[ ماحدث من تعديل لميعاد وقفة عرفات لايستحق إلا وصفاً واحداً وهو المهزلة، فكيف نصحو لنجد أن السعودية قد قررت تعديل يوم أربعة من شهر ذى الحجة ليصبح يوم خمسة، هكذا بفرمان وبعد مرور أربعة أيام من الشهر إنتبهت سلطات المملكة إلىأنه يوجد شهر إسمه ذى الحجة، والمدهش أن المسئولين السعوديين ولجنة إفتائهم الموقرة قد قدموا مبررات كوميدية لاتقنع حتى الأطفال، فقد قالوا أن أحد الأفراد فى الرياض رأى الهلال والظاهر إنه نسى يقول أو سها عليه فنام وشد اللحاف وشخر ثم عندما إفتكر ذهب إلى السلطات ليبلغها بعد أربعة أيام !!، والسؤال كيف يحدث مثل هذا التهريج ؟، إنها ليست مسألة توقيت ورؤية هلال وتحديد عيد ووقفة، إنها قبل ذلك منتهى المهانة للعلم وللمنهج العلمى فى التفكير، إننا بهذا التخبط نعلن للعالم أجمع أن المسلمين قوم لايحترمون العلم ولاالوقت، فنحن منذ ألف وأربعمائة سنة لانملك مايسمى بنتيجة محددة وواضحة للتقويم الهجرى، لأننا ببساطة نترك الأمور للأهواء أو لرجل يهيم فى الصحراء راغباً فى صرة الريالات التى يهدونها لمن رأى الهلال، أو للبعض ممن يتشاءمون أن يأتى أول أيام العيد يوم جمعة كمافسر البعض تراجع السلطات السعودية التى يتطير بعض كبارها ووجهائها من مجئ الجمعة كبداية عيد أضحى، إننا لابد أن نحترم علم الفلك ولانحدد بدايات شهورنا إلا بناء على هذا العلم، ولايصح على الإطلاق أن نتبع لجنة فتوى كان رئيسها بن باز يكفر من يؤمن بحركة الأرض ودورانها حول الشمس، أى أنه كان لايؤمن بعلم الفلك من أصله، وهل تعلم لجنة الفتوى أن عيون المراصد الفلكية المتطورة الآن تستطيع أن ترصد وترى وتتعمق فى الكون لمسافة 15 ألف مليون سنة ضوئية، والسنة الضوئية لمن لا يعرف مسافتها حوالى ستة مليون ميل !!، وبمثل هذه المراصد الجبارة أصبح التنبؤ بما سيصير عليه زمن اليوم بعد خمسة الاف مليون سنة شيئاً يسيراً، والمفاجأة أن اليوم بعد هذه المدة سيصير 36 ساعة وليس 24 ساعة لأن ساعة دوران الأرض تقل يومياً وتنعكس بالتالى على إبطاء الزمن مما يجعل يومنا أقصر من غدنا بحوالى 25 جزء من ألف مليون جزء من الثانية، وهكذا تنبأ العلماء بمثل هذه المفاجأة التى هى كذلك بالنسبة لنا، أما بالنسبة لهؤلاء العلماء الذين يحسبون للسفن الفضائية التى تسافر للمريخ بالثانية فهى لا تمثل أى مفاجأة ، ولنذهب أبعد من ذلك ونقول للذين يشككون فى صحة الحسابات الفكلية ماهو رأيكم فى أن كوكبين من كواكب المجموعة الشمسية وهما نبتون وبلوتو قد إكتشفا بواسطة الحساب الفلكى قبل تحديد مكانهما بالمناظير الفلكية !، وبعد كل هذا مازلنا نشكك فى الحسابات الفلكية ونؤمن بأوهام القرون الوسطى، أرجوكم إحترموا العلم يحترمكم العالم

[email protected]