طلال سلامة من روما: كانت طائرة السيد ألبرت كولك الصغيرة تهوي بدون تحكم - في الظلام - على جبال Monashee في كندا. لكن السيد كولك فاجأ الجميع وهمٌَ بالقول الى حفيده وأصدقائه المراهقين "اربطوا الأحزمة فوراً!" محركاً بعد ذلك رافعة حمراء في كابينة القيادة. وفوراً، فُتحت فوق الطائرة مظلة بيضاء وبرتقالية - كبيرة بحجم البيت - وسمحت لها بالهبوط بشكل سلس بين الصخور. وفي حال نجح مخترع هذه المظلة - التي أنقذت في الربيع الماضي حياة السيد كولك وأصدقائه - في تحقيق أهدافه فان كل الطائرات التجارية قد تتبنى، في يوم ما في المستقبل، نظاماً وقائياً من هذا النوع. وينجم التحدي الكبير له من قبل تلك الطائرات الأكبر والأسرع، التي تتطلٌب مظلة أكبر وأقوى. ويقول رئيس شركةBallistic Recovery Systems المحدودة، الكائنة في مينيسوتا وباعت العام الماضي 500 مظلة وقائية مقابل 16.000 دولاراً، إن التحدي الأعظم يتمحور حول وزن وسرعة الطائرة.

ويمكن للمظلة الأكثر تقدماً أنتجتها هذه الشركة الأميركية أن تتحمل لحد الآن حوالي 1.800 كيلو، من الوزن؛ ويصل وزن الطائرات الخاصة الصغيرة الى حوالي نصف هذا الوزن وتطير كذلك بسرعة حوالي 280 كيلومتراً في الساعة قياساً الى طائرات النقل الجوي المحلية التي يصل وزنها الى ما فوق ال36 طناً وتبلغ سرعتها تقريباً 1000 كيلومتراً في الساعة. ولذا، تتعاون الشركة حالياً مع وكالة الفضاء الأميركية Nasa التي خصّصت مبلغ 670.000 دولار لبدء الأبحاث المتعلقة ببناء جيل جديد من مظلات الطوارئ، تُكيّف أيضاً إلى طائرات النقل الجوي الصغيرة. ومنذ ست سنوات، دخل استعمال المظلة المصممة وفق مقاييس الطائرات الصغيرة، حيز التنفيذ في الولايات المتحدة؛ وتؤكد شركة Ballistic Recovery Systems أن مظلتها المبتكرة أنقذت حياة ثمانية أشخاص، في الحوادث الأربع الأخيرة.

على أية حال، لا تضمن المظلة الأمان المطلق ففي أبريل(نيسان) من عام 2002 لقيت عائلتين إيطاليتين حتفهما إثر حادثة طائرة جُهٌِزت بهكذا مظلة؛ ولا زالت الحادثة قيد التحقيق من قبل محكمة اتحادية.