إيـلاف اليوم أصبحت "من حواضن الفكر" وللقائمين عليها الشكر والثناء ومن العادات الصباحية ان استعرض المواقع لأطلع على ماتنشر من مقالات واخبار ومن ضمن هذه المواقع "إيلاف" وقد شدني العنوان الذي طرحه الدكتور صالح بن سبعان في ايلاف بتاريخ 22/1/2005 والموسوم بمن هو المفكر؟ وقد تزاحمت الأفكار في ذهني كثيراً فقلت في الوهله الاولى لعل الدكتورابن سبعان قد وجد حلاً لهذا المصطلح المعقد والذي لاشك له علاقة في تعقده بالمصطلحات الأخرى والذي يسهر الناس جراها ويختصم مثل مصطلح الارهاب والديمقراطية والشورى وما الى ذلك، وقد قراءت الموضوع على عجل واذا به له خلفية بدات بمقال له بعنوان "مؤسسة الفكر العربي بين المثال والواقع" نشر في ايلاف بتاريخ 10/1/2005 فرد عليه د. شاكر النابلسي في نفس الموقع بعنوان " رداً على ابن سبعان : مؤسسة الفكر العربي المثال الجميل والواقع الحي" بتاريخ 12/1/2005 ثم اعقبه الدكتور ابن سبعان برد في 17/1/2005 تحت عنوان "رداً على رد النابلسي : مؤسسة الفكر العربي الى اين؟." وانتهى الموضوع الى مناقشة من هو المفكر؟ المقالة المنشورة والتي نحن بصددها وقد عاودت القراءة بتأني اكثر لتلك المقالات وقد توقفت عند هذا الاخير من هو المفكر؟ وقبل ان يشرع الدكتور ابن سبعان في ضبط المصطلحات طالب بوجوب تحديد "منذ البدء من المفكر" وقال" فكلنا يعلم اننا لا يمكن ان نطلق صفة المفكر على باحث او كاتب او استاذ جامعي مثلاً لا على الحصر" ثم يعرج على تعريف المفكر حيث يقول "فالمفكر هو مبدع غاص في مجاله المعرفي، ثم غاص في واقعه، وابدع فكرة جديدة غير مسبوقة، ولا يشترط ان يكون هذا المفكر في مجال معرفي محدد، قد يكون موسيقياً او نظرياً او ادبياً، فأيا كان المجال المعرفي الذي ينتمي اليه، فهو مفكر اومبدع" ولا أدري حقيقة هل هذا التحديد مأخوذ من أمهات كتب ومعاجم لغوية اوفكرية ام ان الدكتور ابن سبعان تبناه كتعريف اجرائي يريدنا ان نتفق او نختلف معاه لانه لم يشير الى ذلك فليته يوضح الامر؟!! خاصة وانه تطرق الى مفهومين جدليين في أخرالتعريف عندما ذكر"مفكر اومبدع". ثم يستطرد في ضبط المعايير وفق المعيار الذي حدده في تعريفه السابق ويقول " حسناً وفق هذا المعيار كم لدينا في الوطن العربي من مبدعين ومفكرين او من يستحقون ان نطلق عليهم هذه الصفه؟." ويجيب " مؤكد ان عددهم في كل الوطن العربي لا يتجاوز اصابع اليدين"وقد كرر واكد ان العدد لا يتجاوز اصابع اليدين في العالم العربي واشار الى ان عددهم في الولايات المتحدة لا يتجاوز الثلاثه احدهم توفاه الله فقلت لعل الامر فيه مافيه وراجعت المقال وقراءته واذا به يقول ان عدد المفكرين في العالم العربي عشرة... اي اننا تجاوزنا امريكا بسبعه. وقد ذهلت حقيقة بما طرحه سعادته من هذا العدد حيث انه ذكر في مقال سابق له عن هذا الموضوع "ان الامه العربية تعج بالمفكرين والمثقفين والمبدعين الكبار ولكنهم مشتتون في اصقاع العالم"... اعداد مهوله تختزل الى عدد اصابع اليد. في نظري ان الامر يحتاج الا وقفات ومراجعة من قبل الدكتور ابن سبعان والذي اطلق على نفسه "اكاديمي ومفكر" في رده على الدكتور النابلسي المنشور بتاريخ 17/1/2005 كما ذكر انفاً.
فهل هو من ضمن العشرة الذين ذكرهم ؟!!! ام هو الحادي عشر؟!!! عموما موضوع الفكر والمفكرين موضوع معقد وقديما قيل انت تفكر اذا انت موجود...وفي المجال التربوي لأصحاب الحاجات الخاصة مواقف بالنسبة لهذا المصطلح....واجو ان لايسوقنا الامر الى تحديد من هو المفكر؟ من عدمه؟.من اجل ان لا ندخل في مسألة توزيع الشهادات ونتهم ببيع الشهادات الفكرية كما اتهم الغرب ببيع صكوك الغفران...فمن وهبه الله عقلا فهو مفكر وكل على حسب جهده يعطي..."ومايدريك لعله يزكى".والله من وراء القص

اكاديمي سعودي
[email protected]