هل تصدقون أننى قد جاوزت منتصف العمر ولم يسبق لى أن ذهبت إلى صندوق الإقتراع لحضور إنتحابات برلمانية أو غير برلمانية فى مصر، وهل تصدقون أن أول مرة فى حياتى أشارك فى إنتخابات حقيقية كانت فى بلد المهجر أمريكا، وهل تصدقون أننى لا أعرف أى شخص فى مصر من أقاربى أو من عائلتى أو من أصدقائى قد نال شرف إنتخاب من يمثله.

بعدما خرجت من مقر الإنتخابات فى الإنتخابات الأمريكية الأخيرة أعطانى الموظف المسئول بطاقة صغيرة مكتوب عليها "أنا فحور لأننى أعطيت صوتى"، وقد ألصقتها بفخر على قميصى، ولم يسألنى أحد فى الشركة الأمريكية التى أعمل بها مهندسا : لمن أعطيت صوتك؟، لأن هذا موضوع شخصى، الأهم هو أن تمارس حقك الإنتخابى وتعطى صوتك لمن ترغب.

نفس شعور الفخر إنتابنى اليوم عندما شاهدت وقرأت عن الإقبال الذى فاق كل التوقعات فى الإنتخابات العراقية، وبالفعل تمنيت أن أكون عراقيا لكى أشارك الشعب العراقى فرحته بالمشاركة فى الإنتخابات. وشعرت بالفخر أيضا لأن هذا الشعب قد قام بالعمليات الإستشهادية الحقيقية، ألا وهى الذهاب الى صناديق الإنتخابات فى ظل الإرهاب والقنابل الإنتحارية والمدافع الرشاشة والسيارات المفخخة، هذا هو الإستشهاد الحقيقى. وفى هذه المناسبة لا بد أن نترحم ونذكر بكل خير الآلاف من الشهداء العراقيين سواء الذين قتلهم صدام فى إرهابه أو فى حروبه المفتعلة، أو الذين قتلتهم يد الإرهاب الآثمة فى العام الأخير، يجب أن نذكر بالخير ونترحم على رجال الشرطة والأمن والجيش العراقى الجديدالشهداء الذين راحو ضحية الغدر والإرهاب، نترحم على أولئك الأبرياء الذين قطعت رؤسهم من كل الأجناس والأديان على شاشات التليفزيون وخاصة قناة (لهلوبة) الفضائية!!
أما الأرهابيون ومن يتولى تشجيعهم وتمويلهم فنقول لهم : موتوا بغيظكم، ولولا الحياء لقلت غير ذلك.
وإلى مسؤولى قناة (لهلوبة)، والى شيخها الكبير (الشيخ السماوى) نقول لهم : موتوا بغيظكم.
وإلى كل المتطرفين والمتشددين الذين لعنوا (سنسفيل) الديموقراطية نقول لهم: موتوا بغيظكم.
وإالى القوميين والعروبيين والعربان والخرفان نقول لهم : موتوا بغيظكم.
وإالى كل ناعقى البوم والشؤم والتشاؤم والذين يعلنون فى مناسبة وبدون مناسبة ويهتفون:"مش نافعة، مافيش فايدة، أمريكا مش ممكن تعمل إنتخابات حقيقية لأن المتأسلمين سوف يكتسحوا، أمريكا سوف تقسم العراق إلى ثلاث دويلات" إلى كل هؤلاء نقول موتوا بغيظكم.
وإلى بعض الأخوة العراقيين من أهل السنة الذين الذين إحتجبوا عن المشاركة فى المثلث السنى خوفا من الإرهاب، أقول لهم عندكم حق (العمر مش بعزقة)، وأقول لهم لا تقلقوا هذه سنة أولى ديموقراطية، الإنتخابات القادمة هى الحقيقية، هذا البرلمان المنتخب وظيفته الأساسية وضع الدستور الدائم، بعد ذلك سيكون الوضع الأمنى مستقرا
أما بعض الأخوة السنة الذين إحتجبوا إحتجاجا على أن الإنتحابات تتم تحت الإحتلال الأمريكى أقول لهم :"أنتم الخسرانين، ضيعتم فرصة كبيرة على أنفسكم وعلى عشيرتكم ". ونقول لهم أيضا يجب أن تقرأوا التاريخ، معظم الإنتخابات الحرة التى تمت فى تاريخ المنطقة العربية تمت تحت الإحتلال.

ومرة أخرى أقول :" لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون عراقيا، أو أمريكيا (زى بعضه)"!!

[email protected]