أعلنت الحكومة الإسبانية نيتها تسوية وضعية المهاجرين السريين ابتداء من الشهر المقبل شرط إدلائهم بعقود عمل حقيقية.
وقالت كونسويلو رومي الوزيرة المكلفة بالهجرة في تصريحات للصحافة الإسبانية إن هذا الإجراء يدخل ضمن برنامج للإدماج الاجتماعي للمهاجرين السريين وسيبدأ تنفيذه في غضون الشهر المقبل.
وأضافت أن المهاجرين السريين الذين سيدلون بعقود عمل غير مزورة إلى السلطات المختصة سيتمكنون من الحصول على بطاقة الإقامة والعمل، وأن السلطات ستشدد المراقبة على هذه العقود تفاديا للتزوير. وأشارت إلى أن الحكومة الإسبانية تعد بتسوية وضعية المهاجرين الذين سيكشفون على رؤسائهم الذين يشغلون المهاجرين بطرق غير قانونية.
وقالت "نحاول تسهيل الإدماج الاجتماعي للمهاجرين لكن أيضا محاربة اقتصاد الظل"، وأضافت أن عمل الحكومة الاشتراكية على تسوية وضعية عدد كبير من المهاجرين لا يعني بأي حال من الأحوال تطبيق الشعار المرفوع من طرف البعض "الأوراق من أجل الجميع".
وتطالب أحزاب إسبانية صغيرة يشكل الشيوعيون غالبيتها بتسوية وضعية كل المهاجرين الموجودين حاليا على التراب الإسباني والبحث بعد ذلك عن قانون هجرة جديد".
موازاة مع هذا الإجراء، ستطالب الحكومة الإسبانية الاتحاد الأوروبي بمزيد من الدعم قصد تشديد المراقبة على الحدود وتسهيل عمليات ترحيل المهاجرين السريين. وأوضحت رومو بهذا الشأن أن 23 في المائة من المهاجرين الذين يصلون إلى دول أوروبا بطرق غير قانونية يمرون عبر التراب الإسباني. وقالت "تأمل مدريد أن يتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات لدعم الدول التي يأتي منها أغلب المهاجرين السريين".
وأضافت أن الحكومة الإسبانية ستشجع الهجرة الشرعية والمنظمة عن طريق تسهيل الحصول على تأشيرات لثلاثة أشهر لتمكين المهاجرين من إيجاد عمل خلال هذه المدة. وستعطى الأولوية للمهاجرين الوافدين من الدول الأكثر تصديرا للهجرة السرية.
وقالت كونسويلو رومي إن الكثير من المهاجرين الذين ستتم تسوية وضعيتهم وصلوا اسبانيا أيام حكم الحزب الشعبي الذي لم يقرر طردهم من البلاد وأن ما تقوم به الحكومة الاشتراكية الآن هو تتميم لعمل الحزب الشعبي الموجود الآن في المعارضة.
في السياق نفسه، أشارت الوزيرة المكلفة بالهجرة إلى تعاون المغرب في مجال محاربة الهجرة السرية وقالت "يحاولون إلقاء كامل المسؤولية على المغرب عند أول مشكلة تتعلق بالهجرة، أريد أن أوضح أن الرباط تحترم التزاماتها بخصوص المراقبة والترحيل".
وتقول منظمات غير حكومية إن ما يزيد عن مليون مهاجر سري يعيشون في اسبانيا من أصل 2,5 مليون مهاجر وأغلبهم من المغرب وأمريكا اللاتينية.
وتقول أرقام رسمية إن 8079 مهاجرا تم توقيفهم من طرف السلطات الأمنية الإسبانية في الفترة ما بين فاتح يناير و17 أغسطس (آب) من السنة الجارية مقابل 8590 خلال السنة الماضية.
التعليقات