القاهرة: رحبت منظمة الامم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بمصادقة الرئيس السوداني عمر البشير على بروتوكولي الأمم المتحدة الاختياريين لاتفاقية حقوق الطفل والتى تمت 2تشرين الثانى( نوفمبر ) الحالى، ويهدف هذان البروتوكولان الاختياريان إلى تعزيز حماية الأطفال من التجنيد في القوات المسلحة ومن الاستغلال الجنسي.

وبهذا فإن السودان ينضم إلى أكثر من 70 قطراً صادقت على هذين البروتوكولين الاختياريين، وهو من أوائل الدول العربية التي اتخذت هذه الخطوة. حيث صادقت عليهما حتى الآن ست دول عربية فقط، بينما يتوقع أن تصادق عليهما دولة الكويت قريباً. لقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذين البروتوكولين في أيار(مايو) 2000م. أحدهما يهدف إلى مكافحة بيع الأطفال ودعارة الأطفال واستخدام الأطفال في العروض والمواد الإباحية، بينما يهدف الآخر إلى وضع حد لإشراك الأطفال دون سن الثامنة عشرة في الصراعات المسلحة. وكانت حكومة السودان قد وقعت فى عام 2002م على البروتوكول الذي يمنع إشراك الأطفال في الصراعات المسلحة. وقد تبع ذلك إجراء مراجعة قانونية لكلا البروتوكولين. والآن وبعد التوقيع الرئاسي عليهما فقد تمت المصادقة عليهما وأصبحا بذلك إلزاميين حسب القانون الدولي.

وهنأت كارول بيلامي المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف حكومة السودان لالتزامها بتعزيز حماية حقوق الأطفال في كل أقاليم السودان مؤكدة أن فى هذه مرحلة عاصفة في تاريخ السودان الذي تتجه إليه كل الأنظار تأتى مصادقة السودان على هذين البروتوكولين إقراراً وتأكيداً على النوايا الحسنة من حكومة السودان بمسئولياتها بإبعاد الأطفال عن الفوات المقاتلة و حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي والمتاجرة بهم، وخاصة أنه عرف عن الأطراف المختلفة المتورطة في الصراع السوداني، الذي أستمر لعقدين من الزمان، أنها قد جندت الأطفال في قواتها المسلحة، قسرا في بعض الأحيان، وفي بعضها الآخر طوعاً. ففي إبريل 2004م ظهرت أدلة تشير إلى أن أطفالاً من قبيلة "النوير" قد أخذوا للانضمام للمليشيات في منطقتى بانتيو وملكال بجنوب السودان. وعلي ذات المنوال ورغم عدم وجود توثيق لأدلة على التجنيد القسري المنظم إلا أن أطفالاً قد شوهدوا بين القوات المتحاربة في منطقة دارفور المضطربة.

وتضيف جوانا فان جيربن ممثلة منظمة اليونيسف بالسودان أنه في كثير من الأحيان يقوم الجنود بأخذ البنات على أساس أنهن زوجات غير رسميات ثم يتم التخلي عنهن حينما يحملن. أما الأولاد الصغار فإنهم يستغلون كجنود أو كخدم، بعضهم لا يتجاوز الثامنة من العمر أحياناً. ولذلك لابد من التصدى لهذا الموضوع على وجه السرعة، ولا ينبغي له أن ينتظر حتى يتم التوقيع على اتفاقية السلام. عن طريق تفعيل مجموعة العمل التي أنشأت العام الماضي، في إطار محادثات السلام، لبحث نزع السلاح، وتسريح القوات، وإعادة الاندماج حتى يتم إخراج جميع الأطفال دون سن الثامنة عشرة من القوات المقاتلة ودمجهم مجدداً في أسرهم ومجتمعاتهم.

وقد عبر الدكتور ياسر احمد إبراهيم، الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة عن سعادته لمصادقة الرئيس على هذين البروتوكولين قائلاً إن السودان بهذا التوقيع والمصادقة يؤكد التزامه السياسي والأخلاقي تجاه رعاية الأطفال وحمايتهم. وقال إن هذا الالتزام ينبع من قيم السودان الدينية والاجتماعية المتوارثة والتي تعبر عنها التشريعات الوطنية، فى انسجام مع الآليات الدولية والإقليمية ذات الصلة برعاية وحماية الأطفال.
[email protected]