اعتدال سلامه من برلين: طالب رئيس مجلس الكنائس الإنجيلية في ألمانية فولفغانغ هوبرت الناس في العالم بالتواضع والعودة إلى الخالق وذلك تعليقا على الكارثة الطبيعية في جنوب آسيا في خطاب رأس الكنيسة الكاثوليكية في ألمانية الكردينال كارل ليمان يوم أمس الأحد.
فبرأي رجلا الدين ما نتج عن المد البحري في الدول المنكوبة يظهر مدى تجاوز الإنسان لحدوده وإنذار له بأن سلطته وسيطرته على الأرض محدودة وغير مطلقة.
وقال هوبرت ما وقع في آسيا ليس قدرة إلهية بل عبث الإنسان بما منحته الطبيعة له من مقدرات تلاعب بها ليجعلها تتماشى مع مطامعه الحديثة بدلا من أن يحترمها ويقدرها، لذا عليه أن يتواضع إمام المصاب.
وأضاف لن يكون هناك أمان كامل في العالم، لكن يجب وضع خطط لتوفير الأمان بعد الخراب المخيف الذي أحدثته كارثة الزلزال تسونامي، وفي المحيط الهادئ يوجد نظام إنذار مبكر بينما غير متوفر في المحيط الهندي. وتوفر جهاز إنذار في البلدان الفقيرة عنصر مهم للتساوي بين البشر في العالم.
بينما قال ليمان الكارثة أكدت للإنسان بأنه ليس سيد الأرض، وانطلاقا مما حدث يجب أن يعود عن تفكيره ويعيد النظر بمسؤولياته الكبيرة حيال الكون.
وبعد مرور حوالي أسبوع على كارثة المد البحري يعتقد العديد من المراقبين أن عدد الضحايا الألمان سيتجاوز ال 3200 ، وهذا الرقم يتردد سرا في الأروقة الحكومية في الوقت الذي ترفض برلين التأكيد عليه وتواصل الحديث عن أكثر من ألف مفقود.
وقال كلاوس شاريوت سكرتير الدولة في وزارة الخارجية تم حتى الآن التعرف على 60 جثة وجرح 300 بعضهم في حالة مقلقة وعودة قرابة 7000 سائح من المناطق المنكوبة ولا أمل كبير لما تبقى، والتعرف على جثثهم إذا ما عثر عليها يتطلب وقتا طويلا جدا.
وبرأيه الوقت مبكر جدا للحديث عن رفع الإنذار في المناطق المنكوبة ولا داعي للتفاؤل الكبير، وأرسل إليها 300 خبير من 19 بلدا لتحديد هوية الضحايا، وسوف يعتمدون ثلاثة طرق: بصمات الأصابع وشكل الأسنان الاصطناعية والحمض النووي
DNA
لكن كلها تحتاج إلى وقت طويل للخروج بنتائج لصعوبة العثور على جثث الضحايا المنتشرة على اليابسة أو في عمق البحار.

لا يوجد حتى الآن لوائح نهاية لعدد السياح الألمان في جنوب آسيا، فالعديد منهم خاصة الشبان ينتقلون بين البلدان الأسيوية في عطل عيد الميلاد ورأس السنة يسافرون عن طريق تعرفة " آخر دقيقة" مكتفين بشنطة الظهر.