخرقاء وغير المسؤولة والإجرامية لنظام العقيد معمر القدافي لا نهاية لصراعاتها ولا حدود نهائية لإنقلاباتها وخروجها عن السياقات المنطقية فهذا الشخص بمؤامراته ومغامراته (القاذفة للدم) لم يعد خطرا على الشعب العربي الليبي المبتلى به وبكلابه المدللة من عصابات اللجان في كل مكان!، بل إنه يجسد اليوم عارا وطنيا وقوميا!، فالأفعال الإجرامية لذوي السلوكيات المنحرفة لا تتوقف بل أنها ذات طبيعة تراكمية، وجرائم نظام القذافي على المستويات الدولية كإسقاط الطائرات المدنية، ودعم الإرهاب وعصابات التخريب والجريمة وخطف الشخصيات كالإمام موسى الصدر ورفيقه والمعارض الوطني الليبي منصور الكيخيا، وتبديد ثروات الشعب الليبي في مغامراته العدوانية ودعم المرتزقة الذين يروجون لسخافات (إنجيله الأخضر) السقيمة وأخيرا محاولة الإغتيال الإجرامية ضد ولي العهد السعودي سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز لأنه قد فضحه على العالمين!

جميعها جرائم موثقة وأكدها العقيد بدفعه لأموال الشعب الليبي كتعويضات عن جرائمه، ولكنه كأي دكتاتور رعديد وجبان يعتذر لكل الدنيا ولا يعتذر لشعبه وأمته! وهكذا كان من هوأشد منه شكيمة وأقوى منه نظاما وأشرس منه ممارسة ووحشية وأقصد نظام البعث العراقي البائد حتى دار الزمن دورته ليتحول لمجرد فأر فاشي مرعوب يطلب الحماية والأمان من قوانين من أسماهم (مغول العصر الأوغاد)! أي الأمريكان ما غيرهم؟ في محاولة إذلالية جبانة لإنقاذ رأسه من الإستئصال.... هطذا هو شأن الدكتاتوريين دائما الجبن والهروب من ساحة المواجهة في لحظة الحقيقة وتفضيل الإستسلام الذليل للعدو بدلا من المواقف الرجولية أو الإعتراف بحق شعبه في الحرية والحياة الكريمة، وعقيد ليبيا المهووس بالصراعات قد أضحى ظاهرة شاذة من ظواهر الدكتاتورية الحمقاء التي ينبغي أن تستؤصل ويقطع دابرها وهي مهمة عسيرة بالقطع على الشعب الليبي وقواه الوطنية المناضلة الحرة لأن هذا النظام كزميله العراقي البائد يمتلك من وسائل وأدوات القتل والإبادة مامن شأنه تصفية آلاف الأبرياء دون أن يرف له جفن! كما حصل في مجزة سجن أبو سليم! فهذه هي حدود قدراته (الثورية)! وهذا النظام المتفرعن على ضحاياه الرعديد أمام أسياده الذين نصبوه، نعتقد أنه قد آن الأوان لأن يرحل بظله الثقيل نحو مكانه الطبيعي حيث مزبلة التاريخ التي تضم رمم وجثث كل الطغاة؟ فليس من المعقول أن يستمر نظام الفوضى كل هذه السنوات العجاف وهو يدمر إمكانيات ليبيا ويساهم بنصيب وافر في تكسيح الأمة العربية، إن هذا النظام القاتل والمتآمر ما هو إلا بذرة خبيثة زرعتها الدوائر المشبوهة المعادية لإنطلاقة العرب ونفس الدوائر تحاول اليوم تعويم النظام وإعادة تسويقه بعد دفعه للغرامات الثقيلة المقتطعة من لحوم الليبيين ومستقبل أجيالهم، وإذا كان العقيد المتآمر بإمتيازقد حصل على نص الولاية والتفويض من جمال عبد الناصر عبر تلك الخطبة الشهيرة عام 1970 والتي عين خلالها معمر بو منيار القذافي أمينا للقومية العربية!! فإن ذلك التعيين السخيف يجب أن تضع القوى الدولية الحرة حدا له وأن لا تساهم في إطالة أمد عذاب الشعب الليبي، فمعمر لا يختلف عن صدام في شيء! فالملف الإرهابي واحد ومتشابه، وتوريث السلطة الجماهرية واحد؟ والساعدي وسيف (البطيخ) هما الإمتداد الطبيعي والنظائر لرعونة عدي وقصي أما المحامية (عائشة القذافي) فبإستطاعتها على العكس من (رغد) الدفاع عن والدها في محكمة الجرائم ضد الإنسانية؟ والجماهير الليبية هاربة في كل مكان لا تطلب سوى السلا مة والأمان من مجانين اللجان ومن تنابلة السلطان والإنكشارية والخصيان!!

فليبيا الدولة الواسعة الغنية ذات الموقع الإستراتيجي المدهش لا تستحق أبدا كل هذا التخلف والإرهاب المسلط على رقاب شعبها، وإذا كان مجرمو البعث العراقي قد ذهبوا ضحية إرهابهم وطغيانهم وجرائمهم فإننا لا نرى سببا يمنع الضمير الدولي من التحرك لحصار ولجم القتلة في طرابلس الغرب ووضع حد لمسلسل الطغيان والإستهتار والتآمر.
ليبيا ستكون على موعد مع ربيع حرياتها القريب، والعقيد بسلسلة تآمراته المستمرة إنما يضيق الخناق على رقبة نظامه ولا بد أن ينبلج فجر الحرية فوق التخوم الليبية، ليلتحق معمر بصدام! (وقذاف الدم) بعليى كيمياوي...!
فيا أخ معمر نسألك الرحيل!.

[email protected]