815

بعض الأساطير القديمة بمدينة أبو الخصيب في جنوب البصرة سمعتها منذ أن كنت طفلا . تقول الأسطورة : من تمسك بجذع النخلة صار غنيا، ومن عاش في لب النخلة لن يغرقه طوفان المياه ..!
وتشير تفاصيل الأسطورة بشيء من النبوءة أن الأعداء مهما أراقوا من دماء ومهما اعتدوا على الناس إلا أنهم غير قادرين في النهاية على إنهاء ابتسامات النخلة الساخرة بوجه الوحش من كل نوع ..!
الحقيقة أنني ما صدقت هذه النبوءة إلا مرتين : الأولى حين قطـّع جيش صدام حسين المباد نخيل البصرة ومنها نخيل أبو الخصيب خلال حربه مع إيران ، فكانت النتيجة أن صدام حسين أنتهى في " جحره " بينما ارتفعت النخلة ، من جديد ، في البصرة وبقي الناس يستظلون بها..!
أما المرة الثانية فقد كانت قد حدثت في أعقاب إعصار تسونامي حيث قرأتُ في الأخبار أن فلاحة إندونيسية انتشلت من البحر بعد أن ظلت متعلقة بـ" نخلة " أندنوسية لمدة خمسة أيام في أعقاب موجات المد المدمرة (تسونامي) وتبين أنها حامل لأول مرة وأنها في أسبوعها الثامن عشر. وقالت "مالاواتي " البالغة من العمر 25 عامًا وهي ترقد على فراشها بالمستشفى في جزيرة بينانج، في شمال ماليزيا بعد أن أبلغها الأطباء، يوم الأربعاء، بهذا الخبر إثر الانتهاء من فحصها طبيًا: "إنني سعيدة جدًا. سعيدة للغاية لأن النخلة أنقذتني وأنقذت جنيني ".
وقالت الفلاحة التي تعيش في إقليم "أتشيه" الإندونيسي الذي كان من بين أسوأ المناطق تضررًَا بكارثة 26 من كانون الأول/ديسمبر 2004 إنها لا تستطيع الانتظار وإنها تتعجل إخبار زوجها الذي ارتبطت به منذ أربع سنوات وأقاربها وإن كانت لا تدري كم منهم نجا من هذه الكارثة. وعندما جرفها الموج إلى البحر تشبثت " مالاواتي "بنخلة وأخذت تقتات على ثمارها حتى جاءها الغيث من قبل قارب ماليزي لصيد التونة مر بجوارها ..!
أظن أن نفس أسطورة النخلة ستثبت لي نبوءتها للمرة الثالثة حين تتحول النخلة إلى سور بوجه طوفان الإرهاب و الأرهابيين ..!
فمهما أرتدي الإرهابيون القادمون من وراء الحدود أو القابعون في " جحورهم " من جلود الحيوانات الضارية المسلوخة من جلود أصحاب الفتاوى السعوديين ، أو من جلود الأفاعي المتعددة الأشكال والألوان الموجودة في حقائب الفضائيين والفضائيات في قطر ولبنان وإيران وسوريا وطهران وأبو ظبي ، فأن نخل العراق يظل يرتفع فوق كل طوفان ويصمد بوجه كل إعصار ..!!
الحقيقة " الجديدة " في الأسطورة " القديمة " قالت لي : الإرهابي في بلاد النخيل والنفط هو إما لص وإما خائن لشعبه وإما غشاش لدينه وقليل منهم مغشوشين لم يفعلوا شيئا غير أنهم أساءوا للإسلام دينا وقيما بإيجاد الحلول المبتكرة في تفخيخ السيارات وفي قطع الرؤوس .. بالفؤوس ..!
أقول للسيد الإرهابي إذا نظرت قبل خروجك من البيت في المرآة لضبط حزام التفخيخ ووجدت صورة " وحش " فلا تحاول أن تلتفت وراءك‏ متوهما أن هناك وحشا يقف خلفك ‏فالحقيقة أن الذي تراه في المرآة هو انت‏ وليس غيرك .. أنت الوحش ..!
نصيحتي إليكم : تزوجوا .. تزوجوا .. تزوجوا .. ! ففي فراش الزواج إرهاق لكن فيه من المتعة كفاية ..!
صدقوني ليس لكم في الجنة لا حوري ولا حورية.. ربما بوري أو بورية ..!

بصرة لاهاي