اسلام اباد: استدعت ظاهرة العنف ضد النساء وعدم قدرتهن في باكستان على مواجهة ذويهم او التظلم للشرطة الى قيام المحاكم العدلية في هذا البلد باقامة دور لامان النساء اللاتي لديهن مشاكل بسبب العنف الاسري في اجزاء متفرقة من المدن الباكستانية بحيث تخضع هذه الدور الى اشراف المحاكم والى ادارات تعنى بشؤون النساء اللاتي يواجهن اقدارا مختلفة من العنف الاسري وذلك بهدف تأهيلهن وحمايتهن وتقديم الخدمات التي اخفقت اسرهن في تقديمها لهن .

الهدف نبيل ويستدعي الاطراء من الجميع شريطة ان لا تكون له اهداف اخرى كما يشكك البعض .. هؤلاء البعض يرون ان الغرض من اقامة هذه الدور هو الاعتداء الصريح على التقاليد الاجتماعية السائدة والتفريق بين افراد الاسرة الواحدة ومحاولة لنزع سيطرة الرجل على الاسرة في باكستان وفتح المجال امام النساء للخروج على طاعته . ومنظمات حقوق الانسان هي الاكثر منافحة عن هذه الدور وعن الغرض من تاسيسها وتجعلها في قمة اولوياتها وتدافع عن نزيلات هذه الدور بكل ما لديها من وسائل و من قوة . وتقوم هذه الدور بدور هام في الحفاظ على النساء اللاتي تعرضن للاعتداء من الكثير من المخاطر التي تتهددهن سواء من اقاربهن او من الذين ارتكبوا اعمال العنف ضدهن او حتى من الادارات الامنية التي تحاول اخفاء أي نوع من التجاوزات لاظهار اوضاع الامن بانها على افضل حال ولتلافي أي اجراء يتخذ ضدها اذا نمى الى علم السلطات العليا ان الاوضاع الامنية ليست على ما يرام .

الا ان الايام الاخيرة قد كشفت عن بادرة من التعفن والفساد في احدى هذه الدور وهي دار امان النساء بمدينة حيدر اباد .. هذه المدينة هي المدينة الثانية من حيث الحجم في اقليم السند الباكستاني بعد مدينة كراتشي عاصمة الاقليم . وتولي حكومة الاقليم والحكومة المركزية اهمية بالغة للامن في هذه المدينة لقربها من الحدود مع الهند ولانتشار الحركات الانفصالية الضعيفة فيها ولانتشار الامراض بسبب نقص الخدمات وتلوث المياه بالسموم التي ادت الى وفاة العديد من الناس وخصوصا الاطفال مؤخرا ؛ ولهذا فان الوكالات الامنية في هذه المدينة تتمتع بقدر كبير نسبيا من الحرية و القوة والدعم .

فالنساء اللاتي كن مقيمات في الدار كن يقمن مرغمات بانشطة غير اخلاقية لا تتناسب مع الهدف الذي من اجله اقيمت دار امان النساء في مدينة حيدرباد الباكستانية . واضطرت قوات الامن الى اعتقال سبعة نساء وايداعهن السجن بعد محاولتهن الفرار من الدار بعد انكشاف امرهن . ولكنهن زعمن في التحقيقات ان المدعوة اقبال شافي مديرة الدار ونائبتها السيدة ارشاد بلوج وعدد اخر من الموظفين قد قاموا بتعريضهن للتعذيب النفسي والجسدي واجبارهن على العمل لساعات طويلة ولم يكن يستطعن البوح بما تعرضن له خشية وقوع المزيد من التعذيب ضدهن واجبارهن على القيام باعمال لا يرغبن بها .

واشارت النساء الى ان ادارة الدار كانت تجبرهن على ان يصمتن عند قيام أي مسؤول حكمومي بزيارة معدة سلفا للدار . ووجهن الاتهام لادارة الدار باجبارهن على ممارسة الجنس بالاكراه ولفترات طويلة مع الزبائن الذين اشرفت مديرة الدار على المجئ بهم لافراغ جيوبهم من المال لقاء الجنس مع هؤلاء النساء اللاتي جئن للبحث عن الامان في دار الامان ولم يتمكن من الحصول عليه واضطررن للهرب من الدار ولكن الشرطة عثرت عليهن واعادتهن الى السجن في هذه المرة للتحقيق في ملابسات القضية .

مديرة الدار كانت تقوم كذلك بارغام هؤلاء النساء على الذهاب الى اماكن بعيدة عن الدار لممارسة البغاء ولكي تحصل المديرة على الاجور لنفسها . احدى هؤلاء النساء اضطرت للكذب امام المحكمة والقول بانها متزوجة في الوقت الذي لم تتزوج فيه اطلاقا ولكن مديرة الدار اجبرت برفيين – وهذا اسمها – لتعرض للاعتداء الجنسي عليها في الدار وفي بيوت اخرى بعيدة عن دار الامان . وتقول باصري التي جاءت الى الدار للحصول على الحماية من زوجها بعد ان رفعت قضية طلاق ضده بانها اصبحت حاملا في الشهر الخامس بسبب ارغام المديرة لها على مجامعة الرجال بالاكراه .اما شابيران فانها قد طالبت المحكمة بالقاء القبض على المدعو بشير البنجابي لانه اول الرجال الذين اعتدوا عليها جنسيا تحت اشراف مديرة الدار . المحكمة تحقق الان في فضيحة غياب الامان والغذا الفاسد الذي كانت النزيلات يجبرن على اكله والذي ادى لاصابتهن بالتخلف الصحي والعقلي .