صنعاء : شكلت اليمن لجنة لتقصي الحقائق حول الآثار المترتبة عن الكارثة الطبيعية الزلزالية التي حدثت في المحيط الهندي وانعكاساتها على الشواطئ اليمنية ، المطلة على خليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي التي تضررت بنسب متفاوتة خلال الأيام القليلة الماضية.
وكان رئيس مجلس الوزراء عبد القادر باجمال قد أصدر قراره أمس الأول (الأربعاء) بتشكيل لجنة تضم وزراء المياه والبيئة، والثروة السمكية، والنقل، بالإضافة إلى محافظي المحافظات المطلة على خليج عدن والبحر العربي، ورئيسي جامعتي عدن وحضرموت ، وكذا مراكز الرصد المتخصصة في هذا المجال ، حيث وجه في قراره بدراسة الموقف وتقييمه والرفع بالآراء والمقترحات اللازمة لمواجهة مثل هذه الحوادث الطبيعية.
كما تضمن قرار تشكيل اللجنة جملة من المحددات الفنية والإدارية والاقتصادية ،التي ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تقديم التقرير، بما في ذلك اقتراح المعالجات الآنية والمستقبلية، لمواجهة مثل هذه الكوارث والتقليل من آثارها المادية والبشرية مستقبلا.

وكانت الاضطرابات البحرية التي ترجح علاقتها بزلزال جنوب آسياقد ادت الى ارتفاع أمواج البحر خلال الأسبوع المنصرم في كلٍ من محافظة المهرة وجزيرة سقطرى وخليج عدن بنسب متفاوتة. ونقلت مصادر في الجزيرة أن منطقة صغيرة في جنوب سقطرى تعرضت لإضرار وخسائر مادية في ممتلكات المواطنين ، مشيرةً إلى جرف جميع المراكب التي كانت في الساحل ودفعها إلى نحو 800 متر في اليابسة ما أدى إلى تدميرها فضلاً عن تدمير جميع عشش الصيادين في منطقة الصيادين في الخيسات وجرف كامل معداتهم من وقود وشباك كانت في تلك العشش.

كما جرفت الأمواج سيارة تابعة لأحد الصيادين عند تواجدها في الساحل الذي اقتلعت الأشجار القريبة منه.
على الصعيد نفسه ، تعرضت الأكواخ الخشبية للصيادين التي تبعد على الشاطئ بضعة أمتار فقط ، في قرية فقم بمديرية البريقة بمحافظة عدن الى العديد من الأضرار وتهدم بعضها جراء المد الهائج للموج ، الذي لم يشاهد مثله في القرية (حسب شهود عيان كبار في السن) إلا في عام 1946 والتي عادة يكون موسمه في شهر أغسطس.

كما شهدت محافظة المهرة الإعلان الرسمي عن استنفار تام لقوات الجيش والأمن استعداداً لحالة طوارئ لمواجهة ما قد تحدثه الاضطرابات البحرية، حيث شهدت المنطقة ارتفاعاً في موج البحر اجتاح 300 متر من اليابسة وأدى إلى تحطيم زوارق ومعدات الصيد. وفيما نتج عن هذه الظاهرة ارتفاع منسوب مياه البحر في شواطئ المنطقة إلى أكثر من خمسة أمتار، وإصابة ثلاثة من الصيادين بإصابات مختلفة نقلوا على إثرها إلى مستشفى الغيظة لتلقي العلاج ، حذرت وزارة الثروة السمكية الجمعيات السمكية والصيادين في محافظة المهرة من النزول إلى البحر.

ونقلت الوكالة الرسمية في وقت سابق عن وزير الثروة السمكية "إن سواحل المحافظة وتحديدا من رأس ضربة علي شرقاً حتى حساي غرباً بمديرية سيحوت، تعرضت لأمواج بحرية عاتية، ما أدى إلى ارتفاع منسوب مياه البحر في القرى والمناطق الساحلية للمهرة إلى إلى أكثر من خمسة أمتار على مستوى الشاطئ، وامتداد مياه البحر إلى اليابسة بطول يتراوح بين مائة إلى مائة وخمسين مترا، الأمر الذي تسبب - بحسب الإحصائيات الأولية- في إصابة ثلاثة من الصيادين نقلوا على إثرها إلى مستشفى الغيظة ، وكذا إتلاف العديد من وسائل الإنتاج السمكي والمنتجات البحرية، التابعة للصيادين والجمعيات السمكية .
وأضاف الوزير مجور : تعرض موقع محيفيف السمكي التابع لجمعيتي الشاطئ ومحفيف السمكيتين إلى أضرار، وفقدت العديد من القوارب ومحركاتها وإتلفت كميات كبيرة من أسماك الساردين ومستلزمات الإنتاج السمكي، جراء هذه الظاهرة التي تعد الأولى من نوعها تشهدها سواحل المهرة. وذكر وزير الثروة السمكية، إن لجانا لحصر الأضرار الناجمة عن هذه الظاهرة تم تشكيلها، وقد باشرت مهام عملها في وقت سابق اليوم ، تمهيداً لرفع تقرير نهائي إلى الجهات المختصة، لافتاً إلى أن الوزارة والاتحاد التعاوني السمكي وجها تعميما إلى كافة الجمعيات والصيادين بعدم النزول إلى البحر حتى تتضح أبعاد هذه الظاهرة ، وذلك حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم. كما اتخذت السلطة المحلية بمحافظة المهرة عدداً من الإجراءات الوقائية لحماية بعض ممتلكات الصيادين وإنقاذ بعض المتضررين جراء تدفق الأمواج على شاطئ منطقة العيد.

أوضح ذلك محافظ محافظة المهرة ناجي على الظليمي خلال تفقده المواقع الساحلية الأكثر تضرراً ،وبالذات موقع أنزال الأسماك بساحل منطقة محيفيف ، مشيرا إلى انه تم تشكيل لجان لحصر الأضرار ورصد جميع المتضررين، وكذا اتخاذ الإجراءات اللازمة لإشعار الصيادين المتواجدين على الشواطئ بالابتعاد وتوخي الحذر. وكانت منطقة جنوب وجنوب شرق آسيا تعرضت خلال الاسبوع الماضي إلى أمواج عاتية ناتجة عن الزلزال الذي وقع قبالة أندونيسيا وبلغت قوته أكثر من ثمان درجات على مقياس ريختر، أدت إلى مقتل 10 آلاف و226 شخصاً في سبع دول في المنطقة بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.