بهية مارديني من دمشق: استعد السوريون لاستقبال راس السنة الجديدة بالاحتفال عبر وضعهم الزينات والانوار المتلألئة في البيوت والشوارع واشجار اعياد الميلاد التي تضيء لياليهم الحالكة وُتدفىء بردهم القارص، وعبر محاولتهم الاحتفال بنسيان مشكلاتهم ووضع الابتسامة على وجوههم ، اما الفنادق و اماكن السهرات فهي محجوزة بالكامل لحفلات راس السنة اليوم ، و رغم الغلاء والفساد والبطالة والضغوط النفسية والظروف السيئة لم يتاثر هذا العام ولم يختلف عن راس السنة الماضية في التهافت على اماكن السهر والرغبة في ان يمضي الناس منتصف الليل الفاصل بين العامين مع من يحبون ، فمازالت لدى الناس القدرة على الحياة و ليس لديهم الا التشبث بالامل الجميل .
الدكتور علاء قربي اكد لـ"ايلاف" ان الناس متفائلة في عام 2005 وتتمنى ان يحمل لهم انفراجات اقتصادية وتضع امالا كبيرة على توقيع الشراكة السورية الاوروبية ، "تصوري عندما تم التوقيع بالاحرف الاولى على الاتفاقية وعندما اعلنت الحكومة ان جمارك السيارات سوف تنخفض خلال ثلاث سنوات من 145 بالمائة حتى 65 بالمائة اصبحت هذه الاخبار حديث المقاهي والشوارع ، وهذا دليل على ان الناس متلهفة لوضع اقتصادي افضل ، وفي نفس الوقت فالناس سعيدة بالتقارب السوري التركي وتعتقد ان الانتعاش سيصل الى سورية عبر الحليف التركي ، كذلك على صعيد حقوق الانسان فالسوريون يتوقعون انفراجات لان العالم اصبح قرية صغيرة فثورة المعلوماتية والاتصالات جعلت من الحدث مهما كان صغيرا حدثا دوليا وعالميا بامتياز ، وهذه الثورة جعلت الناس اكثر جراة في تعاطيهم مع القضايا الحقوقية لانهم اصبحوا يدركون ان أي اعتداء على حريتهم سيصبح قضية راي" .
ولكن للدكتور علاء اصفري رأي اخر في موضوع السهر اذ قال لـ "ايلاف" انه يحبذ ان يسهر مع اطفاله هذا العام لانها راس سنة جديدة و" لانني اكتشفت ان الشيء الثابت الوحيد في الدنيا هو محبة الاطفال ، واما انواع الحب الاخرى فهي متغيرة وغير ثابتة وتخضع للظروف التي نمر بها، ومن وجهة نظري تميز عام 2004 بعدم وجود حب طاهر لمجرد الحب وسط المصالح والماديات وحب الذات الذي طغى على العالم" .