منذ 1967 واسرائيل تحتل منطقة الجولان السورية. ومنذ 1967 والسوريون تحت الاحتلال الإسرائيلي يزرعون التفاح، ويقطفون التفاح، ويبيعون التفاح في أسواق اسرائيل، وفي أسواق العالم، ولا غبار عليهم، ولم يطلبوا من سوريا شراء تفاحهم.
فلماذا فطنت سوريا العربية القومية الاشتراكية أن تشتري هذا العام، وهذا العام فقط عشرة آلاف طن من تفاح الجولان بحجة مساعدة المزارعين السوريين في الجولان، حيث أن الأرض سورية والشجر سوري والمزارع سورية والتفاح سوري، ويجب أن يكون المشتري والمستهلك سورياً أيضاً.
هذا كلام جميل ووطني وغيور ومخلص لصالح القومية العربية والمزارعين السوريين الذين لم يعودوا سوريين بعد مضي أكثر من 37 عاماً على الاحتلال الإسرائيلي للجولان. فمن يشاهد الجولان هذه الأيام ويتجول في أرجائها ويرى حجم الاستثمارات المالية والاجتماعية والعمرانية والصحية والتعليمية والزراعية الهائلة التي تمت في الجولان والبنية التحتية الحدبثة التي اقيمت في الجولان يقسم بالثلاثة بأن الجولان لن تعود ثانية لسوريا ولو بعد ألف عام!
فمن لديه الاستعداد لكي يعيد لاسرائيل هذه المليارات الهائلة من الدولارات التي استثمرت في الجولان وكأن اسرائيل قد اشترت وإلى الأبد هذه المنطقة، ولم تحتلها فقط، وهي تتصرف بها على هذا النحو.. نحو الشاري وليس المحتل؟
فمن الذي باع الجولان لاسرائيل؟
ما علينا الآن من صفقات السلام السورية – الإسرائيلية المستحيلة استحالة دخول ابليس الجنة.
عودة أخرى إلى موضوع صفقة التفاح الجولاني.
لماذا هي الآن فقط، ولأول مرة منذ 37 سنة؟
ألا يعلم السوريون العروبيون القوميون الاشتراكيون أن هذا التفاح هو تفاح اسرائيلي، وإن كان قد قُطف بعضه فقط بأيدٍ سورية ناعمة.
فالسماد اسرائيلي، والمبيدات الحشرية اسرائيلية، والتقنية الزراعية التي انتجته اسرائيلية، والمهندس الزراعي الذي اشرف عليه اسرائيلي، وشجر التفاح أولا وآخراً شجر اسرائيلي.
فما هي علاقة سوريا بهذا التفاح؟
وأين المقاطعة العربية القومية الاشتراكية للمنتجات الإسرائيلية؟
ألا يعلم السوريون العروبيون القوميون الاشتراكيون أن ثمن هذه الصفقة (عشرة آلاف طن) سوف يوضع في بنوك اسرائيلية، وسوف تُشغّل هذه الأموال أيد اسرائيلية؟
فلماذا الآن، والآن فقط تأتي صفقة تفاح الشام الجولاني؟
هل من أجل تليين الجانب الإسرائيلي لقبول الدخول في مفاوضات السلام بعد المأزق السوري الحرج الذي (تتلعبط) فيه سوريا الآن نتيجة لقرار مجلس الأمن 1559 الذي وصفته رايس بالأمس بأنه قرار بالغ الأهمية وعلى سوريا الالتزام به. وكذلك نتيجة لاستقواء المعارضة اللبنانية واشتداد ساعدها بعد أن تحالف حنبلاط مع مسيحيي المعارضة في قرنة شهوان والعماد عون وباقي الأحزاب المسيحية اللبنانية لطرد سوريا من لبنان، وانصياعها لقرار 1559 بمساندة فرنسا وأمريكا؟
ألم يكن الأجدر بسوريا العربية القومية الاشتراكية أن تشترى هذه الأطنان العشرة من التفاح من المزارعين اللبنانيين (المسخّمين) لكي تعوّضهم بعض الشيء عن خسائرهم الفادحة نتيجة الاحتلال السوري، وبيع المنتجات السورية الزراعية كالزيت والزيتون وخلاف ذلك في لبنان بأسعار أرخص بكثير من أسعار الصنف اللبناني؟
ألم يكن من الانصاف أن يرحم المحتلون شعب البلد المحتل بدلاً من شراء التفاح الاسرائيلي بحجة مساعدة المزارعين السوريين في الجولان، ولأول مرة منذ أكثر من 37 سنة ؟
وهل المزارعون السوريون في الجولان بحاجة إلى سوريا الآن لتسويق تفاحهم؟
فكيف كان المزارعون السوريون يسوقون هذا التفاح منذ عشرات السنين وهم تحت الاحتلال؟
هل كانوا يطعمونه للبقر الإسرائيلي، أم يبيعونه في أسواق أوروبا وآسيا وربما في الأسواق العربية أيضاً؟
فهل صفقة التفاح الجولاني لعبة مكشوفة خاسرة ورابحة الآن، في الوقت الذي فيه سوريا أكثر ما تكون بحاجة إلى السلام، واسرائيل في وقت أكثر ما تكون فيه مستغنية عن هذا السلام، بعد تجربتي السلام المر مع مصر والأردن؟
وهل صفقة التفاح الجولاني خاسرة بالنسبة لسوريا الخاسرة دوماً؟
وهل هي رابحة بالنسبة لاسرائيل الرابحة دوماً؟
وهل لو كان حافظ الأسد حياً لما طبَّ هذا المطب، وانزنق هذه الزنقة، واشترى التفاح الإسرائيلى، علّه يفكُّ زنقته.
فهل يكون تفاح الشام مفتاح السلام؟
أم أنها حركة (قرعة) من جهابذة السياسة السورية من الحرس القديم المخرِّف؟
أسئلة أطرحها على الهواء مباشرة على من يجرؤ على الكلام.
والحوار بعد هذا الفاصل.
فاصل قصير ونعود اليكم .
فأبقوا معنا.

[email protected]