بيت ساحور: شدد عالم دين مسلم ورجل دين مسيحي، على أهمية الحوار والتسامح بين الأديان، وعلى ترسيخ الوحدة الوطنية، وذلك خلال ندوة مشتركة لهما في النادي الأرثوذكسي العربي نظمت مساء أمس في بلدة بيت ساحور، التي شهدت مؤخرا حادثا رفض أهالي البلدة أن يحملوه معنى طائفيا، عندما اتهم شاب فلسطيني بتصوير فتاة من دين آخر بهاتف نقال في غرفة تغيير ملابس في أحد المحلات. وأصدرت لجنة الطورايء الوطنية والإسلامية بيانا استنكرت فيه ما أوردته وكالة انباء عالمية عن "مشكلة بين مسيحيين ومسلمين في بيت ساحور" في خبرها عن الحادث.

وقال حسن عبد ربة منسق هذه اللجنة لمراسلنا "حصول أي مشكلة بين شخصين أو مجموعة أشخاص من أبناء شعبنا الفلسطيني لا يمكن أن تقود لخلق الفتنة والبلبلة أو أن تمس وحدة النسيج الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني". وتحدث في الندوة الارشمندريت عطا الله حنا الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس والأراضي المقدسة والشيخ تيسير التمييمي قاضي القضاة في فلسطين الذي قال بان "الأديان تحرم التطرف، وتحرم كيل التهم لباقي الأديان الأخرى أو المس بعقائد الطرف الآخر".

وأضاف التميمي الذي استقبل بحفاوة من جمهور الندوة ومعظمهم من المسيحيين "نؤمن بأنه لا إكراه في الدين، وعلى المسلم أن يحترم دين وعقيدة وشعائر أخيه المسيحي بشكل كامل، ونفس الشيء ينطبق على المسيحي، فنحن نعيش معاناة واحدة، ويجب أن نرسخ وحدتنا الموجودة فعلا، وإذا اختلفنا ضعنا". وقال التميمي "من يكفر بعيسى يكون قد كفر بمحمد، ومن ينكر أن الإنجيل نزل على عيسى ينكر المعروف من الدين بالضرورة". واكد ان "التطرف والتعصب، مظهران من مظاهر التخلف والجهل، ولا وجود لهما في مجتمعنا الفلسطيني".

وقال "عندما فتح الحليفة العادل عمر بن الخطاب فلسطين جاء محررا فاستقبله أخيه البطريرك صفرونيوس واهالي البلاد كمحررين".واشار التميمي إلى تحرير فلسطين في حقب سابقة ممن اسماهم بالفرنجة من قبل صلاح الدين ومشاركة المسيحيين العرب في ذلك التحرير. وقال الارشمندريت عطا الله حنا بصوت جهوري خطابي "وحدتنا العربية الفلسطينية راسخة منذ أن فتح هذه البلاد الخليفة العادل عمر بن الخطاب حيث استقبله البطريرك صفرونيوس، واسفر عن ذلك العهدة العمرية التي تحدد العلاقة بين الشعب الواحد".

وندد عطا الله الذي يحمل شهادة الدكتوراه في اللاهوت بمن يمس أو يحاول مس الوحدة الوطنية التي وصفها بالراسخة، مشيرا على أن العدو واحد ويستهدف الشعب الفلسطيني بمسيحيه ومسلميه. وقال إن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين هي نموذج لشعوب أخرى يمكن أن تحتذيه.