إليكم مفتتح العام الجديد في العراق في فصله الأول:

مقتل 7 من عناصر الحرس الوطني؛ تفجير متجر للأقراص المدمجة؛ اغتيال رئيس مجلس محافظة ديالى وشقيقه؛ مظاهرات "أهالي الفلوجة" مطالبة بخروج القوات الأمريكية من المدينة، وهي القوات التي لولاها لظلت المدينة أسيرة القتلة الصداميين والزرقاويين، الذين لا تزال بقايا فلولهم في المدينة بانتظار خروج القوات الأمريكية. أما ما قبل ذلك بأيام معدودة ، فإعدام وحشي لخمسة من الشرطة الوطنية، سبقه إعدام على الطريقة الفاشية لثلاثة موظفين في شارع حيفا، وغير ذلك كله من إجرام وحشي سافل ومتتابع وفي كل يوم.

الفصل الثاني:
اعتقال 11 متهما في النجف منهم ثلاثة سعوديين، مقابل الإفراج عن 260 معتقلا بتهم الإرهاب بقرار عراقي ـ أمريكي. اعتقال عشرات والإفراج عن المئات، ودون أن نرى وجوها ولا أن نسمع بمحاكمات. حتى الوعد بمحاكمة علي المجيد في موعد لما قبل أسبوع تبخر، فيما نرى بين محامي صدام وزملائه من يتصرفون لا كمحامين وفق القانون بل كمناصرين سياسيين للمتهمين وكدعاة.
موضوع تناولته الأقلام الوطنية عشرات المرات حتى كاد التكرار يكاد يصبح ممجوجا لولا جسامة القضية وحماوتها، ولولا دماء لا تزال تنزف، وضحايا بعشرات الآلاف، وعائلات لا ترى عدلا ولا ميزانا في أداء القضاء والحكومة العراقيين.
إن رواية " الجريمة والعقاب" هي من روائع ديستوفيسكي والأدب العالمي. أما الرواية الجديدة، التي يكتب اليوم فصولها في العراق، حكوميون، وقضاة، وساسة، وقادة أحزاب، ورجال دين، فيصلح أن يكون عنوانها "جرائم بلا عقاب"، وتستحق جائزة دولية كبرى للعدالة وسيادة القانون وحقوق الإنسان!خلال ذلك يعود الساسة و"المجالس" للتشكيك مجددا في الموعد المقرر دوليا وعراقيا للانتخابات، ويدعون لمؤتمرات، وتتوالى الاجتماعات الجانبية، للالتفاف على الموعد بحجة وبأخرى.
ترى اهو لعب أطفال، أم حزورة؟ أم قراءة في فنجان؟! أم على طريقة أغنية الدلّوعة صباح "أروح، ما روح.. أروح.. ما روح..."
الانتخابات فرصة تاريخية يريد البعض ضياعها لسبب ولآخر، ولكن العاقبة للانتخابات، ولعدالة "جريمة وعقاب".